ما حكم الاجتماع على الذكر في حلقات؟
يجتمع بعض المسلمين فى حلقات على ذكر الله عز وجل فى حلقات يرددون الدعوات والتواشيح ويدعون الى الله ويقرأون بعض الآيات ويسبحون بحمد الله على نعمه ،فما حكم الاجتماع فى هذه الحلقات ؟ يجيب عليه فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق فيقول :
الاجتماع على الذكرفى حلق سنة ثابتة بأدلة الشرع الشريف ، أمر الله بها فى كتابه العزيز فقال تعالى (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه )وقال النبى صلى الله عليه وسلم "إن لله تعالى ملائكة يطوفون فى الطريق يلتمسون أهل الذكر ، فغذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا :هلموا الى حاجتتكم ، قال :فيحفونهم باجنحنهم الى السماء الدنيا ...الى أن قال ــ فيقول فأشهدتكم أنى غفرت لهم ،قال :يقول ملك من الملائكة ــ فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة ، قال هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم " أخرجه البخارى فى صحيحه .
وعن معاوية ان النبى صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال : ما اجلسكم ؟ قالوا:جلسنا نذكر الله ونحمده على ماهدانا للاسلام ومن به علينا
..الى ان قال: أتانى جبريل فأخبرنى ان الله يباهى بكم الملائكة " اخرجه مسلم .
وقد بوب النووى الحديث الاول فى كتابه رياض الصالحين تحت اسم "باب فضل حلق الذكر "والذكر فى الشريعة الاسلامية له معان كثيرة منها :الإخبار المجرد عن ذات الله أو صفاته أو أفعاله أو أحكامه أو بتلاوة كتابه أو بدعائه ومساالته أو بإنشاء الثناء عليه بتقديسه وتمجيده وتوحيده وحمده وشكره ، ولا دليل هنا ان حلق الذكر المراد بها دروس العلم .
وقد أورد الصنعانى حديث مسلم "عن ابى هريرة رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ماجلس قوم مجلسا يذكرون الله فيه الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ، وذكرهم الله فيمن عنده " ثم قال (دل الحديث على فضيلة مجالس الذكر .
تفاصيل احتفالات الطرق الصوفية بالليلة الكبيرة لمولد الحسين
والذكر حقيقة فى ذكر اللسان ويؤجر عليه الناطق ولا يشترط استحضار معناه وانما يشترط الا يقصد غيره ، فإن إنضاف الى الذكر باللسان الذكر بالقلب فهو أكمل ن وغن إنضاف اليهما استحضار معنى الذكر وما اشتمل عليه من تعظيم الله تعالى ونفى النقائص عنه ازداد كمالا ،فإن وقع ذلك فى عمل صالح مما فرض من صلاة او جهاد او غيرهما فكذلك فإن صح التوجه وأخلص لله فهو أبلغ فى الكمال .
