رئيس التحرير
عصام كامل

الداعية السلفي الدكتور أسامة القوصي: القرضاوي «خوميني» الإخوان.. وأبو إسماعيل «مغرور»

فيتو

  • الجماعة لا تبحث سوى عن تحقيق مشروع الخلافة الإخوانية
  • مرسى «عامل عنتر».. وقيادات الإخوان «نصابين»
  • شباب «تمرد» قادرون على خلع الرئيس في 30 يونيو
  • الجماعة لا تؤمن بالوطن أو المواطنة وتوظف «القرآن» لتمرير خطة التمكين
  • «غزة» نواة الخلافة الإخوانية والملاحدة ذنبهم في رقبة الإسلاميين
  • الإخوان يعبدون سيد قطب من دون الله وقضية الحاكمية سبب البلاء الذي نعيشه الآن
  • الشعب الثائر تخلص من عصابة محلية فوقع في براثن مافيا عالمية
  • مصر كانت دولة فاسدة وصرنا الآن فسادًا بدون دولة

 

الحديث مع الداعية السلفي الدكتور أسامة القوصي له أهميته في هذه المرحلة الحرجة، لأنه يكاد يكون الوحيد من مشايخ السلفيين الذي يسبح بآرائه ضد تيار المتدثرين بالدين الذين يحكمون مصر الآن، غير عابئ بانتقاداتهم لفتاويه، وهجومهم عليه.. القوصي الذي استضافته «فيتو» في هذا الحوار، أكد أن جماعة الإخوان المسلمين لا تبحث سوى عن تحقيق مشروع الخلافة الإخوانية التي غرست نواتها في غزة عن طريق حركة حماس، واصفًا قيادات الجماعة بـ «النصابين الذين يفسرون القرآن بما يبرر خطة سيطرتهم على مفاصل الدولة». وأشاد بشباب حركة «تمرد» لتصديهم على أرض الواقع لتجاوزات الإخوان، مشيرًا إلى قدرتها على إسقاط الرئيس محمد مرسي؛ لأنه وجماعته لا يؤمنون بالوطن، معتبرًا الشيخ يوسف القرضاوي «سبب مصايب مصر».. وإلى نص الحوار 


> في البداية نريد أن نتعرف على رؤيتك لأداء نظام الحكم الإخواني؟
-
نحن نعيش مرحلة فارقة في تاريخ المجتمع المصري؛ لأننا نتعامل مع جماعة «الإخوان»، وهي فصيل لا يؤمن بالوطن ولا بالمواطنة، ويؤمن فقط بمشروع إسلامي لا يمت للإسلام بصلة، يطلقون عليه «خلافة قطاع خاص» و«خلافة إخوانية»، تتوارثها الجماعة أو التنظيم الذي يقود العالم.
> هل اتهمت الإخوان بأنهم أساءوا استخدام القرآن لتبرير خطة «التمكين والأخونة»؟
-
هذا صحيح، فلديهم مشروع يريدون تطبيقه، هو التمكين، مستخدمين القرآن كأداة، مثل قوله تعالى « وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ »، والحكم هنا ليس للوضع السياسي أو للملك، وإنما للدين، فحوّلها الإخوان للتمكين السياسي، والإخوان لا يؤمنون بالحكم الإسلامي، فقيادات الجماعة « نصابون - محتالون - تجار دين»، وأتباعهم مخدوعون، وهناك محاولات للسيطرة على مفاصل الدولة كبداية لمشروعهم الكبير وهي دولة «الخلافة»، والأمر ليس قاصرًا على مصر فهي نقطة البداية، وبإذن الله ستكون النهاية للإخوان المسلمين، لقوله تعالى: « يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ ».
> ما هو تقيّيمك للمرحلة الماضية في ظل محاربة الإخوان للقضاة؟
-
مصر كانت دولة فاسدة، فصرنا الآن فسادًا بدون دولة، في ظل محاولات القضاء على الجيش والإعلام والتعليم والقضاء، فالشعب الثائر تخلص من عصابة محلية - «مبارك» - فوقع في براثن مافيا عالمية هي «جماعة الإخوان»، تريد تدمير المجتمع المصري ككل.
> ما رأيك في اتهام البعض لجماعة الإخوان بأنهم وراء حادث خطف الجنود في رفح؟
-
في الوضع الذي نعيشه لا نستبعد أي شيء، وهناك شواهد وقرائن تؤكد أن النظام يحاول شغل الشعب بأمور أخرى غير التي يريد تمريرها، والشعب المصري يرى أن هذه التمثيلية للتمويه والتستر على جريمة أكبر يسعى الإخوان لتمريرها مثل «بيع إقليم قناة السويس»، خاصة وأن قيادات الإخوان يمتلكون بنوكًا في شرق آسيا، ويحاولون سرقة كل ما تطوله أيديهم في مصر.
> ما مبرر مساندة الإخوان لحركة حماس؟
-
ما يعلمه المنتمون للتيار الإسلامي أن حماس جزء من تنظيم الإخوان العالمي، وحدث لهم التمكين في غزة «إمارة غزة الإسلامية»، وهي النواة التي يتطلع من خلالها الإخوان لإقامة الخلافة الإخوانية، لذلك يدافعون عن غزة ويدعمونها بالمساعدات منذ عام ٢٠٠٠.
> كيف ترى هبوط العديد من الجماعات الإسلامية على سيناء، مما جعل البعض يصفها بـ«الإمارات الإسلامية داخل مصر»؟
-
سيناء ذات بيئة جبلية صحراوية أغرت الجماعات المتطرفة والتكفيرية بالاستقرار بها منذ ٢٥ عامًا، ما تسبب في انضمام أبناء القبائل إليهم، والاعتقاد بأفكارهم التكفيرية والجهادية، في ظل الظلم الأمني واعتقال النساء والمشايخ، الأمر الذي ترتب عليه تطرف أفكار أبناء القبائل، وهذا ما وضع القبائل في مأزق العرف القبلي، الذي يمنعهم من تسليم ضيوف أبنائهم الغرباء والمجرمين لأجهزة الأمن.
> ما رؤيتك لحركة «تمرد»؟
-
أؤيد هذه الحركة؛ لأنهم مجموعة من الشباب لأول مرة ينزلون الشارع ويتصدون لتجاوزات الإخوان ومحاولات السيطرة على الدولة، بعد القضاء على مؤسساتها، وستنجح في إسقاط نظام الإخوان يوم 30 يونيو الجاري.
> لماذا قلت إن الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل يمارس البلطجة ضد الشعب ؟
-
من يقول عن وزير الداخلية "هاعلّمه الأدب وأربيه"، يهدم دولة، وأنا لا أعتبر حازم أبو إسماعيل رجل دين، وإنما محامى فاشل كان يفترض أن يكون على مستوى المسئولية، والصورة التي عرضت له أمام مدينة الإنتاج الإعلامي وهو نائم، فعل بلطجة، ولا تدل على احترام المشيخة والعلم، فهو يبحث عن شو إعلامي وزعامة، ومصاب بشيء من الغرور.
> لماذا أعلنت أنك لا تحب «الشيخ القرضاوي»؟
-
هو "خوميني" جماعة الإخوان المسلمين، وعندما سجن في الستينيات هرب في إحدى المرات التي أفرج عنه فيها إلى «قطر»، ويعيش هناك منذ ٥٠ عامًا حتى تمكن، لدرجة أنه يلقب بـ "مفتي قطر"، والأغرب أنه وقف وراء انقلاب الشيخ حمد على أبيه بعد أن وعده القرضاوي ببلوغ الزعامة، وأنه إذا تمكن الإخوان من إقامة الخلافة سيجعلونه خليفة للمسلمين، وهذا سبب دعمه للإخوان، ولأن القرضاوي استغل حمد أيضًا في دفع الأموال لحماس، لذلك أعتبره رأس «الأفعى»، وسبب كل الأحداث التي تجري الآن على الساحة في مصر.
> طالبت بعدم خلط الدين بالسياسة.. لماذا؟
-
لأن السياسة شأن دنيوي، والدين شأن إلهي، ونحن نطلق على السياسة اللعبة القذرة، وأراها الكرسي المدنس؛ لأنه عرض دنيوي، وخلط المدنس بالمقدس يضر الاثنين، وأوربا لم تنطلق للحضارة العالمية إلا عندما فصلت الدين عن السياسة، ونحن ضد متاجرة فصيل معين بالدين في لعبة سياسية مستخدمًا كلمة "شرع الله" الذي لا يعملون به.
> ما سر قولك إن كل المشايخ الذين أنشئوا قنوات فضائية تعاملوا مع أمن الدولة؟
-
لأنه لا أحد حصل على تصريح بقناة في عهد «مبارك» إلا وكان لا بد له من المرور على جهاز أمن الدولة، ولأن التعاون معه كان عمالة، فكل المشايخ كانوا عملاء لأمن الدولة.
> قلت أيضًا: إن الرئيس مرسي لا يفي بوعوده؛ لأنه ينفذ سياسة إخوانية.. فلماذا ؟
-
مرسي صاحب عنترية في الألفاط، وأفعاله غير التي يعلن عنها، فهذه الجماعة في طبعها الكذب والخداع، ونحن تعودنا من مرسي خلال الفترة الماضية أن يقول ما لا يفعل، وعندما يعد لا يفي، بدليل الملفات الخمسة التي لم ينفذ منها شيئًا، فهذه الجماعة لا تبالي بشيء إلا تحقيق أهدافها.
> تزايد حالات الإلحاد لدرجة أن التقديرات حددت أفرادها بنحو 250 ألفًا.. كيف تفسره ؟
-
اضطهاد الأجهزة الأمنية للمتدينين في السنوات السابقة كان سببًا في ظهور جماعات التكفير والهجرة والتطرف الديني، والعكس الآن حدث، عندما وصل المتأسلمون لسلطة الحكم وأظهروا أسوأ ما عندهم كان رد فعل الشباب هو الإلحاد بأنهم لا يريدون هذا الدين، وأنكروا الإله، وهذا رد فعل طبيعي، ووجود الإسلاميين في سدة الحكم ساعد في انتشار المد الإلحادي، وهو أمر مؤقت، وفى النهاية لا بد أن نقدم نموذجًا صحيحًا للإسلام بعيدًا عن محاولات الإساءة والتضليل والخداع التي ينتهجها بعض الإسلاميين على الشعب المصري. 
> ماذا عنيت بأن مشكلتك مع الإخوان خلاف منهجي في أصول الدين ؟
-
تنظيم «جماعة الإخوان» منتشر في نحو مائة دولة، ولكن ليس بأعداد كبيرة مثل مصر، وهم يحاولون الإيحاء - على خلاف الحقيقة - بأنهم يُقَدَّرون بالملايين في مصر، ومشكلة المنهجية في هذا التيار اعتقادهم أن الإسلام دين ودولة، ولكن الإسلام دين والسياسة دنيا، وبالتالي ما يعتقدون به خطأ وأكذوبة يراد به النصب والاحتيال على خلق الله، والإخوان يعبدون سيد قطب من دون الله، وقضية الحاكمية التي جاء بها سيد قطب هي سبب البلاء الذي نعيشه الآن، ومشكلة التيارات الإسلامية أنها تأمر بالحاكمية، فمعظمهم ينقسم إلى مصري وإلى إسلامي، وهذه العبارات أدت إلى الانقسام داخل المجتمع.

 

الجريدة الرسمية