رئيس التحرير
عصام كامل

"أنيس منصور ورجاء حجاج .. حب حتى آخر العمر"

الكاتب الراحل أنيس
الكاتب الراحل أنيس منصور وزوجته

رحلت رجاء حجاج زوجة الكاتب الكبير أنيس منصور ووالده الكاتبة الصحفية منى رجب ، عن عالمنا صباح اليوم الثلاثاء ، وذلك بعد صراع طويل مع المرض .

رجاء حسين هى زوجة الكاتب الكبير أنيس منصور الوحيدة ، التى أحبها حبا شديدا ، وحظيت قصة زواجها بشروط غريبة حتى توافق العائلة ، ويأتى بطلها التقارير الأمنية التى كانت سببا لموافقة أهل زوجته على إتمام هذه الزيجة . 

ويروى أنيس منصور عن قصة زواجه ، بأن ملفاته الأمنية كانت سببا مرجحا لزواجه ، قائلا : " عندما طلبت من الرئيس السادات أن يطلعنى على التقارير المكتوبة عني في أجهزة الأمن رأيت بعضها ، فوجدت ملاحظتين : الأولى أن عددا كبيرا من النكت منسوبا إلى كأني لا أفعل شيئا في هذه الدنيا إلا النكت، من المؤكد أن بعضها من تأليفي، ولكن ليست كل هذه النكت، الملاحظة الثانية عن قصصي الغرامية الكثيرة ، كأنى متفرغ للغراميات مثل واحد يجلس في الشارع على حارة زنقة الستات لا شيء يشغله إلا الحب ، وقد أفادني هذا التقرير الأمني في زواجي !  " .




كما روى الكاتب إبراهيم عبد العزيز فى كتابه " رسائل أنيس منصور " أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اعترض على اقتران أنيس بزوجته ، باعتبار أنه لا يجوز لصحفي أن يناسب الضباط الأحرار فكان أخوالها زكريا توفيق ، وتوفيق عبد الفتاح كانا من الضباط الأحرار ، ولكن على عكس كل العائلات المصرية ، كان شرط قبول أنيس منصور أن يكون متعدد العلاقات الغرامية حتى توافق عائلة رجاء عليه ، ويقول أنيس منصور عن ذلك " فقد اعترض أخوال زوجتي وكانا يشغلان منصبي وزير التموين والشئون الاجتماعية، ولكن أحدهما قال لزوجتي : لو ثبت أن أنيس يعرف ألف واحدة سأزوجه لك ، ولو كان يعرف واحدة فقط فلن أزوجك له ، لأنه لن يتركها ، وحينما أطلع على على التقارير الأمنية وافقا على زواجي "  وكان الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل هو الذى خطب لأنيس زوجته رجاء حجاج ، وكان شاهدا على عقد قرانه ، وقال عنها «لولاها ماكانش هيبقي فيه حد اسمه أنيس منصور».




وقصة حب أنيس منصور وزوجته ، لم ينهيها رحيل عدو المرأة فى 2011 بل امتدت حتى آخر يوم حياة رجاء حجاج ، حتى أنها قالت: " أنيس كان يعشق 3 أشياء.. أنا والسفر والكتابة "، وقد أهداها أنيس منصور كتابه الموسوعي «في صالون العقاد كانت لنا أيام» وهو الكتاب الوحيد الذى كتب فيه إهداء ، وجاء فيه: «إلى التى لولا تشجيعها ما كان السطر الأول فى هذا الكتاب، ولولا تقديرها ما اكتملت هذه الصفحات، امتنانًا عميقًا وحبًا أعمق: إلى زوجتي».




وتروي رجاء حجاج كيف وقع أنيس منصور فى غرامها قائلة: "بعد أن شاهدها في نادي التوفيق الرياضي وهي تلعب التنس، وعندما حاول التقرب إليها استشعرت هي فيه - بحس القارئة المخضرمة حيث كانت من هواة القراءة - أنها أمام عملاق أدبي في طور النمو، وفي الوقت ذاته أحس منصور باستحالة زواجهما حيث كان في بداية حياته المهنية ولا يملك في الحياة شيئًا وكانت هي سليلة الحسب والنسب، من أسرة عريقة تعج بالضباط الأحرار والوزراء ، فلجأ منصور إلى الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل الذي كان صديقًا شخصيًا لأخيها من أجل أن يتوسط له في الزواج". 


الجريدة الرسمية