رئيس التحرير
عصام كامل

أسئلة ما بعد كورونا! (2)

لن تفقد أمريكا بعد أن ينتهى كابوس كورونا مكانتها الدولية، لكنها سوف تفقد الكثير من هيبتها الدولية،  هذا هو ما يمكن إستنتاجه فى المدى المنظور.. فإن التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا سوف تطال الجميع فى العالم، أى ستطال الصين كما ستطال أمريكا، وبالتالى سوف يظل  ترتيب إقتصاد كل منهما بعد وباء كورونا كما كان قبلها..

 

أى سوف تظل أمريكا صاحبة أكبر إقتصاد فى العالم رغم الخسائر التى بدأت تتكبدها بسبب هذه الجائحة.. أيضا ما تملكه أمريكا من أسلحة لن تنقص بعد إنتهاء كابوس كورونا.. كذلك قواعدها العسكرية المنتشرة فى أنحاء عديدة من العالم لن تغلق فجأة.. وكل ذلك سوف يحتفظ لها بمكانتها الدولية ويحفظ لها قدر من التأثير فى أمور العالم. 

 

اقرأ أيضا: لولا الرئيس وتوجيهاته

 

لكن الطريقة والنهج الذى تعاملت به أمريكا مع هذه الجائحة سوف يفقدها الكثير من هيبتها الدولية.. فهى فى البداية تصورت خلال الأيام الأولى لظهور فيروس كورونا أنها يمكنها إستثمار هذا الكارثة لصالحها، وجاهرت بذلك، حينما أعلن وزير الخزانة الأمريكى أن أمريكا يمكنها أن تستفيد من اجتياح هذا الفيروس للصين..

 

وعندما بدأ الفيروس يهاجم حلفاءها الأوربيين سارعت أمريكا بإغلاق مطاراتها فى وجوه الأوربيين وأوقفت حركة الطيران مع أوربا، ولم تقدم أى مساعدات لهؤلاء الحلفاء، بل إنها سارعت للاستحواذ على مصل بدأت شركة ألمانية تجريبه طمعا فى أرباح غزيرة.. 

 

وعندما طال أمريكا الوباء سارعت باتهام الصين أولا بأنها صاحبة هذا الوباء ثم اتهامها بأنها تخفى أسراره.. وهكذا منذ ظهور الوباء الذى وجدت أمريكا نفسها تصارعه تتعامل بطريقة افتقدت للأخلاق، واتسمت بالأنانية الشديدة، وداست خلاله على كل القيم، وخرقت فيه مبادئ التعاون البشرى لمواجهة خطر يهدد الجميع.. وذلك نال كثيرا من هيبة أمريكا عالميا..

 

اقرأ أيضا: ما بعد كورونا

 

خاصة وأن الصين بمجرد أن دانت لها السيطرة على الفيروس أخذت تمد يدها بالدعم للعديد من الدول وفى مقدمتها إيطاليا .. وسيظل الجميع يقارنون بين أمريكا والصين فى هذا الصدد، حتى ولو حملوا الصين مسئولية التأخر فى مواجهة هذا الفيروس.

وعندما تفقد قوة عظمى هيبتها الدولية أو الكثير منها سوف يؤثر ذلك بالطبع مستقبلا على مكانتها العالمية على المدى البعيد.. أما ما فعله ترامب شخصيا خلال هذه الأزمة وتأثيره عليه، فإنه يحتاج لمقال آخر غدا.

     

الجريدة الرسمية