رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية وفاء وود.. لماذا ارتبط أمير الكويت الراحل بعلاقات قوية مع مصر؟

أمير الكويت
أمير الكويت
«مهما عملنا مش هنوفي حق مصر».. بتلك الكلمات عبر أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، عن ارتباطه الشديد بمصر وتقديره لما قدمته إلى بلاده على مدار تاريخها، بدءًا من تأسيسها ودعمها بالكفاءات في مختلف المجالات، مرورًا بالموقف المصري التاريخي بدعم الكويت عند احتلال العراق لها.


وتعود مواقف أمير الكويت الراحل مع مصر إلى فترة الستينات عندما كان وزيرًا لخارجية الكويت، وتدخل آنذاك لحل بعض الخلافات التي نشبت بين السعودية ومصر في اليمن، بين عامي 1965-1966، وكان لذلك الدور الهام أثرًا مباشرًا في التمهيد لوضع حد للحرب الأهلية اليمنية التي كانت مشتعلة في ذلك الوقت.


وعقب توقيع الرئيس الراحل محمد أنور السادات لاتفاقية كامب ديفيد، الذي أعقبها صدور قرار من جامعة الدول العربية نص على قطع العلاقات العربية مع النظام المصري، اكتفت دولة الكويت بتطبيق القرار دون أن تمارس ضغوطًا اقتصادية على مصر ودون أن تنجر لحرب إعلامية وسياسية مع النظام المصري، إذ امتازت سياسة الكويت الخارجية التي تولّاها صباح الأحمد آنذاك بالمرونة السياسية.

وبعدما أصبح الشيخ صباح الأحمد أميرًا للكويت، ربطته علاقات قوية مع مصر ورئيسها آنذاك محمد حسني مبارك، وشهدت تلك الفترة تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وكان الشيخ صباح أول من نعى مبارك بعد وفاته وأمر بإطلاق اسمه على أحد الصروح الهامة تكريمًا لدوره في دعم الكويت أثناء أزمة احتلال العراق لها.


وكانت الشيخ صباح من أوائل الداعمين لثورة 30 يوليو، وساند مصر وقتها في حربها ضد الجماعة الإرهابية، وأعلن عن مساعدات لمصر قيمتها 4 مليارات دولار في صورة دعم عاجل للشعب المصري في مواجهة الأوضاع الدقيقة التي كانت تمر بها، وتتضمنت المساعدات وديعة بقيمة 2 مليار دولار في البنك المركزي المصري ومليار دولار كمنحة ونفط ومشتقات نفطية بقيمة مليار دولار كمنحة.

ارتبط أمير الكويت الراحل أيضًا بعلاقات طيبة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشهدت العلاقات بين البلدين خلال الـ7 سنوات الماضية تطورًا على كافة الأصعدة والقطاعات الداخلية والخارجية، بسبب تقارب وجهات النظر حول العديد من القضايا، والتضافر بين الدولتين في مواجهة أزمات المنطقة.

واحتلت الكويت المركز الرابع عالميا ضمن قائمة المستثمرين الأجانب في مصر، والثالث عربيا، من خلال استثمارات متراكمة تجاوزت الـ15 مليار دولار، فضلا عن تنامي حركة السياحة والطيران مؤخرا بين البلدين، مما مكن الكويت من احتلال المركز الثالث عربيا في قائمة السياح العرب الوافدين إلى مصر، بواقع 170 ألف سائح سنويا، فضلا عن تسيير 64 رحلة جوية أسبوعية بين البلدين قبل موجة فيروس كورونا المستجد.


كما أعلن أمير الكويت أيضًا في وقت سابق، دعمه لمصر في كل ما يصون المصالح المصرية، ويحفظ حقوقها المشروعة وأمنها المائي، بما في ذلك دعم بلاده لمصر في ملف «سد النهضة».

الجريدة الرسمية