رئيس التحرير
عصام كامل

أسعار وتكاليف!

الدرس الأول الذى تعلمناه فى علم الاقتصاد إن الإنسان، أى إنسان فى أى زمان ومكان، يريد الحصول على أفضل سلعة وأحسن خدمة بأقل سعر.. ولذلك لن يرحب أو يقبل أحد بالطبع برفع أسعار أى خدمة أو سلعة، حتى ولو تحسنت الخدمات المقدمة وصارت السلع المبيعة أكثر جودة..

 

دوما البشر يبحثون عن الأرخص والأقل سعرا حتى الذين منهم لا يعانون من شُح أو انخفاض الدخل، فما بالنا بالذين لا تكفيهم دخولهم أو تكفيهم بالكاد.

رهان ترامب !
لكن فى المقابل من ينتجون ويتاجرون أو يقدمون الخدمات المختلفة يريدون طرح السلع والخدمات بأسعار لا تقل عن تكلفتها، بل العكس تماما يسعون لتحقيق هامش من الربح أيضا ينفقون منه على صيانة المرافق التى تقدم الخدمات والمصانع والمزارع التى تقدم السلع والمنتجات..

 

وهنا يأتى دور ومسؤولية الدولة التى يتعين أن توفر حماية اجتماعية للفئات الاجتماعية الأقل قدرة ذات الدخول المنخفضة التى لا تقدر على دفع الأسعار الحرة للخدمات وأسعار السوق للسلع.. وتزيد أهميةَ هذا الدور عندما يكون من يعيشون تحت خط الفقر نحو ثلث عدد المواطنين، طبقا لتقديرات جهاز التعبئة والإحصاء، إذا أضيف إليهم من يعيشون على هامشه سوف ترتفع النسبة إلى نصف المواطنين..

معا فى مواجهة إثيوبيا 

وأعتقد إن الدولة المصرية تعى هذا ولذلك شرعت فى إنشاء مظلة حماية اجتماعية صارت تغطى نصف من يعيشون تحت خط الفقر . 


وسوف يساعد أكثر الدولة فى حل هذه المعضلة مراجعة تكلفة الخدمات الحكومية، لأن زيادة كفاءة إنتاج هذه الخدمات سوف يقلل من تكلفتها، وبالتالى سوف يخفض من زيادات اسعارها ويمنح الحكومة فرصة أكبر وقدرات مالية أكثر لتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية.  

الجريدة الرسمية