رئيس التحرير
عصام كامل

استعدوا للحرب.. خلافات أمريكا والصين تنتقل من التراشق إلى المواجهة

الجيش الصينى
الجيش الصينى
تصاعدت حدة التوتر بين أمريكا والصين، وخرجت من دائرة التراشق بالتصريحات إلى التلويح بالمعارك العسكرية، الأمر الذي يهدد استقرار العالم أجمع ويشعل فتيل الحرب العالمية الثالثة.


ودعا الرئيس الصيني شي جين بينج، الثلاثاء الماضى، جيش بلاده لـ "الاستعداد للحرب والقدرات القتالية"، خلال زيارة إلى مركز سلاح مشاة البحرية في مدينة تشاوتشو بمقاطعة قوانجدونج جنوب البلاد.

الاستعداد للحرب

ونقلت وكالة "شينخوا" الصينية الرسمية، عن شي قوله إن "سلاح مشاة البحرية ينبغي أن يركّز على الاستعداد للحرب والقدرات القتالية، وأن يحافظ على مستوى عالٍ من الاستعداد"، مشدّداً على "التمسّك بقيادة الحزب (الشيوعي الصيني) المطلقة للقوات المسلحة، والتأكد من أن الجيش يجب أن يكون مخلصاً ونقيّاً وموثوقاً".

وألقى خطابه أمام كبار الضباط في المقر الرئيس لسلاح مشاة البحرية في تشاوتشو، في إطار زيارة يقوم بها لمقاطعة قوانغدونغ بمناسبة الذكرى السنوية الـ40 لتأسيس منطقة شنتشن الاقتصادية الخاصة، التي أقيمت عام 1980 لجذب الاستثمارات الأجنبية وأسهمت في نمو الاقتصاد الصيني.

وجاءت دعوة شي إلى الاستعداد للحرب، في وقت تشهد العلاقات الأمريكية- الصينية توتراً متصاعداً على خلفية قضايا عدة عسكرية وتجارية وسياسية، من بينها تفشي فيروس كورونا الذي ظهر أولاً في ووهان في أواخر عام 2019 وقانون الأمن القومي الصيني الجديد وتأثيره في استقلالية هونج كونج والخلافات بشأن تايوان التي تعتبرها بكين خاضعةً لسيادتها.

وأعلنت أمريكا أمس الأربعاء، عبور مدمّرة مضيق تايوان في "مهمة روتينية" تثبت التزام واشنطن "بأن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرّةً ومفتوحةً"، فيما سارعت الصين التي تؤكد سيادتها على جزيرة تايوان وكامل هذا الممرّ البحري، إلى التنديد بهذه الخطوة باعتبارها "استفزازاً".

وتجري البحرية الأمريكية بانتظام عمليات لضمان "حرية الملاحة" في المضيق الفاصل بين الصين وتايوان، الذي تعتبره واشنطن وعواصم عدة جزءًا من المياه الدولية حيث تكون الملاحة مفتوحة أمام الجميع، وهو أمر يثير دوماً غضب بكين.

إشارات غير مناسبة

وردّاً على الإعلان الأمريكى، قال الناطق باسم الجيش الصيني تشانغ شونهوي إن "الولايات المتحدة أرسلت في الآونة الأخيرة إشارات عدة غير مناسبة لأنصار ’استقلال تايوان‘ تهدّد بشكل خطير السلام والاستقرار".

وأضاف في بيان، "نحذّر بشكل رسمي الولايات المتحدة بالقول: أوقفوا أي تصريحات أو أعمال تؤدي إلى اضطرابات" في المنطقة، مؤكداً أن الصين "ستدافع بحزم عن سيادتها الوطنية".

وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع تايبه عام 1979 واعترفت بسيادة بكين على الجزيرة، لكن مع ذلك، لا تزال أميركا حليفاً رئيساً لتايوان ومزوّدها الرئيس بالأسلحة، لا بل إنها ملزمة من قبل الكونغرس بيعها للجزيرة لتضمن قدرتها على الدفاع عن نفسها.

في هذا السياق، قالت خمسة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز"، إن البيت الأبيض يمضي قدماً في بيع المزيد من المعدات العسكرية المتطورة لتايوان، وإنه أخطر الكونغرس الثلاثاء الماضي بسعيه لبيعها طائرات مسيّرة من طراز "إم كيو-9" ونظام دفاع صاروخي ساحلي.

تدهور العلاقات

وبحسب موقع " الإندبندنت عربية " تحسّنت العلاقات بين واشنطن وتايبه أكثر في عهد الرئيس الأمريكى دونالد ترمب، بينما تدهورت علاقات بلاده مع الصين.

وفي مقابلة مع شبكة "فوكس بيزنس" اليوم، قال ترمب إنه لم يتحدث مع نظيره الصيني منذ فترة، مضيفاً "لأنني لا أريد التحدث معه". وردّاً على سؤال عما إذا كان شي قد حاول الاتصال به، أحجم ترمب عن التعليق.

وفي أغسطس الماضي، أصبح وزير الصحة الأمريكى أليكس آزار أرفع مسؤول أمريكى يقصد تايوان منذ عقود، في زيارة لمناقشة تفشي وباء فيروس كورونا.

وردّاً على الزيارة، أجرت الصين عدداً من المناورات العسكرية في محيط الجزيرة، الأمر الذي اعتبره رئيس تايوان تساي إنج ون "تهديداً بالقوة".
الجريدة الرسمية