رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى وفاة كامل الشناوي.. خواطر فى الموت والحياة

الشاعر كامل الشناوى
الشاعر كامل الشناوى
فى مثل هذا اليوم عام 1965 رحل الشاعر الصحفى كامل الشناوى ، عاش مصالحا وصديقا للحياة فى اطار مايفكر فيه وما يشعر به ، كان يخشى الموت ويتصور ان الموت لا يجئ للناس الا وهم نائمون ،كان متشائما يكره الليل فيقضى سهراته طوال الليل مع حافظ ابراهيم وعبد العزيز البشرى وعبد الحميد الديب وغيرهم ممن يتبادلون الأحاديث الادبية والقفشات والنكات حتى الصباح .


هو بظرفه كان يحتل المجلس ويسيطر عليه فيتحول المتكلمون الى صامتين والمثرثرون الى صاغين .

قال له صديقه الكاتب انيس منصور يوما (انت ياكامل بك تزغزغ اصدقائك بالسكاكين وكلنا ضحايا سكاكينك ) .

وكان يرتبط بصداقة وثيقة مع الفنان عبدالحليم حافظ حيث كان كثيرا ما يشفق عليه بسبب مرضه ويرتبط بالمقالب بالشاعر الفنان عبد الرحمن الخميسى .

كان يقول :الناس جميعا يتمنون ان تطول اعمارهم ، هذه هى القاعدة ، وقد يشذ عنها بعض المفكرين والفلاسفة وهواة الانتحار ، ولست والحمد لله واحدا من هؤلاء ، ومع ذلك فإنى كثيرا ما أتساءل هل طول العمر نعمة ام نقمة ، أم عقوبة ؟ الموت ليس مشكلة بل الحياة هى المشكلة .

انا ابن هذه الدنيا التى خلقها الله ولم أغمض عنها عينى ، ولأنى أدركت عظمة هذا العمل الفنى الالهى ، فإذا اختارنى الله لآخرته فسأكون جديرا بهذه الاخرة ، بعدما دخلت تجربة الدنيا ويالها من تجربة .

تعريف الحب عند أدباء ومفكرى الزمن الجميل

 وكتب متخيلا يصف رحلته إلى القبر فيقول (ما أعجب هذه الصحراء، كل شىء فيها يشبه الآخر، الناس متشابهون، كلها أحجار وطوب وزهور وماء يبل الثرى كلها، يضم عظامًا نخرة، هنا تحت المقابر تساوت الأعمار والقيم ووصلت إلى المقبرة التي أزورها في أكثر من مناسبة، ففيها يرقد أحبائى الذين حنيت رأسى إجلالا للموت الذي احتواهم بين ذراعيه.وسيحتوينى يوما، أيها الموت أنا لا أخافك، لكنى لا أفهمك..انا لا اخشى الموت فقد واجهت ماهو اصعب منه ،واجهت الحياة نفسها .

كما يقول : اذا كانت الحياة حقيقة والموت حقيقة فأين نحن البشر من الحقيقتين ؟هل نحن احياء ننتظر الموت ؟ هل نحن موتى تركنا مرحلة الحياة ؟ لكن لماذا نسأل عما لا جدوى فى ان نجهله او لا نجهله .

الجريدة الرسمية