رئيس التحرير
عصام كامل

الاسكندرية بين "رقبة الحاج رشاد" وحضن الدولة!

كان الرئيس السادات هناك في جولة في الإسكندرية عندما التفت ناحية بعض مرافقيه وكانوا من رجال الحزب الحاكم، ومن بينهم رجل الأعمال الشهير رشاد عثمان الذي يعرفه أهل الإسكندرية جيدا، وقال له واحدة من أشهر جمل السبعينيات: "إسكندرية في رقبتك يا حاج رشاد"!

تحولت الجملة إلى قنبلة في مسارات مختلفة.. المعارضة استهجنت وظلت تتناقلها حتى وقت قريب. بينما فهم البعض كم النفوذ الذي صار عليه رشاد عثمان، في حين فهمها فريق ثالث أنها تكليف أو تشجيع لرجال الأعمال على لعب دور في التنمية، إنما فهمها فريق رابع إنها تدشين لتنازل الدولة عن دورها وأن تراجعا في مسئولية الدولة تجاه شعبها قادم لا محالة، ظهرت ملامحه بعد قوانين الانفتاح.. لكنه بعد المقولة سيسير بوتيرة أسرع!
كيف سقط "الصندوق الأسود" في "اليوم الأبيض"؟!
لم نكن هناك وقتئذ بطبيعة الحال بل كانت براءة الطفولة تحجب الكثير إنما مرت الأيام وقرأنا في السياسة ومارسناها ودرسناها وأحوال مصر في القلب منها، وآمنا بالرأي الأخير وأن دور الدولة انكمش فعلا.. إلى حد تصفية ممتلكات شعبنا فيما بعد المقولة السابقة بسنوات في برنامج الخصخصة !

اليوم.. تتصحح الأوضاع.. وتكون الاسكندرية العاصمة الثانية سياسيا والأولى اقتصاديا إلى حضن الدولة.. الأمين عليها وعلى مصالح شعبها ومصالح كل المصريين.. اليوم يعود البهاء إلى الاسكندرية لتتجدد وتتألق وتتأنق وتعود عروسا للبحر المتوسط فعلا كما كانت وحتى أواخر السبعينيات، وليس كما يقول إعلام الأخوان إنها تدهورت بعد ثورة أبناء الجيش العظيم في ١٩٥٢!

اليوم مشاكل الاسكندرية يشتبك معها الرئيس السيسي بمشرط جراح ليضع في مصر النقاط فوق الحروف ويعلنها صريحة مدوية: "عندما غابت الدولة ولا يصح أن تغيب" والدولة تعود لترعى مصالح شعبها، تقود التنمية وتدير مصالح الناس وتقر سلطة القانون.. الدولة تعود تخطط وتبني وتزيل عشوائيات وتطهر ترع ومصارف وتؤسس لحياة جديدة..
عند المليون ضحية!
انتهى عداد التراجع في الإسكندرية لينطلق المؤشر في الاتجاه الآخر معلنا عن حياة جديدة لأهلها.. بطالة تنخفض وزحام يختفي وتوفير في الوقت والجهد وانطلاقة نحو مشروعات كبرى تحيل ساحل المتوسط كله إلى مشروعات ومدن جديدة ومنتجعات للسياحة الأوروبية ومصانع وجامعات..


من دون الدولة لا تخطيط ولا تنمية ولا إنجاز.. بل فوضي وتراجع وتأخر وتخلف ومتاعب للناس.. هذا هو درس الدروس.. مبروك لأهل الاسكندرية الغاليين المحترمين. يستحقون وأكثر..


الجريدة الرسمية