رئيس التحرير
عصام كامل

الإسلام السياسي عدو المرأة .. يضيق عليها الفرص ويرفض مساواتها بالرجل .. عبير سليمان: عشوائية الدعوة دمرت ‏المجتمع

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، تحظى المرأة لدى تيارات الإسلام السياسي بعلاقة غامضة ومتلبسة، تقف خلف الرجل ‏بخطوات واسعة، فالهدف دائما إعادتها إلى البيت، تضييق الفرص أمامها بأشد درجة ممكنة، مما تسبب في حالة من ‏الاحتقان الشديد وترتب على ذلك صعود تيارات نسوية متطرفة ردًا على التطرف بحق المرأة وحقوقها في المجتمع.‏



عودة للوراء:

تخطو المرأة مع كل تيارات الإسلام السياسي السني منها أو الشيعي  مئات السنوات إلى الخلف، يتفقون على ‏إعاداتها إلى الوراء ـ حياة السلف ـ من وجهة نظرهم، حيث فرض أزياء إجبارية حسب رؤية الرجل الإسلامي الذاتية ‏للحلال والحرام ودون اتفاق مع المرآة أو إعطائها حق الاختيار ولاسيما السلفيين.‏

لايقتنع السلف بما تيسر من الدين، يتقوقعون على أنفسهم بعيدا عن المدارس الفكرية والفقهية الواسعة في الدين ‏الإسلامي التي تجعل الدين يسر وليس عسرًا.

يرفضون حتى رؤية الأزهر عن النقاب على سبيل المثال، فالمؤسسة الدينية ‏الرسمية لا تراه من الشرع ولا الدين، بينما النقاب عند السلف فرمان إجباري من الرجل ملزم للمرأة، وليس بإمكانها ‏التفاوض حوله.   
مع الإسلاميين يشعر البعض وكأن المرأة مواطنة من الدرجة الرابعة، لايفارق الحديث عنها العورات بكل أشكالها في أي ‏نقاش تكون حواء حاضرة فيه، ودائما ما يتم استحضار مسائل عقائدية معقدة الهدف الوحيد منها تعطيل الزوجة إذا أرادت ‏الخروج من كل هذه التعقيدات إلى حياة أكثر عدالة ومساواة مع الرجل. ‏

تسبب هذا التطرف في صعود تيار نسوي متطرف على الجهة الآخرى في المنطقة العربية وخاصة خلال السنوات القليلة ‏الماضية، جعل من حق المساواة نقمة على المجتمع بدلا من أن يكون فضيلة الكل يسعى إليها، فالرجل يجب أن يكون ‏حاضرًا في أي معركة بسبب أو بدون، والتمرد على الجميع هو اللغة الأسهل، وإغواء الفتيات بالهرب والانسلاخ من ‏الهوية بداية التحرر من قبضة الرجل !  ‏

عشوائية الدعوة ‏:

تقول عبير سليمان، الكاتبة والباحثة، أن المجتمع المصري لازال يعاني من عشوائية الدعوة ولاسيما في الوقت الحالي من خلال دعاة يستخدمون السوشيال ميديا في نشر رؤى ظلامية متطرفة أرهقت مصر وأهلها.‏

توضح سليمان أن هؤلاء يرون المرأة مخلوق أدنى، ينشغلون كثيرا بالجنس والمتعة بعيدا عن جوهر الدين ‏ومقصده، ‏لافتة إلى أن المجتمع بسببهم يعانى كثيرا من فتاوي آخرت تجريم الختان، ورفضت تجريم إيذاء ‏المرأة بدنيا ‏الذي يجيزه عدد من الدعاة حتى الآن. 

أشارت الباحثة إلى أن الزواج المبكر لا يوجد بشأنه فتوى صريحة بتجريمه وكذلك قضية التعدد التي ترتب عليها ‏خراب ‏البيوت وهدم الأسر، لافتة إلى أن المرأة يزج بها في ساحة معركة تضعها دائما في موقف الدفاع عن نفسها وكأنها ‏محل اتهام على ملابسها ‏وحيائها واخلاقها.

أضافت: المسئول الأول والرئيسي عن هذا التطرف ضد المرأة، هو الإسلام السياسي والخطاب السلفي ‏الوهابي الذي ‏سيطر على عقول البسطاء بل وعلى عدد لا بئس به من أصحاب مراكز وشهادات عليا أصبحوا يمتلكون فكر ‏متخلفًا رجعيًا لا ‏يدرك شيء عن مفاهيم الإنسانية والعدالة.‏

تابعت: يخرجون علينا بتشوهات تزيد الطين بلة، ويعززون كل منحط ورجعي ينال من المرأة وكرامتها وسلامتها وآمنها.‏

واختتمت سليمان مطالبة بتفعيل دعوة الرئيس السيسي لتجديد الخطاب الديني، حماية للدين من العبث بالفتاوى والتفسيرات ‏الرجعية ‏التي تنال من أمة وسطية تحترم الإنسان والحرية دون أن تفرط في قيمها وشرقيتها وتدينها وتقربها من الله دون ‏كراهية أو ‏سطوة وتسلط باسم الدين.‏

الجريدة الرسمية