رئيس التحرير
عصام كامل

جنود مستودعات الأكسجين بالإسماعيلية.. أنفاس الحياة تحارب كورونا | صور

صورة حية من داخل
صورة حية من داخل المستودع

جنود جدد كشفتهم أزمة كورونا، يعملون في صمت وصمود، ولا يدرى بهم أحد، يخاطرون بأرواحهم ، ليمنحوا مرضى العزل المنزلى ، أنفاس الحياة، وينعشون رئات المئات، أنهم عاملوا مستودعات أسطوانات الأكسجين ، اخترقت" فيتو" عالمهم والتقت أحدهم لتكشف الكثير من التفاصيل التي لا يعرفها الكثيرين :-  


  في البداية يقول وائل عبد الوهاب محمد صاحب مستودعا لاسطوانات الأكسجين : يعمل في هذا المجال منذ 20 عاما ، كان والده يعمل مديرا لشركة الغازات الصناعية والتي كانت بالمنطقة الصناعية في الإسماعيلية ، قبل أن يتم بيعها في عهد رئيس الوزارء الأسبق الدكتور عاطف عبيد ويشملها نظام الخصخصة. 

وتابع  "نقوم بتوزيع اسطوانات الأكسجين ، على المستشفيات الخاصة ، وعيادات الأطباء ، وعلى المرضي في المنازل" . 


وأكد أنه لم يكن يتخيل أن يصل الطلب على اسطوانات الأكسجين إلى هذا العدد المهول ، حيث كان الطلب قبل نكبة " الكورونا"  مقتصرا على المرضى العاديين الذين يعانون من الربو المزمن أو ممن يعانون من أمراض الشيخوخة ، وغيرها ، ولكن ما لبثت أن وصلت موجة الكورونا الأولى إلى مصر حتى زاد الطلب على اسطوانات الأكسجين ، ولذلك قمنا برفع رصيدنا من الاسطوانات وذلك قبل ارتفاع أسعار شراء الاسطوانات .  

أما مع الموجة الثانية للكورونا زاد الطلب على اسطوانات الأكسجين المنزلية بشكل كبير ، وذلك مقارنة بالموجة الأولى حيث وصل الطلب إلى 100 أسطونة في اليوم يتم تبديلها مرتين أو كثر على حسب حالة المريض وذلك على العكس من الموة أولى والتي لم يصل الطلب فيها إلى هذا الرقم الكبير .    

ويوضح أن المستودع يقوم بملئ وتبديل اسطوانات الأكسجين ولكنه ليس المسئول عن شرائها ، فالعملاء هم من يقومون بشراء الاسطوانة  ثم تبديلها عن طريق المستودع ، وتستوعب الاسطوانة الواحدة من  110 ، وحتى 1500 بار مع المنظم الطبي ، ويتم ملئ الاسطوانة بسعر 60 جنيه مصرى ويشير إلى أن سعر ملئ الاسطوانة  ثابت و لم يتم رفعه منذ الهجمة الأولى للكورونا وذلك نظرا للظروف الاقتصادية الحرجة التي تمر بها البلاد ، وزيادة الطلب فهناك العديد من المرضي الذين يحتاجون إلى أكثر من 5 اسطوانات يوميا وذلك حسب حالتهم  .   

وأضاف أن ارتفاع الأسعار ليس في ثمن تبديل وملئ الاسطوانة نفسها ولكن الأرتفاع الحقيقى في سعر حديد الأسطوانة نفسها والتي قفز سعرها من 1700 جنيه إلى 3800 جنيه فمستورد الأسطوانات هو من يقوم برفع السعر وليست المستودعات لأن كل مهمة المستودع هو ملئ الأسطوانات فقط .  

  ويلفت إلى أن عملية ملئ الاسطوانات تتم عن طريق مصنعى التعبئة بالصالحية الجديدة ، و بالعاشر من رمضان حيث يقوم المستودع بجلب أسطوانات الغاز المعبئة من هناك وذلك تمهيدا لتوزيعها على المنازل . 


وتتم عملية التوزيع بواسطة عمال التوزيع داخل المستودع ، حيث يقومون بتوصيل الاسطوانات للمرضي بعد تعقيمها ، وخلال التبديل يتم تعقيم الاسطوانة ، بالكحول ، والكلور وذلك لضمان سلامة العامل ، بالإضافة إلى أن العامل يقوم بتركيب الأسطوانة والمنظم ، ويشرح للعميل كيفية الاستخدام .  

ويكشف " عبد الوهاب" إلى أن هناك العديد من الأشخاص الذين يقومون بشراء أسطوانات الأكسجين للمرضي ، وإداعها داخل المستودع على سبيل التبرع لتكون تحت طلب المرضي الغير قادرين في أى وقت ، كما أن المستودع يعمل على مدار الـ 24 ساعة دون توقف ، وذلك حرصا على حياة المرضي وخاصة مرضي كورونا .  
  
ويطالب وائل عبد الوهاب في نهاية حديثه : بضرورة إنشاء مصنع تعبئة لإسطوانات الأكسجين داخل محافظة الإسماعيلية  ، وذلك أسوة بمصنع الكمامات ، لتكون هناك سهولة في الحصول على خام الاكسجين لملئ الاسطوانات بدلا من السفر إلى خارج المحافظة والذي يتطلب المزيد من الوقت والجهد. 







الجريدة الرسمية