رئيس التحرير
عصام كامل

 واسيني الأعرج: ألاحق فريق مسلسل "النهاية" قضائيا بتهمة السطو على «حكاية العربي الأخير».. والنهاية منقولة حرفيا من روايتي

واسيني الأعرج فى
واسيني الأعرج فى حواره لـ فيتو

أكد الأديب الجزائري واسيني الأعرج أنه قرر ملاحقة فريق مسلسل  "النهاية "، الذي بث في رمضان، قضائيا بتهمة "السطو الموصوف" على أحداث روايته "العربي الأخير".

وقال الأعرج  لـ"فيتو"، إنه تم الاتصال ببعض الهيئات الدولية لمعرفة الإجراءات التي يجب اتخاذها (حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في جنيف) وسيوضع ملف كامل على طاولتها مع المتابعة القريبة من الوكيل الأدبي ودار النشر دار الآداب، بيروت".

وردا على سؤال كيف عرفتم التشابه الكبير بين أحداث مسلسل "النهاية"وبين رواية "العربي الأخير"، قال الأعرج لم يكن الأمر صعبا ، فقد انتبه العديد من قرائي الذين أتواصل معهم كثيرا بسبب الحجر، من خلال نشر روايتي الجديدة: ليليات رمادة، شخصية أدبية تحكي يوميات الخوف من الموت في تدخل مستمر مع يومياتها الخاصة وحياتها الصعبة. 

وأضاف أن هذا التواصل جعل الكثير منهم يتصل بي وينبهني إلى المسلسل الذي يعرض في احدى القنوات المصرية ويشبه بشكل كبير روايتي العربي الأخير وفي البداية ظننت مجرد تشابه وكان المسلسل في الحلقة العاشرة، لحظتها انتبهت إلى الأمر.

وتابع: "رجعت إلى الوراء وبدأت المسلسل من البداية حتى النهاية وكان الكثير من القراء منهم العادي والصحفي والجامعي، كتبوا في الصحافة العربية فكان على أن أصبر حتى النهاية لأرى كيف تنتهي القصة، وكانت الطامة الكبرة بأن النهاية منقولة حرفيا من نهاية روايتي ولا يوجد اختلاف لا في السردية العامة ولا في التفاصيل بين مسلسل 2120/ النهاية، وروايتي 2084/ العربي الأخير".

وأردف:" لن أعلق على قيمة المسلسل، إذ لا يمكن بناء مشروع كبير، موضوعه، الخيال العلمي، دون دراسات مستقبلية حقيقية في كل ما يحيط بالعالم الذي نعيشه المبني على ثلاثة مكونات حيوية يمكن أن تتولد عنها الحروب المدمرة: الطاقة (النفط، توليد الكهرباء، النووي)، البيئة والزراعة (الأمن الزراعي، التلوث البيئي، السدود الكبرى، تحلية مياه البحر، مشكلة الأنهار الرافدة والعابرة للبلدان)، العلم وامتلاك المعرفة (الامتلاك التكنولوجي بما في ذلك القوة العسكرية، الصحة، والاستقلال في إنتاج الأدوية) بقية العناصر تدخل في أحد المكونات الثلاثة.. لن أعالج هذه التفاصيل التي شكلت البنية المعرفية التحتية لروايتي العربي الأخير..و يتعلق الأمر ههنا، بسرقة موصوفة كما نعتها الكثير من الذين تعاطوا مع الموضوع في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين سبق ان قرأوا الرواية، وتابعوا المسلسل.

وردا على سؤال أين تتجلى ملامح هذا النقل بالتحديد، قال الأعرج :"طبعا كثيرة وأكاد أقول رغم لعبة التعمية التي قام بها المخرج والسيناريست إلا أن الأمر ظل مفضوحا وظاهرا، أولا المناخ الحربي العام الذي تدور في أحداث الرواية هو نفسه حرفيا مناخ رواية العربي الأخير، وتنفتح الرواية على نهاية المشروع العربي وبداية التفكك والاضمحلال، بينما يقلب المسلسل العملية بتوحد العرب ونهاية إسرائيل (لا تستند على أي معطى تاريخي موضوعي سوى دغدغة العواطف العربية المهزومة).. نفس الشخصية ونفس الوظيفة.

وأوضح أنه في الرواية نرى شخصية آدم، العالم الفيزيائي العربي الأصل الذي تم اختطافه واحتجازه في القلعة الصحراوية يجبر على إنجاز مشروع قنبلة الجيب، نفس الحالة في مسلسل النهاية حيث يتم احتجاز المهندس زين في الواحة من أجل إنجاز مشروع الدرع.

وأشار إلى أن بنية الشخصيات الأمنية والفكرية وممارساتها في المسلسل ملتصقة بالرواية بشكل مفضوح، حتى المخطوطة في المسلسل تقابلها وثيقة أزاريا (إسرائيل) التي توجد بها أسماء العلماء الذين تجب تصفيتكم.. الفضاء المكاني والزماني نفسه.. التنظيم الغامض في الصحراء في العربي الأخير يقابله التكتل في الواحة، مواجهة الناس البسطاء للقدر المحتوم الذي صنعه بشر لا إحساس لهم يقود إلى نهاية الرواية نفسها حيث يتضح كل شيء، بما في ذلك تهريب الأعضاء والأطراف في الرواية والمسلسل. فلا قيمة لما يبشرون به من مستقبل زاهر للإنسانية بنيته الكلية منقولة من الرواية. 

 

وذكر الأديب الجزائري الكبير أنه حتى في بعض التفاصيل التي يصعب عرضها كلها، نذكر منها فكرة استعمال الهولوجرام حيث يرى آدم زوجته اليابانية الحامل بابنته، وكأنها تحكي معه وتنصحه بضرورة الانتهاء من القنبلة وشرب الأقراص البرتقالية التي تدمر الذاكرة بالتدريج، والعودة وهي كلها صورة افتراضية اختلقها الكمبيوتر، الشيء نفسه نراه بطريقة الهولوجرام في المسلسل مع زين وزوجته الحامل بابنه آدم يجبر على تناول الأقراص البرتقالية للاستيلاء على ذاكرته، وزين يشرب العصير الأزرق حتى نهاية الرواية لم تسلم من السرقة. 

وقال إنه :"حينما يترك إياد نصار الواحة ويصعد عبر مركبة فضائية مع السيد مؤنس ويطلق من خلالها صاروخا يدمر الأرض ويحولها إلى صحراء هو نفس آخر مشهد في الرواية، حينما تقوم طائرات القلعة برمي القنبلتين النوويتين على السد والبشر لتحويل كل شيء إلى خراب.. و في الرواية ابنة آدم يونا، هي التي وجدت والدها بعد الانهيار والتفجير النووي وتحطيم السد، وفي المسلسل بعد تدمير العالم، ابنة الملجأ التي هي بمثابة ابنة زين بالتبني، هي التي عثرت عليه بعد انهيار الواحة والعالم.. نحن داخل حالة يتماهى فيها المسلسل في الرواية بشكل لا يدع مجالا للشك".

وأوضح أن القراء هم المبادرون، وكان كلامهم مبنيا ودقيقا لاحظوا علامات التقاطع والتشابه والتطابق بين الرواية والمسلسل منذ 9 مايو تاريخ ظهور أول ردة فعل وكل المقالات التي نشرت كانت تلح على فكرة السرقة الواضحة، بل تدعو إلى التضامن مع الكاتب لاسترداد حقوقه المنهوبة. 

وقال إنه وصل في النهاية إلى ما كتبه الإعلامي الكبير أحمد حالي، الذي كتب مقالتين في الموضوع في فيسبوك وفي لوسواردالجيري قائلا: "المفاجأة الحقيقية في المسلسل، في النهاية، ليست نهاية إسرائيل، وتحرير القدس، ولكن السرقة المفضوحة لرواية واسيني الأعرج التي طبعت في 2016 (دار الآداب، بيروت).. منذ اللقطات الأولى من مسلسل النهاية، بدا واضحا أن السيناريو أخذ الكثير من وقائع رواية: 2084/ حكاية العربي الأخير. 

 

وردا على سؤال مادام الأمر بهذه الصورة الواضحة، هل رفعتم دعوة قضائية ضد كاتب السيناريو؟ قال الأعرج :"لن نرفع القضية ضد كاتب السيناريو هو نكر وسينكر أي اتصال له بالرواية ولا بالروائي، لكن هذا كله لا يكفي لتبرئته عليه في النهاية أن يجيب عن تهمة السرقة المنسوبة له وللمنتج، لهذا سترفع دار الآداب قضية منتج المسلسل فهو المسؤول الرئيسي في النهاية وبعدها طبعا السيناريست وغيره.. دار الآداب من خلال مديرتها شرعت في الإجراء، وإذا اقتضى الأمر أن أرافع أمام القضاء المصري سأفعل و بالتوازي اتصلت وكيلتي الأدبية بهيئة دولية في سويسرا مكلفة بالدفاع عن حقوق الكتاب والفنانين وستقوم بالإجراءات اللازمة.. نحن نهيئ ملفا تفصيليا كاملا يظهر السرقة بالصفحة والموقع داخل المسلسل.. الأمر ليس بسيطا وكيفما كانت النتائج سيتم فضح السرقة والنهب المنظم".

الجريدة الرسمية