رئيس التحرير
عصام كامل

ما مشروعية تقديم النذور إلى أولياء الله الصالحين؟

الشيخ محمود شلتوت
الشيخ محمود شلتوت

كثيرا ما يقع بعض ذوى النفوس الضعيفة والرؤية المحدودة فى خطأ الاعتقاد بالنذور للاولياء نتيجة معتقدات كاذبة وتقاليد موروثة وللاسف يقع فيها جامعيون ونجوم فن وكرة ومشاهير وشخصيات عامة سياسية، فما مشروعية النذور الى الاضرحة والاولياء التي يشد إليها الرحال الجهلاء بحقائق الدين الى الاضرحة ينذرون النذور اذا تحقق الشفاء او النجاح او الفوز فى انتخابات؟ .

 

يجيب عليها فضيلة الشيخ محمود شلتوت شيخ الازهر الاسبق ـــ رحمه الله رحل عام 1963  ــ فيقول:

 

ان هذه النذور ليس لها اى اساس دينى كما ان المنذور له ميت لا يملك من امر نفسه شيئا فكيف يتصرف فى شئون الغير .


والاسلام أمر بأن النذر لايكون الا لله تعالى فإن كان النذر لغيره فهو باطل وحرام لا يجب الوفاء به ولا يثاب عليه .


ويشير الشيخ شلتوت الى ان هناك من يتجاوزون ذلك بقيامهم بأعمال أخرى منافية لأحكام وشرع الاسلام ، حين يذهبون الى مقابر اولياء الله واضرحتهم يطرحون عليهم مشكلاتهم ويرفعون لهم  شكواهم ، ويرجون منهم النظر فيها والاستجابة لمطالبهم ، كأن هذا الميت الذى انقطع عمله من الدنيا يستطيع ان يلبى هذه الطلبات .وهو لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا .


وقد يتصور بعض هؤلاء ان اولياء الله لا يموتون لكنهم احياء يسمعون شكاواهم ويستجيبون لها ، وفى هذا مخالفة لقول الله تعالى : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) .

 

في ذكرى وفاة إمام التقريب وقائد ثورة إصلاح الأزهر.. أبرز المحطات بحياة الشيخ "شلتوت"


وقد يتم تقديم الشكوى بشكل مباشر اى بالتوجه الى مقام هذا الولى او ذاك وتعرض عليه الشكوى بشكل مباشر ، وقد تقدم الشكوى من خلال رسائل يبعث بها البعض الى الاضرحة والقبور التى دفن فيها هؤلاء الاولياء .

 



وضرب الشيخ شلتوت مثلا بدراسة تحليلية أجراها عالم الإجتماع والدراسات الشعبية الدكتور سيد عويس ــــ رحل عام 1988 ــــ على 163 رسالة ارسلها اصحابها الى ضريح الامام الشافعى تضمنت مختلف الشكاوى والطلبات بالنجاح او الشفاء او الزواج مما يعد عمل غير مشروع يأباه الله ويأباه الرسول صلى الله عليه وسلم ويغضب منه اصحاب الاضرحة انفسهم .ــ ذلك ان أولياء الله وهم بنص كتاب الله اللذين امنوا وكانوا يتقون وكانوا فى حياتهم عبادا مخلصين لم يتجهوا الى غير الله ولم يقفوا الى باب احد سواه وكانوا يدعون الناس الى هدى الله وشرعه وهم يحبون من الناس ان يسلكوا سبيلهم .

الجريدة الرسمية