رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى كامل يعارض استعانة الخديو عباس بإنجلترا لتحرير سيناء

مصطفى كامل
مصطفى كامل

بدأت الفترة الأولى من حكم الخديو عباس متميزة ومستنيرة فهو أول حاكم من أسرة محمد على يتحمس للحركة الوطنية ويدعمها ، ففى عام 1894 تعرف بطالب كلية الحقوق مصطفى كامل أثناء تواجده فى صالون على باشا مبارك الثقافى وتوافقت رؤيته مع هذا الشاب الوطنى الصغير الذى غادر مصر إلى فرنسا ليكتب مقالات نارية فى الفيجارو ألهبت حماس العالم الأوروبى من أجل مناصرة مصر للحصول على استقلالها.

 


وعن طريق الكاتبة الفرنسية جوليت آدم بعث مصطفى كامل إلى الخديو بخطاب قال فيه (إنى أريد أن أوقظ فى مصر القديمة مصر الفتاة) وقد أفادت الحركة الوطنية فى مصر من علاقة الخديو والزعيم مصطفى كامل الذى تلقى دروسا فى الوطنية من عبد الله النديم خطيب الثورة العرابية الذى أوصاه بمحاولة اجتذاب الخديو لتمويل الحركة بدلًا من معاداته طالما اتحدت الأهداف لمحاربة المستعمر البريطانى.


وفى عام 1900 أصدر مصطفى كامل - رحل 1908 - جريدة اللواء التى نجحت فى تعبئة الرأى العام من الطلاب والأفندية والتجار والموظفين ، حتى تم الاتفاق الودى بين إنجلترا وفرنساعام 1904 هنا باع الخديو القضية الوطنية.


وفى عام 1906 أرسلت تركيا قوات عسكرية إلى منطقة طابا استنادا إلى تبعية سيناء إلى الباب العالى.. وهو ادعاء يخالف فرمان 1840 الذى حصلت عليه مصر فى عهد محمد على ، وحين تولى عباس الحكم حذف الأتراك سيناء من فرمان تعيين الخديو ــــ أى لا ولاية للخديو عباس على سيناء ــــ ولم ينتبه إلى ذلك أحد إلا عام 1906 ووقفت إنجلترا فى صف الخديو لاسترداد سيناء إلى حدود المملكة المصرية وحكم الخديو ، ولم يكن ذلك نتيجة لحرص إنجلترا على مصالح مصر ولكن كان انعكاسا لتخوفها الدائم من تحالف تركيا وألمانيا فكيف تترك سيناء لتركيا لإيمانها أن من يحكم سيناء يحكم مصر.

 

مصطفى كامل: رفع 40 طن مخلفات من البحر الأحمر | فيديو


وضغطت إنجلترا وبسرعة انسحبت تركيا من طابا فى عشرة أيام ، إلا أنه وقع الخلاف بين الخديو ومصطفى كامل بسبب استعانته بإنجلترا وكتب فى اللواء يقول إنه يرى أن السيادة الحقيقية على مصر هى سيادة تركيا أما إنجلترا فهى دولة معتدية مستعمرة ما كان يجب اللجوء إليها بمبدأ عدو عدوى صديقى ، وأضرب طلاب مدرسة الحقوق اعتراضا على استعانة الخديو بإنجلترا لتحرير سيناء من تركيا.

الجريدة الرسمية