رئيس التحرير
عصام كامل

"زي النهارده".. الجماهير تودع الزعيم إلى مثواه الأخير

جنازة الرئيس جمال
جنازة الرئيس جمال عبد الناصر

وداعا يا جمال يا حبيب الملايين .. تلك الكلمات التي ظل يرددها الشعب المصري والجماهير الغفيرة يوم تشييع جثمان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. ومات جمال عبد الناصر ..وكان قد تم نقل جثمانه الطاهر من بيته إلى قصر القبة 

وطوال الليل ظلت جماهير المصريين المذهولة المصدومة تندفع في شوارع القاهرة لتملأ الشوارع المحيطة بالقصر، وكأنه سرادق عزاء بدأ قبل أن يطلع صباح يوم الوداع.


دموع وصراخ وأنات محتجزة يفصل الصدمة في الحناجر، ونساء في ملابس الحداد السوداء، رجال وشباب وأطفال تملأ الدموع عيونهم يشعرون جميعا بالحزن الكبير حزن مصر على ابن مصر العظيم جمال عبد الناصر.

وجاءت اللحظة التي سيغادر فيها جمال عبد الناصر قصر القبة إلى الأبد، وتحرك الموكب الحزين خارجا من قصر القبة ومضى جثمان الرئيس أمام حرس الشرف وأدى الحرس التحية العسكرية ونكس العلم، ووضع الجثمان برفق في سيارة الإسعاف والجميع يصيح مع السلامة يا ريس يا حبيب الشعب.

مضت سيارة الإسعاف وخلفها ثلاث سيارات جيب إلى حيث تستقر الطائرة الهليكوبتر رقم 1029 التي هبطت في حديقة القصر، ثم أقلعت وهي تحمل جثمان الزعيم الخالد في رحلته الأبدية وسط دموع جنود القصر وحراسه.

اتجهت الطائرة إلى مجلس قيادة الثورة بالجزيرة وعندما وصلت الجزيرة كانت الجماهير قد احتشدت لتودع حبيب الملايين وتلوح بالمناديل البيضاء للطائرة التى تحمل الجثمان الطاهر وهى تهتف : ناصر ..ناصر الوداع ياجمال يا حبيب الملايين .

ونزلت الطائرة ونقل الجثمان إلى عربة مدفع وخرجت من مقر المجلس في العاشرة صباحا ليبدأ موكب الوداع، وعلت مكبرات الصوت بالقران الكريم بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ مصطفى إسماعيل، وتركز الجمهور في حديقة الحرية المقابلة لمجلس القيادة.


 

ووسط النحيب والصراخ احتشدت الجماهير لوداع ابنها العظيم قائد الثورة ونصير الضعفاء والفلاحين واصطف على جانبي عربة المدفع حرس شرف مكون من أربعين ضابطا برتبة لواء.

القصة الكاملة لعبد الناصر والإخوان ومحاولات الهجوم على «الجماعة 2»

وفي خارج مقر القيادة اصطف الملوك والرؤساء ورجال السلك الدبلوماسي الذين حضروا للمشاركة فى وداع عبد الناصر وأعطيت الإشارة إلى نقاط القوات المسلحة لإطلاق 21 طلقة فى وقت واحد واطلقت مدفعية السلام بالقلعة 101 طلقة ومثلها مدفعية سلاح البحرية بالإسكندرية 
وسارت عربة النعش  لتسير وسط أمواج من البشر وعلت الأصوات الباكية  الله اكبر الله اكبر .

وأمام التدافع لم يستطع استكمال مسيرة الجنازة وصدر قرار بتوقف الجنازة عند ميدان سعد زغلول .

لقد رحل الرجل الذى احب مصر فأحبته زعيما مخلصا قام بثورته مع رفاقه من الضباط الأحرار وخلع الملك الفاسد وحرر البلاد من الإنجليز والإقطاع والفساد والرجعية .

الجريدة الرسمية