رئيس التحرير
عصام كامل

بعد 10 سنين ثورة.. أحفاد صلاح الدين يمهدون لـ "ربيع كردي" فى كردستان | فيديو صور

مظاهرات السليمانية
مظاهرات السليمانية
لم تعد هناك بقعة فى منطقة الشرق الأوسط يمكن وصفها بـ"المستقرة"، الحالة الاقتصادية باتت برميل بارود يهدد الحكومات ويدفع الشعوب للتظاهر بحثا عن حلول ناجزة تنهي الأزمات.


الدليل على غرق الجميع فى دوامات الأزمات وصول المظاهرات الشعبية احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية بعد عقد كامل من ثورات الربيع العربى إلى إقليم كردستان العراق الذي تميز بالاستقرار رغم موجة الاحتجاجات التى ضربت المنطقة بداية من يناير 2011 ولها تداعيات حتى الأن.



ومؤخرا شهدت محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق تظاهرات حاشدة وسط ميدان التحرير "ساحة السراي" للمطالبة برفع الرواتب ومنع الاستقطاعات والقضاء على الفساد، قبل أن تقوم القوات الأمنية بفض تلك الاحتجاجات.

وقالت مصادر طبيية بمستشفى السليمانية: إن "متظاهرًا قُتِلَ وأصيب اثنان آخران في قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية"؛ نتيجة الصدامات مع قوات الأمن.




في ذات السياق، أبلغ شهود عيان بأن قوات الأمن أطلقت الرصاص باتجاه المتظاهرين؛ مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين.

وأوضح الشهود أن قوات الأمن ملأت الشوارع والأزقة في قضاء جمجمال، وتجري عمليات ملاحقة للمتظاهرين.

https://www.youtube.com/watch?v=Do2HLpuDOzA

وفي وقت سابق، أضرم مئات المتظاهرين الغاضبين النار في مكاتب أحزاب بالسليمانية؛ احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية وتأخر صرف رواتب موظفي الدولة.

ويعتبر الحادث الثاني من نوعه خلال الـ24 ساعة الماضية، إذ أضرم المحتجون النار، الأحد الماضي، بمقري الحزبين الحاكمين في الإقليم، الديمقراطي والاتحاد الوطني، في ناحية بيرة مكرون بالمحافظة.



ومنذ الأربعاء، تشهد مدن وبلدات عدة في محافظة السليمانية احتجاجات على تردي الأوضاع الاقتصادية في الإقليم، وتأخر صرف رواتب موظفي الدولة، في ظل خلافات مع بغداد حول إدارة الثروة النفطية وتوزيع إيراداتها.

وتسعى حكومة إقليم كردستان لصرف رواتب موظفي الدولة، منذ أن أوقفت بغداد صرفها في أبريل الماضي، نتيجة خلافات على إدارة الثروة النفطية وتوزيع إيراداتها، إضافة إلى إيرادات المعابر الحدودية.

الرئيس العراقي عن قمع مظاهرات السليمانية: العنف يُلطخ سمعة القوات الأمنية

وتزامن قطع الرواتب مع تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية بفعل تداعيات جائحة كورونا؛ ما فاقم الأزمة المالية في الإقليم.

وللتعليق على الأمر لتوضيح سبب الربيع الكردي لأحفاد صلاح الدين، يقول المحلل السياسي في كردستان العراق طارق جوهر: إن الدافع الحقيقي وراء التظاهرات الأخيرة في محافظة السليمانية بإقليم كردستان، هو الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الإقليم منذ سنوات، جزء منها بسبب الخلافات بين أربيل وبغداد على حصة الإقليم من الموازنة، وأيضا حصة الإقليم من معاشات موظفي الإقليم التي تأتي من بغداد وكذلك بسبب انخفاض سعر النفط.

كما أن استمرار عمليات الفساد بشكل واسع في العراق وفي الإقليم، وعدم تحقيق تطور في المسعى الذي أعلنته الحكومة والبرلمان في الإقليم بأنهم شرعوا قانون الإصلاحات، لكن إلى الآن لم يشعر المواطن والموظف الكردستاني بأن القانون حقق نجاحا أو قطع شوطا في اتجاه تصحيح المسار من الإتيان بالإصلاحات الاجتماعية وصرف معاشات الموظفين في موعدها المحدد، هذا علاوة على إجراءات الحكومة التي أدت إلى اقتطاع جزء من مرتبات موظفي الإقليم والتي تصل إلى 20 في المئة والدرجات الخاصة 50 بالمئة، ومع ذلك عجزت حكومة الإقليم عن صرف معاشات الموظفين كل 30 يومًا.
الجريدة الرسمية