رئيس التحرير
عصام كامل

مأساة طفل المناديل بالمنوفية.. طرده والده ليتخذ من سلالم الكوبرى مأوى له

طفل المناديل
طفل المناديل
غربة ووحدة على سلالم الكباري، وخروج من التعليم، وصقيع برد قارس لا يخففه سوى دموع ساخنة تنهال على وجه طفل شائت الأقدار أن يدفع وحده مرغماً ثمن تصرفات والديه وعدم تحملهما للمسئولية.


حمدى عبد الرازق، 11 عاماً اتخذ من سلالم الكوبرى العلوى بشبين الكوم فى محافظة المنوفية، مأوى له بعد ان أصبح وحيداً مشرداً دون عائل أو أحضان أسرة يحتمى بها من برد الشتاء، أو حتى يشعر داخلها بالأمان المفقود.

خرج حمدى من التعليم بالمرحلة الإبتدائية بعد أن طرده والده "حسبما يقول" ليضطر ان يبحث عن عمل يستطيع من خلاله ان يوفر بعض لقيمات تسد جوعه وتغنيه عن التسول ومد يده للمارة طالباً العون والمساعدة.

ليالٍ لم يكن مرورها كالمعتاد وساعات فيها الدقائق أطول من الأيام، تمر على حمدى وهو يتلحف بغطاء مرقع وده فى القمامة، مفترشاً الأرض ببعض الكراتين التى تقلل تأثير الرطوبة قليلاً حتى يستطيع النوم استعداداً ليوم عمل شاق.

الشوارع ومواقف
يبدأ حمدى عمله فى السادسة من صباح كل يوم حيث يمر فى الشوارع ومواقف السيارات محاولاً بيع المناديل للركاب، ثم يأخذ قسطاً من الراحة لتناول بعض الطعام ويعود لاستكمال عمله.

ينتهى العمل بالنسبة لـ حمدى فى العاشرة من مساء كل يوم حيث يعود ليفرش سلم الكوبرى العلوى بشبين الكوم مستعداً للنوم كعادته منذ أشهر بعد ان قام والده بطرده من المنزل.

حينما اقتربنا من حمدى رفض أن يتم تصويره بالفيديو كما رفض أن يظهر وجهه فى الصور، لكنه عبر عن أمنيته بأن يعود للتعليم ويجد فرصة عمل مناسبة للإنفاق على نفسه، ومكاناً يحميه من الأمطار وبرد الشتاء.

"فيتو" تواصلت مع إمام فوزى وكيل وزارة التضامن بالمنوفية، والذى أكد على ان التدخل السريع سيتوجه لمكان الطفل وسيتم اتخاذ ما يلزم تجاهه دون تقصير.

وأشار وكيل وزارة التضامن بالمنوفية إلى أن الإجراءات التى يتم اتخاذها فى مثل هذه الحالات هى دراسة حالة الأسرة جيداً وتوفير دخل أو فرصة عمل لعائل الأسرة إن كان بلا دخل أو عمل، أو يتم نقل الطفل لدار رعاية اجتماعية تتبع لإدارة وإشراف التضامن الاجتماعى.

وأكد وكيل تضامن المنوفية أن المديرية لا تألو جهداً من أجل إنقاذ أطفال الشوارع ومساعدة الحالات الأكثر إحتياجاً ويتم ذلك بشكل مستمر وشبه يومى.
الجريدة الرسمية