رئيس التحرير
عصام كامل

تعرف على الفرق بين صلاة الشروق والضحى

صلاة الضحى
صلاة الضحى
صلاة الضّحى من النّوافل التي حث رّسول  الله -صلى الله عليه وسلّم- عليها وأوصى بها، ويدل على فضل صلاة الضحى أحاديث نبوية كثيرة، كما أن فوائدها للإنسان عظيمة جدًا، وصلاة الضحى تؤدّى فيما بين ارتفاع الشمس إلى زوالها، ويُقصد بزوال الشمس: أي ميلها عن وسط السماء نحو الغرب.


وتعريف صلاة الضُّحى كمُصطَلحٍ شرعيّ؛ فهِي صَلاةٌ من النَّوافل، تؤدّى بعد ارتفاع الشمس مقدار ميل؛ وتعرف كذلك صلاة الضحى باسم صلاة الإشراق أو الشروق، وسمِّيت بذلك لأنَّها تؤدّى بعد شروق الشمس أي بعد طلوعها، ومن الفقهاء من اعتبر صَلاة الإشراق مُختلفةً عن صلاة الضحى.

 

كيفية صلاة الضّحى

وبفعل النوافل وكثرة النوافل والطاعات تُستجاب الدعوة، ويتحصّل الأجر والفضل الكثير في الدنيا والآخرة، ومن النوافل صلاة الضحى، فما كيفية صلاة الضحى؟ وما وقت صلاة الضحى؟

 

كيفية صلاة الضّحى ووقتها

صلاة الضحى: إذا أراد المسلم أن يُصلّي صلاة الضُحى، فلا بُدَّ أن يكون جاهزاً حسيّاً ومعنوياً، فيتوضّأ ثم يتوجَّه للمكان الذي سيُؤدّي فيه الصلاة، ويُصلّي الضُحى بالكيفية الآتية:

 

النيَّة؛ وذلك بأن ينوي أن يُصلي الضُحى.

يُكبّر تكبيرة الإحرام.

يَقرأُ دعاء الاستفتاح.

يَقرأُ سورة الفاتحة.

يَقرأُ آياتٍ أو سورة قصيرة بعد الفاتحة.

يُكَبر ويَركعُ ويَقولُ في رُكوعه: سبحان ربي العظيم.

يَرفعُ من الركوع حتى يستوي قائماً، قائلاً: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد.

يُكبر ويَسجدُ ويقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى.

يَرفع من السُجود ويَجلس جلسةً قصيرةً.

يَسجد سجدةً ثانيةً ويقول في سجوده كما قال في السجود الأول.

يرفع من السجود ويُصلّي باقي الركعات كما صلَّى الركعة الأولى؛ مع الأخذ بعين الاعتبار الجلوس للتشهد بعد صلاة الركعتين.

يجلس للتشهُّد الأخير.



الفرق بين صلاة الضحى والشروق
 
الفرق بين صلاة الشُّروق وصلاة الضُحى يُفرّق بين صلاتي الشُّروق والضُحى؛ بأنّ المُعتاد على أداء صلاة الضُحى؛ فيؤديها ما بين ارتفاع الشّمس إلى وقت زوالها، وقد يُفرّق بالقَوْل بأنّ مَن يبقى جالساً في مُصلّاه إلى وقت ارتفاع الشّمس، ثمّ يُصلّي، فإنّ صلاته تعدّ صلاة إشراقٍ؛ بالنَّظر للجلوس الذي قبلها، وتصلح أن تكون صلاة ضُحى؛ بالنَّظر إلى وقت أدائها، كما ثبت عن عبدالله بن عبّاس -رضي الله عنهما- أنّ صلاة الشُّروق تؤدّى أوّل وقت صلاة الضُحى، فأوّل وقت الضُحى يبدأ بطلوع الشّمس وفسّر أيضاً قَوْله -تعالى-: (يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِشْرَاقِ)، بأنّ الإشراق صلاة الضُحى، كما أخرج الإمام مُسلم في صحيحه عن جابر بن سُمرة -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا صَلَّى الفَجْرَ جَلَسَ في مُصَلَّاهُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا)


 وتُسمّى أوّل صلاة الضُحى بسُنّة الإشراق أيضاً وتعدّ صلاة الشروق من صلوات النّوافل، وقد ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: (مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ] وقد بيّن العلّامة ابن باز -رحمه الله- أنّ صلاة الشُروق هي صلاة الضُحى إن كانت في وقتٍ مُبكّرٍ، وأفضل الأوقات لأداء صلاة الضُحى؛ عند شدّة الضُحى، وقال القليوبي، والرَّملي، والزِّياديّ؛ إنّ صلاة الشُروق اسمٌ لصلاة الضُحى، وقال الإسنويُّ إنّ عدداً من أهل التفسير قالوا إنّ صلاة الضُحى هي صلاة الشُّروق التي ذكرها الله -تعالى- في قَوْله: (يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ)، وتجدر الإشارة إلى أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- نَدَب أداء صلاة الشُّروق، تدلّ على ذلك الأحاديث التي حثّ فيها على الجلوس في المسجد بعد الانتهاء من صلاة الفَجْر حتى طلوع الشّمس، كما ورد أنّه كان يُصلّي صلاة الضُحى في وقتَين مختلفَين؛ الأوّل: عند شُروق الشّمس، والثاني: عند انبساط الشمس ومَيْلها إلى رُبع السّماء.





فضل صلاة الضحى

رُويت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على عِظم فضل صلاة الضحى ومكانتها، منها ما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، إذ قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ).

 ورُوي أيضاً عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- أنه رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى، فَقالَ: (أَما لقَدْ عَلِمُوا أنَّ الصَّلَاةَ في غيرِ هذِه السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ).


 ومما يدل على فضل صلاة الضحى ما رواه أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى، والسّلامى هي التعظام والأعضاء في جسم الإنسان، وقوله في الحديث: "ويجزئ عن ذلك"؛ أي يسدّ عن ذلك ويقوم مقامه أداء ركعتي صلاة الضحى، وفي ذلك فضلٌ عظيمٌ ظاهرٌ لصلاة الضحى.

 ووصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصلاة الضحى لأبي هريرة وأبي الدرداء -رضي الله عنهم- تدلّ على عظم فضلها، لا سيّما أن النبي إذا أوصى أحداً فحينئذٍ وصيّته لجميع الأمة كذلك، إذ لم يرد تخصيص في ذلك، وممّا ورد في فضلها ما جاء في الحديث الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صلَّى الغداةَ في جماعةٍ ثم قعد يذكرُ اللهَ حتى تطلعَ الشمسُ ثم صلَّى ركعتيْنِ كانت لهُ كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: تَامَّةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ) قال المباركفوري رحمه الله: "قوله: (ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ)، أي: بعد طلوع الشمس" وهي تدلّ على صفة جميلة في العبد، وهو أنه أوّاب؛ أي كثير الرجوع إلى الله عز وجل، لا سيّما إذا صلّاها في آخر وقتها؛ وهو الوقت المستحب كما وُضِّح سابقاً.

وصلاة الضحى صلاةٌ تشهدها الملائكة، يدلّ على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن عبسة رضي الله عنه: (صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حتَّى تَرْتَفِعَ... فإنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ).



الجريدة الرسمية