رئيس التحرير
عصام كامل

علي أبواب الاتحادية !

الصدفة وحدها التي أوجدتني في قلب القاهرة وأمام القصر الجمهوري بعابدين حيث استوقفت السيارة ولم أستطع إكمال خطابه جالسا من فرط الغضب.. دقائق وجرس الهاتف وشاشته يخبراني إن اتصالا من الأخ الصديق العزيز الكاتب الصحفي المرموق سعيد شعيب - قبل سفره إلي كندا - وأيقنت علي الفور أن الاتصال بسبب الجنون الذي نسمعه.. قال شعيب: "إيه اللي بيحصل.. هل أسمع ما أسمعه أم يتهيأ لي" قلت: هذا جنان حقيقي فوق البلطجة! قال - وهو صاحب حوار ال"طز" الشهير لمرشدهم الأسبق وأول من قصف الجماعة قصفا حقيقيا تلك الفترة: "كل آرائك في الإخوان صحيحة" !


كان محمد مرسي قد أصدر إعلانه الدستوري.. أعلن علي المصريين إنه أصبح من اليوم -وقتها يعني- إنه السلطة التنفيذية وهو أيضا السلطة التشريعية وهو أيضا السلطة القضائية وهو أيضا سلطة قبول الطعن علي الأحكام وهو أيضا من يصدر أحكاما علي الأحكام.. وهو سلطة الاستئناف والنقض.. كانت كل عقد النقص وجوع السلطة قد ظهرت علي حقيقتها.. نعرفها وحذرنا منها شاربي الليمون لكنها الآن جلية علي أكشف وأوضح ما يكون !

حادث أيمن يونس!

الأحرار ينتفضون.. كيف يعزل الإخوان النائب العام؟ وكيف يصادرون البلد هكذا بمن فيها وما عليها؟! انطلق الجميع صوب الاتحادية.. أقسموا أن لن يعودوا إلا بخلع العصابة التي بالقصر.. الشاطر والفاشل وشركاؤهم.. أو للدقة اتباعهم.. كان نوفمبر ينتهي.. ويسلم أمره إلي ديسمبر ليختتم عام ملئ بالحسرة والألم والندم عند الكثيرين.. وهناك.. ظن البعض إنهم يتعاملون مع بشر حتي لو كانوا مجرمين.. وبعض الظن إثم.. ظهر أيضا الوجه الحقيقي لحيوانات الجماعة المفترسة.. راحوا يعذبون ويضربون ويخطفون ولمزيد من السادية راحوا يسجلون كل ذلك ويذيعون.. لكنه وحده حاول أن يسجل جرائمهم صوتا وصورة.. يهتف ويتظاهر ويدير كاميراته إلي هنا وهناك.. يحفظ الدليل بعد الدليل.. علي خسة جماعة حقيرة ووحشيتها..

وكأي عصابة مجرمة لا تريد أن تترك أثرا أو ما يحتسب عليها حتي ولو تاريخيا لكونها في السلطة.. كيف تترك دليلا وهو تزيف تاريخها وتاريخ شعبنا علنا نهارا جهارا.. ولم يكن من حل إلا بقتله.. وبالرصاص الحي.. وإلي الرأس مباشرة عمدا حتي لا يكون أمامها أي احتمالات..

الإيطالي والكلاب!

كان الأبطال يواجهون الإجرام ولم يكن من أمل بإمكانية إسقاط العصابة من حكم البلاد.. لكنه الوطن الغالي الذي يستحق كل التضحيات.. وسقط الجسد الطاهر فاقدا الوعي في لحظات.. وفشلت كل محاولات إنقاذه ليرحل مثل يوم أمس قبل ثمان سنوات الحسيني أبو ضيف شهيدا لترتاح روحه الطاهرة بعد ستة أشهر بالتمام والكمال.. بإرادة شعب وجيش.. وإلي الأبد !
الجريدة الرسمية