رئيس التحرير
عصام كامل

هل فشلت قطر في اللعب بورقة الإخوان لإثارة الصراع بين بلدان التحالف العربي؟

تميم بن حمد
تميم بن حمد

في نهاية العام الماضي، كشفت تسريبات عدة أذاعتها عدة وكالات أنباء وصحف عالمية، عن عروض متتالية من قطر للتضحية ‏بالإخوان، وتقديم التنظيم قربانا إلى السعودية، في محاولة لابتزاز المملكة أمام الرأي العام الخليجي، وعزلها على الأقل عن ‏التحالف مع باقي مكونات دول الممانعة مصر والإمارات والبحرين.

‏فما الداعي إذن لاستمرار المقاطعة، على الأقل من الشقيقة ‏الكبرى للخليج، إذا كانت قطر على استعداد لضرب الإخوان في مقتل؟ ‏

خبير اقتصادي: أزمة كورونا فرضت على العالم رد الاعتبار للإنتاج الوطني

زار محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري السعودية بشكل مفاجئ في نهاية 2019، حسبما أفادت صحيفة "وول ‏ستريت جورنال"  ذائعة الصيت والتقى بكبار المسئولين، في محاولة لتمرير خطة بلاده، خاصة أن العرض قدم بشكل مفاجئ.

اعتبر عبد الرحمن عرض بلاده فرصة واعدة لإنهاء النزاع، وحاول استغلال الانفراجة المؤقتة في الأزمة الخليجية، بعد مشاركة منتخبات السعودية ‏والإمارات والبحرين في بطولة كأس الخليج لكرة القدم ـ خليجي 24 ـ التي أقيمت في الدوحة آنذاك، واستئناف مجلس التعاون ‏الخليجي اجتماعاته على كل المستويات بمشاركة الدوحة، رغم استمرار مقاطعة ثلاث دول خليجية لقطر.‏

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا كل هذه الخطط لم تفلح حتى الآن في ضرب تحالف البلدان المقاطعة لقطر، ولماذا لم تقتنع ‏السعودية بصدق الدوحة في التخلص من الإخوان بهذه السهولة؟ ‏

تقول هيلة المشوح، الكاتبة والباحثة السياسية، إن النظام القطري يمارس نوع من أنواع "التقية السياسية" وينتهج المناورات في ‏كل مفاوضاته، لكنه يمارس مكابرته المعتادة في الوقت نفسه، ويزعم أن بلاده تتعرض لحملات ‏تحريضية وتضليلية من دول ‏المقاطعة.‏

توضح المشوح أن النظام القطري يهدف في النهاية إلى ابتزاز دول المقاطعة لفتح مجالاتها الجوية أمام الطائرات القطرية، و‏في ‏الوقت نفسه يطالب بحوار غير مشروط، ما يعني الاستمرار في رعاية الإرهاب وتصديره لدول الجوار.

تؤكد الباحثة أن نظام الحمدين ‏أصبح من ضمن سياسته الواضحة التي ترسخ استمراره، المضي قدما في دعم الإخوان لإثارة الفتن داخل الدول، وتأجيج الشعوب، ‏والاستمرار في بث ‏الأكاذيب والأخبار المدلسة والأفلام المشوهة من خلال قناة الجزيرة والمنصات التابعة لها.‏

تختتم الباحثة: ”ما يفعله قيادات الدوحة من أجل إثارة الفتن داخل الحلف المعارض لها ضرب من خيال مريض، لافتة إلى ‏الدول المقاطعة لقطر سدت عنها "باب شر" وهو كاف جدًا حتى الآن، ولا سيما أن الأوضاع الآن مستقرة ‏لدى دول الرباعي ‏العربي، وأوضاعها السياسة والاقتصادية لم تتأثر قيد أنملة، على حد قولها”.‏  

الجريدة الرسمية