حكم قراءة القرآن على الأموات في مجالس العزاء؟
يكثر مواساة بعضنا البعض في فقد الحبيب أو الصديق اوالجار ، فيجتمع مجلس العزاء في بيت أهل الفقيد للتخفيف عن المصاب ويتبارى الجميع بقراءة القرآن مجاملة لأهل البيت وترحما على الفقيد فهل هذا من الدين؟ يجيب عليه الدكتورعلي جمعة مفتي مصر السابق فيقول:
التعزية فى اللغة مصدر عزى ، أي صبر المصاب ومواساته ،وهذا المعنى هو المستعمل عند الفقهاء ،كذلك قال النووى :"هي الأمر بالصبر والحمل عليه بوعد الأجر والتحذير من الوزر والدعاء للميت بالمغفرة وللمصاب بجبر المصيبة " ولا خلاف بين الفقهاء في استحباب التعزية لمن أصابته مصيبة ، ودليل استحبابها قوله صلى الله عليه وسلم "من عزى مصابا وله مثل أجره " وقوله "ما من مؤمن يعزى أخاه بمصيبة إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة " . رواه الترمذي وابن ماجه .
وأما جلوس أهل الميت في مكان لتلقي العزاء فاختلف فيه الفقهاء، فمنهم من كرهه ،لما فيه من تهييج للأحزان وتذكير بها ، ومنهم من أجازه فقال الشيخ محمد بن محمد المعروف بــ (الخطاب )من أئمة المالكية "فروع الأول في الجلوس للتعزية ، قال سند:ويجوز أن يجلس الرجل للتعزية ، وقالت عائشة رضي الله عنها :لما قتل زيد ابن حارثة وجعفر ابن أبى طالب وعبد الله ابن رواحة "جلس النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ، يعرف في وجهه الحزن " أخرجه ابو داود ، وزاد يبكيهم بعد قوله في المسجد .
فحديث عائشة الذي استشهد به الخطاب المالكي استدل به بعض العلماء على جواز الجلوس للعزاء سواء أكان في المسجد أو في مكان آخرقال العلامة ابن عابدين ـــ من محققي الحنفية ـــ قوله : "وبالجلوس لها "أى للتعزية ، واستعمالا لا بأس هنا على حقيقته لانه خلاف الاولى كما صرح به فى شرح المنية ، وفى الأحكام عن خزانة الفتاوى: الجلوس فى المصيبة ثلاثة أيام للرجال جاءت الرخصة فيه ، ولا تجلس النساء قطعا ، ثم قال : لكن فى الظهيرية : لابأس به لأهل الميت فى البيت أو المسجد ، والناس ياتونهم ويعزونهم .
وبناء على ماسبق نري أنه لا مانع من الجلوس للتعزية ، مع تلاوة القرآن في المجلس ، سواء كان ذلك في بيت أهل الميت أم في أي مكان آخر ، بشرط ألا يكون في ذلك تهييج للأحزان ، ولا إزعاج للجار بارتفاع صوت التلاوة ، ولا تضييق للطرقات بإقامة سرادق في الطريق يضيق على المسلمين سيرهم.
خالد الجندي يطالب بإلغاء العزاء للوقاية من انتشار كورونا |فيديو
كل هذا لا يجوز شرعا لما فيه من التعدي على حقوق الغير والإساءة اليه ..فإذا اجتنبت هذه المحاذير كلها جاز ولا شئ فيه ..والله تعالى أعلم .
