رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ محمود عاشور يكتب: حتى نستحق المدد

الشيخ محمود عاشور
الشيخ محمود عاشور
 كتب فضيلة الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر ــــ رحمه الله ـــ مقالا فى جريدة "فيتو "عام 2012 بمناسبة المولد النبوى قال فيه: نشأ الرسول يتيما، فقد مات أبوه وترك أمه حاملا فيه، فكفلته أمه ست سنوات، ثم انتقلت إلى رحمة الله تعالى، ثم كفله جده عبد المطلب لسنتين، ثم انتقل الى رحمة الله تعالى فكفله عمه أبو طالب، وكان ذا عيلة لديه الكثير من الابناء فعاش محمد وسط هذا الجو.



كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوى الأسوياء وأنجب النجباء وأذكى الأذكياء، وتعد هذه غريبة على من كان فى وسط ظروفه ووضعه.. لكن الرسول، صلى الله عليه وسلم، لم يتركنا فى حيرة بل أجاب على ذلك حين قال: (أدبنى ربى فأحسن تأديبى)، فالرسول تربية إلهية ربانية، كان المولى عز وجل يعده لمهمة عظمى ومسئولية كبيرة ولتحمل العبء العظيم الذى سوف يقوم به، وهو عبء الدعوة فجاء مبرءًا من كل عيب؛ لأن المولى، عز وجل، جعل منه مثلا أعلى وقدوة للمسلمين جميعا فى كل أنحاء الأرض.

وبالتالى لابد أن يكون سويًّا فى كل شأن.. وكل أمر فقال لنا صلى الله عليه وسلم: (إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق).. فجاء الرسول الكريم ليتمم الأخلاق الكريمة والعظيمة التي ينبغي أن تكون عليها أمته، وقدم عليه السلام نموذجا يحتذى به ومثلا أعلى نعتد به.

قال عنه تعالى: (لقد لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر)، وحين وصفه سبحانه وتعالى فى سورة "ن": (وإنك لعلى خلق عظيم).. هذا وصف الخالق الأعلى لرسوله ليهدى الناس ويقتدوا به ويتبعوه ويلتزموا بكلامه.

وحين يقول المولى لرسوله: (وإنك لعلى خلق عظيم)، تكون الأخلاق الكاملة التى ليس فيها خروج أو انحراف، وإنما هى كما رسمها له ربه الذى علمه ورباه ووجهه، وبالتالى فهى الأخلاق المطلوبة للخالق الأعلى سبحانه وتعالى.

ألم يقل صلى الله عليه وسلم: ( الخير فيَّ وفي أمتى إلى يوم القيامة)، فهو مجمع الخير، وزع الخيرية على أمته وكلٌّ منهم أخذ بصفته، أو بما فيه الخير، فمنهم من أخذ الوفاء ومنهم من أخذ الإخلاص، ومنهم من أخذ العدل.

المولد الشريف ومفهوم البدعة

فإذا جمعنا الأخلاق الحسنة الطيبة فى الأمة الإسلامية تكون هى أخلاق الرسول، فعلى الأمة الإسلامية أن تقتدي وتتأسى وتهتدى برسول الله فى خلقه وفعله وعدله وإيمانه وصدقه، ولنأخذ من ذكرى ميلاده زادا يعيننا على دراسة حياته صلى الله عليه وسلم، ونسير على النهج السليم، ونسلك الدرب ونهتدى بنفس الهدى القويم النبوى السليم الذي سار عليه الرسول الكريم، وحتى نكون الأمة التى وصفها الرسول بأنها خير أمة أخرجت للناس.

أيضا وصفها تعالى بأنها خير أمة، فقال تعالى فى كتابه العزيز: (كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).. وفى هذا التأسي يمكننا أن نكون أمة رسول الله، وأن نكون أمة مدد فى ذكرى عزيزة على قلوب المسلمين، وهى ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والله ولي التوفيق. 

الجريدة الرسمية