رئيس التحرير
عصام كامل

يوسف شاهين: "السعادة مش في الفلوس"

المخرج يوسف شاهين
المخرج يوسف شاهين
منذ أن أخرج أول أفلامه "بابا أمين "عام 1950 سار المخرج يوسف شاهين ــ ولد فى مثل هذا اليوم 25 يناير 1927ــ في مشوار سينمائي امتد أكثر من نصف قرن قدم خلالها 37 فيلما روائيا طويلا هي من روائع السينما المصرية آخرها فيلم "هي فوضى".


في استفتاء "100 سنة سينما في مصر" كان شاهين صاحب الرصيد الأكبر بين أهم مائة فيلم في تاريخنا بـ12 فيلما.. هي على الترتيب الأرض، باب الحديد، الناصر صلاح الدين، صراع في الوادي، إسكندرية ليه، العصفور، عودة الابن الضال، المهاجر، الاختيار، جميلة، ابن النيل، حدوتة مصرية.

وعبقرية يوسف شاهين أن لديه دائما الجديد فهو لا يكرر نفسه ويجيد طرح القضايا الفنية والفكرية فيثري الحركة الثقافية وإبداعاته على مستوى الصورة والتكنيك تمثل مع كل عمل جديد إضافات مبتكرة.

يميل يوسف شاهين إلى التغريب، للتغريب في حد ذاته، فأفلامه أحيانا غامضة لكن فيها فلسفة لذلك إلا أن أفلام مرحلته الأولى كانت غير ذلك مثل ابن النيل، صراع في الوادي، هو يقول (أنا لايهمني الجمهور يقبل فيلمي أو لا يقبله، وأنه في المستقبل سيقبله لأن أفلامي ما عدا القليل منها لها جماهيرية فقد رفض بعضها في البداية والآن بعد مرور السنوات أصبحت أكثر جماهيرية).

ومن خلال كلمات للمخرج يوسف شاهين نشرها الصحفي نادر عدلي في ملحق "المخرج "أصدرته مؤسسة الأهرام عام 2000 قال: 
إنني منذ عملت في السينما وأنا موجود في معظم أفلامى، وكان فيلم "بابا أمين "علامة فى حياتى ،وفى باب الحديد ، وفى الأرض ، وفى هذه الأفلام تكمن مراحل حياتى ، والصحيح ليس مراحل حياتى كلها لكنها تقديم صورة المجتمع المصرى خلال 25 سنة هى عمر الثورة بكل سلبياتها وايجابياتها من خلال ابن لهذا المجتمع وهو أنا.

عزت العلايلي يكشف كواليس اقتحام يوسف شاهين شقته بعد سهرة خاصة مع أصحابه

وإذا كنت أحب تقديم رؤيتي هكذا، فمالها رؤيتي إذا كانت رؤية فنية ناضجة لا تصنع أفلام جنس أو أفلام تعمل على تخدير الناس ومخاطبة غرائزهم، وإنني باعتراف السينما العالمية أصنع أفلاما لها فكر ومفهوم ومضمون.

انا لا أعمل فيلم بالصدفة، أنا أعمل فيلم من حاجات أحسها واعشقها ومثل ما عشت وعشنا التطرف كان لازم اعمل فيلم عن التطرف فعملت "المصير "وأنا لا استطيع ان اجلس واحط ايدى على خدى واقول انا نفسى اعمل شئ ..لا أنا مخرج من العالم الثالث وعلى واجبات خطيرة ،والظروف هى التى تحركنى لذلك اقدم ما اتكلم فيه ما اعيشه انهاردة فلم تكن صدفة ان اتوقع فى عودة الابن الضال ان العرب حايضربوا بعض .
أقول ان منطقتنا اكثر تحضرا من الخارج فعندما اذهب الى الخارج اجد نفسى بعد اسبوع اسبوعين اريد العودة لان النتيجة النهائية لتفكيرهم تؤدى الى وحدة خطيرة جدا اذا تتبعت حركة الاقتصاد فى امريكا تجد الفلوس اهم شئ لهذا ظهر رد الفعل الى حد ان الناس رجعت الى الاصولية بل تطرف اصولية لانهم وجدوا ان الاقتصاد والفلوس هى السعادة ..لا ليست هى السعادة .
واخيرا سعادتى فى الشغل واذا كنت ابحث عن الشهرة فلقد جاءت الشهرة والاعتراف العالمى بالسينما المصرية وبيوسف شاهين جاء وربنا فتحها علينا بشكل غير معقول ،لكن انا اعشق السينما واعشق الشغل 
اهدى اى جائزة حصلت عليها الى الشعب المصرى الذى سار معى وساعدنى طوال مايقرب من خمسين سنة ، ممكن بعض النقاد يكونوا لهم رأى تانى لكن الاكثرية معايا ولست انا الذى نجحت انما كان معى فريق عمل فى كل عمل قدمته ووصلنا معا.
الجريدة الرسمية