رئيس التحرير
عصام كامل

تحويل الفاتورة على الصين

في الوقت الذى يواصل فيه الفيروس التاجى.. ذلك الحقير الخطير الجبار حصد الأرواح، وإصابة مليوني شخص في جميع أرجاء العالم حتى الآن.. تستمر أيضًا أجهزة المخابرات الغربية على وجه أخص فى دراسة الدور الصينى المريب فى نشر هذا الوحش الخفى الذى دوَّخ علماء الفيروسات..

ولا يزال الفيروس يغير هجماته، ويطيح بالحكومات ويهدد عروش الملوك والرؤساء ويهزأ بالكبار ويبدد ثرواتهم.. لماذا الصين تعافت سريعا؟! لماذا للصين أكثر قليلا من ثلاثة آلاف متوفى فقط؟!  لماذا الصين فوق الثمانين ألف إصابة فقط ؟! وموتاها ذلك العدد الضئيل؟! لماذا الصين تستأنف حياتها الطبيعية وإنتاج مصانعها؟! لماذا بكين عاصمة الصين لم يهددها الفيروس؟! ما العلاقة بين منظمة الصحة العالمية والدور الصيني؟!

هذه الأسئلة المنطقية وغيرها كثير سوف يطرح نفسه خلال الأيام القليلة القادمة، فرضت نفسها على إدارات الحكم وأجهزة المعلومات في بريطانيا وفي الولايات المتحدة.. وهي تعيد إلى الأذهان من جديد فرضية هل الفيروس طبيعي أم مخلق، وإذا كان مخلَّقا فما حقيقة الدور الأمريكي أساسا فى تخليقه داخل الأراضي الصينية، فى جامعة ووهان للعلوم والتكنولوجيا؟!

اقرأ أيضا: خناقات عائلية.. عودة إنسان الغابة

ليس سرًّا أن المباحث الفيدرالية الامريكية ألقت القبض على أستاذ الكيمياء والكيمياء الحيوية بجامعة هارفارد تشارلز ليبر، في الثامن والعشرين من يناير الماضي، كما ألقت القبض أيضا على مواطن صيني في مطار بوسطن، عثرت في حقيبته على ٢١ امبولة مواد بيولوجية. كان قد خبأها فى جورب.

معلومات وزارة العدل الأمريكية على موقعها اتهامات؛ إذ إن تشارلز أدلى ببيانات كاذبة وأنه حصل على ١٥مليون دولار من البنتاجون.. وهو متعاقد مع جامعة ووهان الصينية ضمن برنامج الألف موهبة لجذب المتفوقين من الشباب الصيني وتدريبهم وتجنيد الخبرات الأجنبية المميزة، مقابل خمسين ألف دولار شهريا، فضلا عن مصروفات المعيشة للعالم الأمريكي المرموق الذي أسس معمل البيولوجي بجامعة ووهان.

ورغم الصمت داخل الولايات المتحدة.. إلا أن القصة وغموضها ودور الصين فيها دفعت الرئيس السابق لجهاز المخابرات البريطاني للعمليات الخارجية MI6 جون ساورز، إلى اتهام الصين بإخفاء المعلومات عن العالم وتضليله وإذا كان أحد مسئولًا عن الكارثة فهي الصين وليست منظمة الصحة العالمية.

اقرأ أيضا: صورة طبق الأصل.. الوسواس القهرى

والمعروف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صبَّ جامَّ غضبه على المنظمة واعتبرها ضالعة مع الصين في تضليل العالم وإخفاء أمر الفيروس طويلًا؛ مما سمح بانتشاره.. ومن ثمَّ نفَّذ تهديده قبل أيام، وأمر بوقف تمويل المنطمة بأكثر من ٤٠٠مليون دولار..

رئيس المخابرات البريطانية السابق شغل منصبه من عام ٢٠٠٩حتى عام ٢٠١٤، وهو يدعو إلى تحميل المسئولية كاملة على الحكومة الصينية، وكشف عن أن هناك عملية معلوماتية كبيرة لتجميع كل ما يلزم من معلومات أخفتها الصين، وبخاصة الفترة الوجيزة بين أواخر ديسمير ويناير..

اقرأ أيضا: مشروعي الاستثماري الأول (4)

يتجه الغرب إذن إلى تحميل الصين المسئولية السياسية، ومن ثمَّ دفع التعويضات التريليونية لتكسيح الاقتصاد الصيني. وسواء نجح الغرب في ذلك أو لم ينجح، وغالبا لن ينجح، فإن التداعيات السياسية تتلاحق بقوة على البنية السياسية لنظام الحكم في الولايات المتحدة وهى آخذة في التشقق، ولا نقول التصدع، ولا تزال المنازعات الدستورية وتجاذب السلطة بين ترامب الرئيس الفيدرالي وحكام الولايات الخمسين علامات منذرة.. ومخيفة.

فمن الفاعل؟!

الفاعل مجهول.

فمن خلق المجهول؟! 

لم يقم دليلٌ على أنه من خلق بشر حتى الآن رغم قوة الحجج ضد الصين !

الجريدة الرسمية