تفاصيل لقاء "العربية لحقوق الإنسان".. المنظمة تدعو لوقف إطلاق النار في مناطق النزاعات والإفراج عن السجناء
عقد مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان لقاءً تشاوريا اليوم على تقنيات التواصل بالفيديو، حيث ناقش آخر المجريات والأحداث في المنطقة العربية في سياق تداعيات تفشي وباء كورونا.
وترأس الاجتماع علاء شلبي رئيس مجلس الأمناء بحضور بوبكر لركو نائب رئيس المجلس (المغرب)، ومها البرجس الأمين العام (الكويت)، والدكتور عبد المنعم الحر أمين الصندوق (ليبيا)، بمشاركة محسن عوض، الدكتور حافظ أبو سعدة، الدكتور نيفين مسعد (مصر)، محمد سالم الكعبي، خالد الحوسني (الامارات)، عصام يونس (فلسطين)، فضل علي عبد الله (اليمن)، الدكتور حسن موسى (النمسا)، الدكتور محمود العريان (سوريا).
اقرأ أيضا:
العربية لحقوق الإنسان تحمل روسيا وتركيا مسئولية الاعتداء على المدنيين في أدلب
تداعيات فيروس كورونا
وتناول اللقاء التشاوري مناقشة تداعيات فيروس كورونا (كوفيد - ١٩) على وضعية حقوق الإنسان، والملاحظات بشأن الاحتياجات العاجلة لمواجهة التداعيات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى سبل تخطي الأزمة المالية التي تعصف بالمنظمة وتهدد استمرارها.
وعكست المداخلات المخاطر الداهمة في بلدان تراكم الأزمات والنزاعات في ضوء ضعف الإمكانيات وهشاشة البنية التحتية واستمرار الصراعات والانتهاكات التي تتزايد في ضوء تعاظم الانقسامات الأهلية وتفاقم التدخلات الخارجية ضمن الصراعات الإقليمية والدولية.
وأعرب المجلس عن عميق قلقه إزاء استغلال سلطات الاحتلال الإسرائيلي للأزمة الصحية العالمية في التوسع في حملات الاعتقال وهدم المنازل وتسريع وتيرة مخططاتها في الضفة الغربية والقدس، بالإضافة لوقف تدفق الإمدادات الأساسية بما فيها المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بصفة خاصة.
وأعرب المجلس عن أسفه لاستمرار التدخلات الخارجية والصراع العالمي الإقليمي المتعدد في سوريا، ونبه لهشاشة البنى التحتية، محذرا بصفة خاصة من التداعيات على وضع طالبي اللجوء والنازحين في المخيمات في الداخل والخارج في ضوء استحالة التباعد الاجتماعي ومنع الاختلاط مع الافتقاد لامدادات الغذاء والدواء ومياه الشرب الصحية، ومنبها أيضا للمخاطر على وضع السجناء السياسيين.
كما دعا المجلس لتنفيذ وقف فعلي لإطلاق النار في اليمن، مرحبا بقرار وقف العمليات الذي اتخذه التحالف العربي، ومنددا بجرائم ميليشيا الحوثي، ودعا المجلس الحكومة الشرعية للعمل على وقف الانقسامات فورا والسماح بوصول إمدادات الطاقة لمناطق جنوب البلاد والامتناع عن الدفع بتشكيلات عسكرية محددة مرفوضة شعبيا في عدن.
التدخلات العسكرية الخارجية في ليبيا
وأعرب المجلس عن إدانته للتدخلات العسكرية الخارجية في ليبيا والاستقدام والاستخدام المتزايد للمرتزقة، والاستهتار بحياة المدنيين في سياق النزاع الجاري غربي ليبيا، وتهديد أركان السلامة العامة للسكان بقطع المياه والكهرباء، مع إدانة الأعمال الانتقامية والترويع الذي وقع مؤخرا في صبراتة وصرمان بما في ذلك نهب المستشفيات وفق بعثة الأمم المتحدة.
وفي البلدان العربية ذات الاستقرار، أشاد مجلس الأمناء بالجهود المبذولة من قبل الحكومات ومنظمات المجتمع المدني في التصدي لوباء كورونا، لكنه نبه إلى مخاطر التباطؤ في الإفراج والعفو عن المحبوسين احتياطيا والسجناء في الجرائم البسيطة، وما قد يكون له من آثار وخيمة في البلدان التي تعاني من التكدس.
كما دعا المجلس لأهمية التفكير في افساح مزيد من المجال أمام المجتمع المدني للاسهام في حملة الوقاية ونشر التوعية وتقديم المساعدات، وتكوين فرق المتطوعين للمشاركة في تنفيذ خطط للطواريء الوطنية ميدانيا، وأهمية الإنصات لنداءات منظمات حقوق الإنسان.
كذلك دعا المجلس لأهمية النظر في الخطط الوطنية للتصدي للوباء في حال الاضطرار للتعايش معه تلافيا للمخاطر الاجتماعية الماثلة بسبب توقف النشاط الاقتصادي، مع ضرورة الاهتمام بصورة عاجلة بوضعية العمال في القطاعين العام والخاص، وخاصة العمال في القطاع غير الرسمي والقطاعات الأكثر تضررا مثل السياحة والنقل الجوي.
وأعاد المجلس التأكيد على أهمية قيام السلطات بافساح المجال امام دور منظمات المجتمع المدني لمعالجة تحديات أوضاع الفئات الهشة وطالبي اللجوء والمهاجرين غير النظاميين.
وحيا المجلس جهود المنظمة ومؤسساتها العضوة في التحرك النشط في الأزمة والدعوة للافراج عن السجناء والمحتجزين وتخفيف التكدسات، والتنبيه لعدم استخدام الصلاحيات الاستثنائية بموجب حالة للطواريء في غير مقتضياتها، ومخاطبة الحكومات المختصة بالقضايا التي تشكل أزمات حالية وازمات متوقعة، وتوفير المقترحات بشأن سبل معالجتها، داعيا إلى تعزيز الجهد في مجال التوعية العامة والاهتمام بقضايا إعادة العالقين إلى بلدانهم مع تصحيح تعريف العالقين ليشمل الراغبين في العودة لبلدانهم دون استثناء.
وتناول المجلس تداعيات الأزمة المالية الراهنة للمنظمة، وقرر التحرك فورا بهدف تدبير موارد عاجلة وإطلاق حملة تبرعات والتواصل مع عدد من الجهات المانحة بصفة عاجلة.
وتقرر عقد اجتماع مجلس الأمناء في دور انعقاده العادي عبر تقنيات الاتصال يوم السبت الموافق ٢ مايو٢٠١٩، مع تلقي تقرير لمتابعة توصيات وقرارات اللقاء التشاوري.
وكان مجلس الأمناء بصدد عقد اجتماعه الدوري العادي في ٢٦ مارسالماضي بالقاهرة، ولكن حالت تداعيات وباء كورونا وقيود وقف السفر دون ذلك.
