رئيس التحرير
عصام كامل

عواصم أوروبا تخترق إفريقيا بـ «إستراتيجية السفارات».. العودة الآمنة لمناطق النفوذ السبب.. وإيطاليا تقود "القارة العجوز"

رئيس وزراء إيطاليا
رئيس وزراء إيطاليا
«عودة جديدة.. والدبلوماسية تحل محل الاحتلال».. عنوان عريض يمكن استخدامه عند الحديث عن عودة بعض الدول الأوروبية إلى الدول الإفريقية.

فبعد سنوات من خروج هذه الدول من القارة السمراء، بدأت عواصم «القارة العجوز» في البحث عن طريق أكثر أمنًا يتيح لها أن تطأ أرض إفريقيا من جديد، لتجد هذه العواصم في الدبلوماسية حلًا سحريا، حيث بدأت غالبيتها في الإعلان عن افتتاح سفارات لها في عدد من الدول الإفريقية.


إيطاليا

وفي هذا الإطار، فإنه فور موافقة مجلس الوزراء الإيطالي على فتح سفارة لروما في جمهورية مالي، أعلن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو ترحيبه بهذه الخطوة، مؤكدا أنها بمثابة «تعزيز آخر» لتواجد إيطاليا في بلد مركزي في حزام الساحل الإفريقي.

وكانت إيطاليا قد افتتحت سفارة لها في نيامي، عاصمة النيجر، في شهر يناير من عام 2018، في محاولة من الدولة الأوروبية لتعزيز دورها وتواجدها في منطقة الساحل الإفريقي.

القارة السمراء

من جهته قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: إيطاليا تواجدت بالفعل في مالي طوال الفترة الماضية.. وبالتالي فليس جديدًا أن تطور روما علاقتها من سرية إلى معلنة في هذا التوقيت، أما مالي بالنسبة لإيطاليا فتعتبر بمثابة «رأس حربة، وهذه المنطقة ترجع أهميتها نظرًا لما تمثله كل من مالي وتشاد والنيجر من أهمية وأولوية للدبلوماسية الإيطالية في هذا التوقيت.

وأوضح «فهمي» أن «إيطاليا حينما كانت تحتل ليبيا، تواجدت في منطقة الساحل تحت مسميات مختلفة، وروما أشرفت على إقامة مشروعات عديدة في مالي وتشاد والنيجر والدول المجاورة وصولا إلى نيجيريا، هذا إلى جانب أن العلاقات بين إيطاليا ومالي، مبنية على أسس ومصالح إستراتيجية مشتركة، نظرًا لموقع وأهمية مالي كدولة رئيسة في منطقة جنوب الساحل».

كما أكد أن إيطاليا تبحث عن موطئ قدم لها في منطقة جنوب الساحل والصحراء، وروما تسعي لإقامة علاقات في هذه المنطقة والتي تعرف بـ«منطقة النفوذ»، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن العلاقات بين الدولة الأوروبية ومالي، يغلب عليها الطابع «الأمني والإستراتيجي» أكثر من «السياسي والاقتصادي»، فإيطاليا تبحث عن مناطق نفوذ وتواجد بالقرب من ليبيا، نظرا لما تشهده من تطورات في الآونة الأخيرة، وكمحاولة لتسجيل حضورها داخل الساحة الليبية.

وتابع «فهمى»: افتتاح سفارة لإيطاليا في مالي خلال هذه الفترة، خاصة بعد الانقلاب العسكري، يعتبر اعتراف رسمي"بالسلطة الجديدة في مالي، وهذه الخطوة تمثل رسالة هامة ومن المرجح أن تعزز من فرص السلطة الجديدة في مالي في الحصول على تأييد عددا من الدول الاخري.

تداعيات

، وشدد «فهمي» على أن هذه الخطوة ستكون لها تداعيات مباشرة على النطاق الأوروبي بأكمله في ملف الاعتراف بالسلطة الجديدة في مالي وقد يشجع دولا أخرى على اتخاذ مواقف مماثلة، وذلك نظرا لما تمثله إيطاليا من وزن على الساحة الأوروبية والدولية.

نقلًا عن العدد الورقي...،
الجريدة الرسمية