رئيس التحرير
عصام كامل

"هنبلها ونشرب ميتها".. المصريون العاملون بالسعودية من أمام المعامل المركزية: كورونا وقفت حالنا| صور

أمام المعامل المركزية
أمام المعامل المركزية لتحليل كورونا

ظهر اليوم الثلاثاء، اتجهنا إلى مبنى التحاليل والعيادات في مستشفى حميات إمبابة بالقاهرة، مستعلمين عن كيفية ومكان إجراء التحاليل في المستشفى، وفقا لما أكدته وزارة الصحة، ليقابلنا أحد أفراد الأمن هنا بالنفي التام لوجود أية تحاليل لفيروس كورونا في المستشفى، مؤكدا  ضرورة التوجه إلى المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة، وهناك كانت وجهتنا التالية.

 

مساء أمس الاثنين كان "أشرف لبيب" الأربعيني ابن محافظة أسيوط، والذي يعمل بناء لدى إحدى شركات المقاولات السعودية في مدينة الطائف، يتصفح هاتفه المحمول، ويتابع آخر أخبار تأثير فيروس كورونا على حركة السفر من وإلى السعودية، فلم يعد يشغله منذ شهر إلا هذا الأمر، فوجئ بتداول أخبار عن قرار الشركة الوطنية مصر للطيران بتعليق رحلاتها من وإلى مدن السعودية المختلفة جدة ومكة وأبها والطائف وغيرها، "حطيت إيدي على رأسي وقلت يا خسارة الـ ١٠٥٠ جنيه اللي دفعتهم في التحليل أهو الخراب جانا من كل مكان".

 

 

 

الصحة : 59 إصابة بفيروس كورونا حتى الان

وفجر الأحد الماضي، توجه أشرف من قريته بمحافظة أسيوط صوب محطة القطار ليلحق بالقطار الذاهب إلى مصر، بعد أن جاءه قرار من الشركة المسئولة عن سفره بضرورة إجراء تحليل فيروس كورونا في المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة، حتى يتمكن من السفر إلى السعودية "قالوا لي مش هتسافر إلا لما يكون معاك نتيجة التحليل ومتأكدين من أنها سلبية"، في تمام الثامنة صباحا يوم الأحد كان في القاهرة تحديدا في شارع الشيخ ريحان المتفرع من شاعر قصر العيني حيث يقع مقر  المعامل، دفع ألفا وخمسين جنيها وانتظر دوره لأكثر من ست ساعات وسط حشد غفير من المصريين الذين أتوا لإجراء التحاليل حتى يتمكنوا من السفر للعمل أو إلى ذويهم سواء في السعودية أو الكويت أو الإمارات.

 

"خدوا مني عينة من الأنف والفم باستخدام قطعة قطنية طويلة كده وقالوا كده خلاص التحليل خلص وتعالى يوم الثلاثاء استلمه فوجئت امبارح الاثنين بالليل إن السفر أصلا اتأجل، لكن السعودية مدت لنا الإقامة لحد ما الطيران يفتح تاني وحجزنا زي ما هو، وآديني بسبب كورونا وتحاليل كورونا حالي وقف أنا ماليش شغل في مصر من ١٦ سنة وأنا في الطائف وبقيت قاعد على كف عفريت معرفش بكرة فيه إيه".

 

 

لم يكن أشرف وحده الذي ضربت الأقدار بأحلامه عرض الحائط بعد أن وقفت الكورونا حائلا دون استكمالها، فبجانبه يجلس محمود عشريني جاء من محافظة الدقهلية صوب مقر المعامل المركزية للحصول على نتيجة التحاليل، بعد أن أصبح حلمه السفر إلى السعودية للعمل في حرفة النقاشة  لكن جعلته الكورونا وقرارات كل دولة بالتقوقع داخل ذاتها، يقع تحت بند "الحلم المؤجل": "التحليل ساري لمدة ٢٤ ساعة فقط وخلاص الطيران أتوقف لمدة محدش يعلمها يعني أنا هاخد نتيجة التحليل أبلها واشرب ميتها!".

 

 

في الدائرة ذاتها القريبة من شباك الاستعلام عن نتائج تحاليل فيروس كورونا، تقف أسماء ابنة محافظة الشرقية، في أول عهد لها مع إجراءات السفر، "أنا متجوزة من سنتين ومسافرة الدمام لزوجي، دي أول سنة أسافر له من وقت جوازنا، جيت يوم الأحد عملت التحاليل، وطيارتي كانت النهارده الساعة ٣ صباحا لكن عرفت إن الطيران وقف، ومش عارفة أسافر أشوف زوجي ولا يشوف بنته". 

 

 

"سكرين شوت" لمحادثة أجريت بين الزوج ومسئول السفارة السعودية في القاهرة، يخبره برغبته في استقدام الزوجة والابنة إلى السعودية لقضاء فترة الإجازة معه في مكان إقامته وعمله، "قالوا له مسموح السفر فقط لأبناء المواطنات والسعوديين داخل مصر".

 

 

وهذا ما أكده أيضا الدكتور محمد بسيوني مدير مبيعات إحدى شركات الأدوية الأمريكية في مدينة الرياض السعودية، فبينما كان واقفا أمام مقر المعامل ممسكا بورقة بيضاء صغيرة، ممهورة بعبارة هي أبرز ما ظهر في الورقة "نتيجة تحليل فيروس كورونا سلبي" إذن يحق له السفر الآن لمواصلة عمله، لكن الكورونا وإن كانت سلبية فوق الورقة إلا أنها كانت إيجابية في قرارات الدول بمنع السفر تحاشيا لنقل العدوى".

 
 

 

 

 

 

 

 

 

الجريدة الرسمية