رئيس التحرير
عصام كامل

«تنسيقية الأحزاب».. تذكرة حزب النور لدخول «البرلمان».. المهندس مصعب أمين «مفتاح اللغز».. والحفاظ على التواجد أهم الأسباب

فيتو

«من المغالبة إلى المشاركة».. حقيقة فرضتها الأجواء السياسية الحالية على قيادات حزب النور السلفى، الذراع السياسية للدعوة السلفية، فبعدما كان «النور» ومن قبله شيوخ الدعوة يتحدثون عن قوة حزبهم وجماهيريتهم العريضة الممتدة من السلوم حتى حلايب وشلاتين، بدأ الحزب السلفى البحث عن طريق يسلكه تكون نهايته «الحصانة البرلمانية».

 

لا سيما وأن غالبية طرقه – إن لم تكن جميعها- أصبحت لا تؤدى إلا لمزيد من الانحسار والخفوت السياسي، وأصبح «النور» فيما يمكن وصفه بـ«العزل الإجبارى» إذ بات مرفوضا من الجميع بسبب أفكاره وأيديولوجيته التي تأتي مناهضة للقيم التي تسعى الأحزاب إلى ترسيخها.

 

حالة نفور

 

من 20 % إلى 1%.. رقمان يوضحان حالة «النفور» التي أصبح حزب الدعوة السلفية يعانى منها، فبعدما استطاع في وقت ما حصد ما يقرب من 20% من مقاعد البرلمان أثناء «عام الإخوان» تراجعت النسبة في السنوات التالية حتى أصبحت مجرد 1% بما يوازى 11 مقعدًا فقط.

 

وخلال الفترة الماضية بدأ الحزب في وضع خطة تسمح له بفرصة ثانية بالانصهار في تحالف انتخابي يحقق أهداف الحزب دون أن يؤثر على أيديولوجيته التي يتبعها، لذا كان الحل في تمثيل الحزب في تنسيقية شباب الأحزاب، وأن يمتلك ذراعا داخل تنسيقية الأحزاب متمثلة في المهندس مصعب أمين، أمين شباب النور وأحد المتحدثين الرسميين باسم تنسيقية شباب الأحزاب.

 

مفتاح اللغز

 

وجد المجلس الرئاسي لـ«النور» في المهندس مصعب أمين ضالته، لا سيما وأن الأخير يمتلك الهدوء والكياسة والحذر اللازم وعدم الاندفاع في التفوه بأي من التصريحات التي من الممكن أن تضر بمستقبله السياسي، فضلا عن أن وجوده داخل تنسيقية شباب الأحزاب يعتبر فرصة واعدة لتقديم «النور» في صورة مختلفة عن الصورة النمطية التي جعلته مرفوضا من قبل القوى السياسية.

 

وبالفعل تمكن «مصعب» من التواجد داخل التنسيقية وحضور جلسات الحوار المجتمعي، والذي أشرك حزب النور فيها لكونه طرفا أساسيا في اللعبة السياسية، وأعقب ذلك تصعيد «مصعب» إلى منصب المتحدث الإعلامي باسم التنسيقية.

 

وبحسب المعلومات المتوفرة، ينتظر الشارع السياسي تحالفين من الكبار أحدهما يقوده حزب الشعب الجمهوري صاحب التواجد الأقوى حاليا بعد انضمام رجل الأعمال الشاب أحمد أبو هشيمة إلى صفوفه، وتحالف آخر بقيادة مستقبل وطن وجملة رجال الأعمال التي تدعم الحزب ومكنته من التواجد القوى خلال السنوات الثلاث الماضية.

 

فيما تتواجد على الهامش أحزاب المعارضة التي تضم حزب (المحافظين، والعدل، والإصلاح والتنمية، والمصري الديمقراطي) والذين بطبيعة الحال رفضوا من قبل التحالف مع حزب النور نظرًا لخلفيته الدينية، لذا يحاول «النور» التواجد إما في تحالف الشعب الجمهوري أو تحالف مستقبل وطن ويعمل من خلال مصعب أمين على تقريب وجهات النظر ليصل إلى حلا يضمن له البقاء تحت قبة البرلمان.

 

الحفاظ على التواجد 


وفي هذا السياق قال الباحث في الحركات الإسلامية، أحمد عطا: حزب النور تواصل مع الأحزاب والتيارات السياسية كافة للحفاظ على المكتسبات البرلمانية التي حققها خلال البرلمان الجاري.

 

لكن هناك متغيرات كثيرة ربما تعصف ما تبقي من حزب النور، والتي تتمثل في أن الانتخابات القادمة تعتبر واحدة من أعنف الانتخابات البرلمانية التي ستواجهها جميع الأحزاب السياسية نظرا لظهور شخصيات برلمانية ذات ثقل كان لها دور برلماني أيام حكم الرئيس مبارك وستعود مرة أخرى للمنافسة في دوائرهم ومحافظتهم، وأضاف «عطا»: المال السياسي هو الورقة الرابحة في الانتخابات القادمة وهو ما يفتقده حزب النور لأنه حزب يفتقر إلى الدعم المادي.

 

هذا بجانب أن الشارع المصري اختلفت كثيرًا تركيبته الاجتماعية ولم يعد يراهن ولا ينفعل مع تيار الإسلام السياسي، خاصة أن تجربة الإخوان في مصر كانت مريرة ومؤلمة، هذا بجانب أن فكرة التحالفات لا ترقي لتحقيق نتائج إيجابية على الأرض، لأن الانتخابات البرلمانية القادمة سيكون لها حسابات أخرى لا تتماشى مع أجندة حزب النور التي عفى عليها الزمن. 

 

نقلًا عن العدد الورقي...،

الجريدة الرسمية