نجيب محفوظ يكتب: أحمد مظهر الفارس النبيل
في مجلة الكواكب عام 2002 وبمناسبة رحيل أحد أفراد شلة الحرافيش الفنان أحمد مظهر -ولد في مثل هذا اليوم 1917 ورحل 2002- كتب الأديب نجيب محفوظ -رحل عام 2006- مقالا عن الفنان أحمد مظهر حول ذكرياته عنه قال فيه:
من الفنانين الذين عرفتهم واقتربت منهم والتقيت بهم كثيرا باعتباره من رواد شلة الحرافيش ..الفنان أحمد مظهر الفارس النبيل.
وهو من الضباط الأحرار الأوائل على الرغم من أنه حين قامت الثورة كان خارج مصر وأحمد مظهر من نفس دفعة جمال عبد الناصر في الكلية الحربية،
وكان له دور في التمهيد لقيام الثورة.
اختاره تنظيم الضباط الأحرار للاتصال بالدكتور محمد صلاح الدين باشا وزير الخارجية في آخر حكومة للوفد، وكان في ذلك الوقت والد زوجة أحمد مظهر وذلك لينقل للنحاس باشا رئيس حزب الوفد ورئيس الوزراء رسالة خطيرة..
كان مضمون الرسالة أن تنظيم الضباط الأحرار يرتب للانقلاب لخلع الملك فاروق، وأن التنظيم مستعد للتعاون مع النحاس باشا إذا ما أعلن موافقته على الانقلاب، إلا أن النحاس رفض على أساس أن الجيش لا يصح له التدخل في السياسة، وقال الدكتور محمد صلاح الدين لمظهر ما نقل على لسان النحاس رفضه.
وكلف الضباط الأحرار أحمد مظهر ثانية بالذهاب إلى والد زوجته مرة ثانية برسالة أخرى تتعلق بالخلاف بينه وبين فؤاد سراج الدين حيث كان صلاح الدين يتهم فؤاد سراج الدين بالابتعاد عن مبادئ الوفد وأنه أصبح من كبار الإقطاعيين الذين يحاولون أن يجعلوا من الوفد حزبا مستأنسا، وعرض الضباط في رسالتهم إلى صلاح الدين القيام باغتيال سراج الدين.. لكن صلاح رفض الفكرة بشدة.
وكما عرفت من مظهر فيما بعد أن النحاس وسراج الدين كانا على علم بوجود تنظيم الضباط الأحرار خاصة بعد الانتخابات التي جاءت بالنحاس وحزب الوفد إلى السلطة عام 1950 ولكنهما تسترا على التنظيم ولم يبلغا الملك.
وحتى تلك الفترة لم أكن أتوقع ومعي كثيرون أن يقوم الجيش المصري بالثورة لأسباب كثيرة أولها أن تصوري عن ضباط الجيش المصري آنذاك أنهم مجموعة شبان لا يهتمون بالسياسة وأن الكثيرين من الضباط كانوا موالين للملك.
شلة الحرافيش
أحمد مظهر يعترف: استقبلتنى السينما على ظهر حصانى
وثانيها أن أي حركة للجيش سوف تعيد السيناريو الذي حدث مع أحمد عرابي ولذلك عندما قامت الثورة أصبت برعب شديد على استقلال مصر، وقلت لنفسي إن كل ما بنيناه سوف يهدم وكان تصوري أن هناك قوة أجنبية ساعدت الجيش في القيام بالانقلاب، فلم أتخيل أن جيشنا قويا يمكن أن يقف في وجه ما بين 80 و 90 ألف جندي بريطاني يرابطون بأسلحتهم في منطقة القنال.
والفنان أحمد مظهر هو أحد مؤسسي شلة الحرافيش بل إنه صاحب هذه التسمية، فكما قال لي إنه قرأ هذا اللفظ الحرافيش في كتاب تاريخ قديم أظنه تاريخ الجبرتي، وأعجبه اللفظ فأطلقه على شلتنا لأنه معبر عنها.
فالحرافيش تعني الصعاليك وكنا نحن أقرب إلى هذا المعنى بالفعل ومظهر بالإضافة إلى هذا كله هو من أكثر الفنانين الذين التقيت بهم ثقافة واحتراما وانضباطا وحبا للحياة وللوطن.
من الفنانين الذين عرفتهم واقتربت منهم والتقيت بهم كثيرا باعتباره من رواد شلة الحرافيش ..الفنان أحمد مظهر الفارس النبيل.
وهو من الضباط الأحرار الأوائل على الرغم من أنه حين قامت الثورة كان خارج مصر وأحمد مظهر من نفس دفعة جمال عبد الناصر في الكلية الحربية،
وكان له دور في التمهيد لقيام الثورة.
اختاره تنظيم الضباط الأحرار للاتصال بالدكتور محمد صلاح الدين باشا وزير الخارجية في آخر حكومة للوفد، وكان في ذلك الوقت والد زوجة أحمد مظهر وذلك لينقل للنحاس باشا رئيس حزب الوفد ورئيس الوزراء رسالة خطيرة..
كان مضمون الرسالة أن تنظيم الضباط الأحرار يرتب للانقلاب لخلع الملك فاروق، وأن التنظيم مستعد للتعاون مع النحاس باشا إذا ما أعلن موافقته على الانقلاب، إلا أن النحاس رفض على أساس أن الجيش لا يصح له التدخل في السياسة، وقال الدكتور محمد صلاح الدين لمظهر ما نقل على لسان النحاس رفضه.
وكلف الضباط الأحرار أحمد مظهر ثانية بالذهاب إلى والد زوجته مرة ثانية برسالة أخرى تتعلق بالخلاف بينه وبين فؤاد سراج الدين حيث كان صلاح الدين يتهم فؤاد سراج الدين بالابتعاد عن مبادئ الوفد وأنه أصبح من كبار الإقطاعيين الذين يحاولون أن يجعلوا من الوفد حزبا مستأنسا، وعرض الضباط في رسالتهم إلى صلاح الدين القيام باغتيال سراج الدين.. لكن صلاح رفض الفكرة بشدة.
وكما عرفت من مظهر فيما بعد أن النحاس وسراج الدين كانا على علم بوجود تنظيم الضباط الأحرار خاصة بعد الانتخابات التي جاءت بالنحاس وحزب الوفد إلى السلطة عام 1950 ولكنهما تسترا على التنظيم ولم يبلغا الملك.
وحتى تلك الفترة لم أكن أتوقع ومعي كثيرون أن يقوم الجيش المصري بالثورة لأسباب كثيرة أولها أن تصوري عن ضباط الجيش المصري آنذاك أنهم مجموعة شبان لا يهتمون بالسياسة وأن الكثيرين من الضباط كانوا موالين للملك.
شلة الحرافيش
أحمد مظهر يعترف: استقبلتنى السينما على ظهر حصانى
وثانيها أن أي حركة للجيش سوف تعيد السيناريو الذي حدث مع أحمد عرابي ولذلك عندما قامت الثورة أصبت برعب شديد على استقلال مصر، وقلت لنفسي إن كل ما بنيناه سوف يهدم وكان تصوري أن هناك قوة أجنبية ساعدت الجيش في القيام بالانقلاب، فلم أتخيل أن جيشنا قويا يمكن أن يقف في وجه ما بين 80 و 90 ألف جندي بريطاني يرابطون بأسلحتهم في منطقة القنال.
والفنان أحمد مظهر هو أحد مؤسسي شلة الحرافيش بل إنه صاحب هذه التسمية، فكما قال لي إنه قرأ هذا اللفظ الحرافيش في كتاب تاريخ قديم أظنه تاريخ الجبرتي، وأعجبه اللفظ فأطلقه على شلتنا لأنه معبر عنها.
فالحرافيش تعني الصعاليك وكنا نحن أقرب إلى هذا المعنى بالفعل ومظهر بالإضافة إلى هذا كله هو من أكثر الفنانين الذين التقيت بهم ثقافة واحتراما وانضباطا وحبا للحياة وللوطن.
