رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

٤٨ ساعة حاسمة !

بعد غد الثلاثاء، الثالث من نوفمبر، بعد ٤٨ ساعة، تقع الواقعة الكبيرة في اليوم الكبير، يوم التصويت على اختيار رئيس جمهورى، أو رئيس ديمقراطى. سيختار الناخبون الأمريكيون دونالد ترامب الجمهورى بكل ماله وما عليه، أو يختارون جو بايدن نائب أوباما لثمانية أعوام، والمتسابق المرجح للفوز بالمكتب البيضاوى .


لم يترك المرشحان نقيصة في ماضى كلا منهما الإ وأبرزها وبروزها وعمل على ترويجها لتلطيخ سمعة الآخر. بكل المقاييس العبثية؛ فإن كورونا تحالف مع بايدن، لكن ترامب، وعلى نحو غريب غامض قهر الفيروس، واستانف تجمعاته الانتخابية داعيا مئات الألوف ممن احتشدوا لمناصرته إلى عدم الخوف وإلى ممارسة الحياة وإنه هو نفسه تعافى وصارت فيه مناعة وأن أية ولاية سيغلقها الديمقراطيون إذا فاز بايدن بالحكم، فسوف تعيش الفقر والدمار .

أدب الرئيس.. ماكرون أيضا متطرف!
يوم دخل ترامب المستشفى حسب بايدن إنه قاب قوسين أو أدنى من حلمه بإعادة الديمقراطيين إلى السلطة بعد أربعة أعوام حطم فيها ترامب إرثهم الاشتراكي! يوم خرج ترامب معاف من محنة الفيروس كأنه لم يصب بالفيروس، بدأ الديمقراطيون يتحسسون ذاكرتهم لإستدعاء صدمة ٢٠١٦، حين باتوا ليلتهم مطمئنين إلى فوز هيلارى كلينتون، راعية مشروع الإخوان لتدمير الدولة الوطنية في العالم العربي .

مع فرز أصوات المجمع الانتخابي، أعلن فوز ترامب، مما سبب للديمقراطيين صدمة مروعة. هم اليوم يحسبون الأصوات، ويحذرون من الإعتماد على إستطلاعات الرأي، لأنها خادعة.

والحق أن ترامب بدأ في تلقى العديد من هدايا الصدفة.. خلال الأيام والساعات القليلة الماضية.. كل ما إتهم به منظمة الصحة العالمية، عاد الأوروبيون في بيان وقعت عليه ٢٧دولة اوروبية، يطالبون بضرورة اصلاح المنظمة، وكان ترامب إتهمها بالتستر علي الصين التى نشرت الوباء الذي يدمر حياة الدول والأشخاص في جميع أنحاء العالم. وبالفعل فإن اللجنة التى شكلت للتحقيق في مصدر الفيروس قبل شهور لم تبدا عملها الإ منذ فترة وجيزة.

ويلفت النظر أن ترامب ركز بقوة خلال تجمعاته الانتخابية، علي فكرة أن بايدن سيأتي إلى الامريكيين بالاشتراكية والماركسية. من قبل وصفه وعائلته بمؤسسة الفساد. ثم وصفه بإنه اشتراكي، ثم وصفه بأنه سيكوم مخلبا في يد الاشتراكيين والماركسيين. بالطبع فإن وصف شخص ما في أمريكا الرأسمالية بالاشتراكي كان اتهاما خطيرا..

المال السياسي.. ومالنا!
خصوصا في الخمسينيات والستينيات.. لكن مع الوقت تطورت برامح الحزب الديمقراطى لتقترب كثيرا جدا من الفكر الاشتراكي من ناحية تدخل الدولة للرعاية الاجتماعية والتوظيف والرعاية الصحية وحماية الاقليات وتشجيع الهجرة.. وهذه كلها ممارسات وبرامج أغلقها ترامب، الذي جاء ليعلن إن أمريكا للاغنياء، ومنع دخول المهاجرين وطاردهم.. وفصل بينهم وبين أولادهم .

من ناحيته، فإن بايدن ركز بدوره على استهانة ترامب بفيروس كورونا، واستهتاره وأنه شخص غير مسئول. في كل الأحوال، يمكن القول إن المجتمع الامريكي يعيش استقطابا بالغ الخطورة، إلى حد أن البعض يتساءل عن امكانية تسليم السلطة أو عدم تسليمها.. للديمقراطيين، وأن جماعات مسلحة شعبوية ستحول دون ذلك لو أعلن ترامب رفضه لنتيجة الفرز، محتجا بتزيف التصويت الالكتروني. واللجوء إلى المحكمة الدستورية العليا لتفصل في النتيجة..

أما نحن.. أما نحن.. أما نحن، بما لنا وماعلينا، فنبقى بالركن الظليل.. ننتظر من سيأتي لنا بمؤامراته وارهابييه، الديمقرطيون، أو من سيأتي.. ليفرغ خزائن الأموال العربية.. ويفرش السجاد الأحمر لإسرائيل من الخليج إلى المحيط.
ننتظر ونرى.. منذ قرون.. نمارس هذه الرذيلة .
Advertisements
الجريدة الرسمية