رئيس التحرير
عصام كامل

ما المقصود بالقول: "اذكروا محاسن موتاكم؟ وما الحكمة من تأمين الملائكة لهذا الدعاء؟

الشيخ محمد متولى
الشيخ محمد متولى الشعراوى
يعمد البعض احيانا الى ذكر مساوئ الانسان بعد موته فى كل مناسبة فيقال ردا عليه "لا تسيئوا إلى الأموات بل اذكروا محاسن موتاكم فما معنى هذا القول"؟

أجاب الشيخ محمد متولى الشعراوى فقال:


إن القصد من القول "اذكروا محاسن موتاكم" أن السامع لا يرى أن واحدا صنع سوءا حتى لا تكون الاسوة، فعندما نذكر المحاسن فقط لشخص مات ، فإنه لم يفعل سوى الخير ، فمن سمع بذلك يتصور الخير فى الاعمال كأسوة.

ولكن عندما يسمع الانسان ذكر الموتى بالخير والشر فلا يمتنع اذا وسوسة له نفسه بعمل شر، معتقدا ان كل الناس تسئ ، وأنه ليس المسئ الوحيد، وعندما لا يسمع إلا حسنا فكأن الاخرين لم يفعلوا الا حسنا، فيستقر فى الاذهان ان الحسن هو السائد.

المسئ الوحيد 

أما تأمين الملائكة على الدعاء فإن ذلك لا يكون الا بالخير لان الحق سبحانه وتعالى يقول "وهو الذى يصلى عليكم وملائكته" سورة الاحزاب 43.. اي يبارك عليكم ويغفر لكم .

الشيخ الشعراوى يجيب : ما المقصود بقوله تعالي: "لإن شكرتم لأزيدنكم" ؟

إذن فللملائكة عمل هنا معناه وهو الدعاء المقصود به ايصال الخير لنا، ولذلك فعندما يقال: انه لا تشرق شمس يوما إلا ينادى فيه ملكان (اللهم اعط منفقا خلفا ، واعط ممسكا تلفا) وهذا القول فى ظاهره شرا لكن فى مؤداه الحقيقى يريد خيرا للممسك فإن صبره على تلف ماله يجعله مأجورا مجزيا به.

خير الجزاء 


فأما أن يُسأل الملك أن يعطى الله منفقا خلفا، فهذا معروف أنه دعاء له ، ولكن كيف يدعو على من أمسك بالتلف وليس بالمغفرة، ونحن نعلم أن الملك لايدعو الا بالخير.

وعندما نبحث عن الحقيقة نجد ان الملك عندما يدعو للمنفق بالخير فإنه يكون قد دعا له بالخير، لانه أدى خيرا، والذى لم ينفق وضن بماله واحتفظ به فيطلب الملك أن يأتى فى ماله تلف، فيؤجر على المصيبة فيأتيه خير ايضا.

ونقول إنكم نظرتم الى انه دعاء عليه، ولكنه دعاء له ، فهو يدعو الله بأن يجزيه خيرا بالخير ، ومن هنا فلابد أن يأخذ الناس الامور بغاياتها ، وهل غاية الخير الدنيا ، أم غاية الخير الاخرة؟ 
الجريدة الرسمية