رئيس التحرير
عصام كامل

أشرف غربال.. 15 عاما على رحيل أول متحدث رسمي باسم مصر

السفير أشرف غربال
السفير أشرف غربال
دبلوماسى كبير، عاصر أهم وأخطر ما مرت به المنطقة العربية منذ نشأة جامعة الدول العربية.. كان يؤمن "بأن من يتفاءل الدنيا تتفاءل له".

السفير أشرف غربال الذى رحل فى مثل هذا اليوم 29 نوفمبر عام 2005.. تولى رعاية المصالح المصرية فى واشنطن فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.


عينه الرئيس الراحل أنور السادات نائبا لمستشار الرئيس للأمن القومى حافظ اسماعيل عام 1972، ثم مستشارا صحفيا للرئيس عام 1973، فكان اول متحدث رسمى باسم مصر.

كما اشترك فى مفاوضات كامب ديفيد عام 1978، ثم معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.

أوفده الرئيس الراحل حسنى مبارك مبعوثا خاصا للكونجرس للتفاوض على الديون المستحقة على مصر، والتى وصلت 7,6 مليون دولار أمريكي.

وفى حوار أجرته معه مجلة "الحوادث" اللبنانية عام 1998 قال:

"تأثرت بشخصين فى حياتى؛ والدى وعمى شفيق غربال، والدى القاضى القانوني، وكيل وزارة العدل الذى غرس فيَّ أهمية العدل فى النظر لكل الأمور. 

تأثرتُ بعمى شفيق، حين ماتت والدتى وسكنتُ عنده، وأنا فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، حرصتُ على حضور محاضراته التى تملأ المخ بكلية الآداب، كما تأثرتُ بالصحفى محمود عزمى، وكان يكتب فى الاهرام والمصور.. كما كان مندوبا لمصر لدى لجنة حقوق الانسان بجنيف، بينما كنتُ مندوبا مناوبا إلى ان توليت موقع مندوب مصر بعد وفاته.

وبالنسبة إلى عناصر بناء الدبلوماسي الناجح، قال: كلما توافرت النشأة السليمة والتعليم والثقافة العامة، والاستعداد الشخصي على رأسهم إذا حالف التوجيه السليم ومعرفة تجارب الماضي.

الدبلوماسية بين نكسة 67 وانتصار 73! 

أما عن ذكرياته عن دهاليز الأحداث السياسية، خاصة فترة مباحثات السلام مع إسرائيل، قال: فى عام 1946 ذهبت إلى واشنطن للتدريب فى السفارة المصرية بشأن من حصلوا على بعثة من بعثات وزارة الخارجية.. توجهتُ إلى سفارتنا، وقابلت السفير محمد محمود حسن الذى بادرنى بقوله: لا داعيَ لإضاعة الوقت فى مثل هذا التدريب لأنه لن يساعدني ونصحنى بأن أوجه وقتى للدراسة وان عملى سيكون اداريا .

عدت الى دراساتى فى هارفارد وأصابنى الإحباط من كلام السفير، وقلت لنفسي: لابد أن أجلس على هذا الكرسى.. وقد كان.

أنهيت دراستى للدكتوراه فى العلوم السياسية فى ثلاث سنوات بدلًا من اربع سنوات، وكانت الرسالة عن عمليات حفظ السلام وميثاق الأمم المتحدة ومعاهدات الدفاع المشترك بين روسيا وأوروبا الشرقية.. وكانت الجامعة العربية قد أنشئت فاقترحتُ وقتها ان تقوم الدول العربية بالشيء نفسه أي إقامة معاهدات دفاع بينها لمواجهة أي عدوان.. ولما عدت وجدت راتبى على أساس أنني لم أحصل على الدكتوراه.. وسألت فقالوا إنهم احتجزوا علاوة الدكتوراه.. وكانت جنيهين؛ لأنى لم أستمر أربع سنوات كاملة.. فتساءلتُ: هل يعقل أن أوفر للحكومة مصاريف عام فيكون الجزاء خصم مرتبى ؟!.

وكان الهدف أن كثيرين يسافرون للحصول على الدكتوراه من جامعات غير معروفة، فتستغرق منهم سنة أو سنتين.. وقالوا إن عمك شفيق غربال وضع هذه القاعدة، وإذا كان لديك اعتراض اذهب إلى عمك.. وبالفعل ذهبت إليه أسأله فقال لى: عايز كام ؟ قلت له: 2 جنيه كل شهر، فى سنة بـ 24 جنيهًا.. ورفضت أخذ المبلغ.

وردا على سؤال حول مذكراته السياسية، قال انها مذكرات أربعين سنة قضيتها فى الحقل الدبلوماسي، أعدُّها لمن يمر بتجاربى فى الحاضر والمستقبل".

الجريدة الرسمية