رئيس التحرير
عصام كامل

المهنة متعرّش صاحبها.. حكاية أصغر جزارة في الصعيد تحترف "مسكة السكين" | فيديو وصور

نورا الجزارة
نورا الجزارة

في حارة ضيقة يفترش العديد من الباعة بضاعتهم على الأرض، على الجانب الأيمن من تلك الحارة محل صغير يقف فيه شابان يرتديان الجلباب الصعيدي إلى جوارهما فتاة عشرينية العمر ترتدي بالطو أبيض في يدها اليمنى خاتم ذهبي اللون، تقف ممسكة بيدها سكينت تقطع بها قطعة لحم، وخلفها أرقام تليفون، يقف على باب المحل عدد من الزبائن ينادون عليها "عاوزين كيلو لحمة يا حاجه نورا".


في قرية المحروسة التابعة إلى مدينة قنا تعيش أصغر جزارة على مستوى الصعيد في مهنة تعد حديثة على فتيات ونساء الصعيد اللائي يصررن على التحدي للعادات والتقاليد التي كانت تمنع خروج وعمل المرأة.



 

مسكة السكين


"فيتو" التقت نورا بسيوني أحمد البالغة من العمر 26 عاما، لتسرد لنا بداية قصتها مع الجزارة وقالت: "أول مرة أمسك سكين الجزارة كان عمري وقتها 15 عاما، لم أتلق أي تعليم، لأن الجزارة هوايتي منذ الصغر وتركت المدرسة حبا فيها".

 


وتابعت: "تعرض والدي لوعكة صحية وقررت أدير محل الجزارة بدلا منه رغم أني وقتها كنت صغيرة جدا وكان عندي إصرار لأكمل مسيرته وأقف إلى جانب أشقائي".



حب المهنة

وأردفت: "حبي للمهنة كان الدافع الرئيسي في ترك كل شيء والاستمرار فيها والحقيقة أن كل من حولي ساهموا في ذلك ولم يبخل أحد منهم عليّ في شيء، بالإضافة إلى وقوف أشقائي إلى جواري والعمل معي دون خجل ساهم كثيرا في قوتي وعزيمتي".

وأكدت نورا على حب الناس لها خاصة السيدات والفتيات في القرية الذين يأتون خصيصا لشراء ما يحتاجونه من اللحوم، لافتة إلى أن وقوف سيدة في المحل جعلهم يرغبون في الشراء دون أي خجل أو خوف.

 

واستطردت: "الحقيقة أني أقف وسط محبة أهالي القرية والجميع معي باحترام وتقدير قائلة "المهنة متعرش صاحبها".




وأضافت: "عشقت تلك المهنة ولا أفكر في الزواج".


وأشارت إلى أنها تحدت العادات والتقاليد التي كانت ترفض دائما عمل المرأة متابعة: "الواحد شغلة وسمعته سواء ست أو راجل هما الأساس في حياته وطالما الشغلانة مكسبها حلال وبشرف مفيش كلام بعد كده تاني".



دعم الأشقاء


وعن رأي أشقائها في عمل "نورا" بالجزارة قال شقيقها الأكبر كمال: "في البداية كانوا يقولون ازاي بنت تقف في المحل.. وبعد فترة تعود الناس على ظهور نورة بالمحل لدرجة أنها خلال فترة صغيرة اكتسبت حب الأهالي وتقديرهم وأغلب زبائنها من السيدات".


وأوضح أن شقيقتها تعلمت المهنة منذ 16 عاما وكانت تقف إلى جوارها، منذ الصغر وكانت تشاهد بعينها كل شيء وكانت تصطحبها معها في المجزر، وهي فخورة بها.


أما شقيقها الأصغر جمال فأبدى سعادته بالحب والتقدير التي تحظى به شقيقته من الأهالي والزبائن، مشيرا إلى أنها تعبت كثيرا في حياتها، وعندها إصرار لمواصلة المسيرة.


وتابع: "السيدات هنا يفضلون الشراء منها كثيرا ويتعاملون معها بحب وترحاب كبير وهنا الجميع يتعامل معها بكل تقدير دون إساءة".





















 

الجريدة الرسمية