رئيس التحرير
عصام كامل

محمود ياسين.. صاحب السعادة التي لم تكتمل

محمود ياسين
محمود ياسين

ثماني أعوام مرت دون أن يشاهد فيها الجمهور نجمهم المفضل محمود ياسين، منذ أخر أعماله فيلم "جدو حبيبي" عام 2012، ربما تعلم أنه قدم مسلسل إذاعي عام 2013 بعنوان "نقطة نور" ومسرحية أخرى عام 2014 بعنوان "مصر فوق كل المحن"، لكن الجمهور لم يعلم شيئا عن آخر عملين، ربما لم يلاحظهما ولم يسمع عنهما من الأساس.

 

الفنان محمود ياسين الذي يعاني الآن من مرض الزهايمر، خرجت بالأمس زوجته الفنانة شهيرة تؤكد أنها تتمنى ألا تسوء الأمور أكثر مما هي عليه الآن.

 

ويبدو أن الفنان الذي يخطو بأيامه الحالية نحو عامه الثمانين يعاني من المرض بشدة، خاصة بعد انسداد بعض شرايين المخ المتعلقة بالحركة والكلام، ولكنه يتذكر أفراد العائلة ويسأل عنهم باستمرار.

 

الفنان الكبير اختفى عن الأنظار بشكل تام عام 2014، فقد كان من المقرر أن يشارك في هذا الوقت مع الفنان عادل إمام في بطولة مسلسل "صاحب السعادة"، لكن بشكل مفاجئ تم إعلان فسخ تعاقده مع الشركات لتخرج بعض الأقاويل وتؤكد أن السبب هو إصابة الفنان بالزهايمر وعدم قدرته على حفظ النص، لكن العائلة غضبت بشدة من هذا الكلام ونفت الأمر.

 

منذ ذلك الوقت لم يظهر محمود ياسين، وانقطعت أخباره وسط تأكيد أفراد العائلة الفنية أن الفنان الكبير بخير وأنه لا يعاني من أي شيء، حتى اتضحت الأمور وتأكدت إصابته بالزهايمر، لتتوقف رحلة نجاح فنية عمرها قرابة النصف قرن، قدم فيها الفنان الكبير أكثر من 250 عملا فنيا متنوعا.

 

كان محمود ياسين أحد أبطال السينما الذين حفرت أعمالهم جزءا من تاريخ السينما المصرية ووجدت طريقها للمشاهد المصري والعربي بسهولة، كانت تتميز أعماله في معظم الأحيان بالجمع بين الكوميديا والتراجيديا، بين الضحك والحزن، بين الحب والفراق، بين الواقع والخيال، كانت له مدرسة خاصة لم ينافسه فيها أحد.

 

نجح محمود ياسين في أن يصبح أحد أبطال السينما في وقت كان ممثلين جيله ما زالوا يشقون طريقهم في أدوار البطولة الثانية بحثاً عن فرصة البطولة المطلقة، ونجح في فرض نفسه على المنتجين كورقة رابحة، حتى وصل به الأمر في سبعينيات القرن الماضي لتقديم أكثر من 8 أعمال في العام الواحد ووصل الأمر إلى 14 عمل في بعض السنوات، وكذلك في الثمانينيات كان يقدم تقريباً 8 أعمال في العام الواحد.

 

قدم محمود ياسين للجمهور كل ألوان التمثيل، قدم الكوميدي والتراجيدي والدرامي والرومانسي والتشويقي والحربي والتاريخي، لم يترك باباً إلا وطرقه ولم يترك شبراً في عالم الفن إلا ووضع قدمه فيه، تاريخ كبير بناه محمود ياسين ومنعه المرض من كتابة أهم فصوله فيه، فالفنان عندما يتقدم في العمر يقدم أفضل ما لديه وتكون أعماله في شيبته من علامات مشواره الفني.

 

ولكن الوقت الحالي يعاني فيه محمود ياسين من المرض، نسي كل هذا وربما لم يتذكر ولن يتذكر منه شيئا، لكن الجمهور لا ولن ينسى، فمن ينسى هذا التاريخ العملاق سواء في السينما أو الدراما وشخصياته المتنوعة وروعة أدائه، ربما هو في حاجة لدعاء جمهوره الآن، فلا تبخلوا على مجسد شخصية "الإمام أبو حنيفة النعمان" بالدعاء.

الجريدة الرسمية