رئيس التحرير
عصام كامل

العالم فى خطر

نعم.. العالم فى خطر، من مجهول دقيق غائب حاضر فتاك.. تعيش البشرية مهددة. أفلام الخيال العلمى تتحقق. كان المنتظر ان تهبط كائنات فضائية، تهدد وتبيد وتمتص الطاقة من كوكب الأرض..

 

القصة التقليدية لمعظم أفلام الغزوات الفضائية، لكن فيروسا، من خلق الله، جعل حياة الانسان المتجبر الجاحد عذابا وحيرة وتوترا. حتى الكبار في السياسة والحرب خائفون يرتعدون!

 

بتنا نرى ما لم نكن نراه، والقادم أفظع ومخيف. رأينا لأول مرة مشهدا يحطم القلوب. ويزلزل الكيان.. بيت الله الحرام.. الكعبة.. دورانات الطواف.. فراغ.. فراغ مطلق مؤلم. لا حول ولا قوة الإ بالله!

 

اقرأ ايضا: ..وإعلام التآمر موجود داخليا أيضا !

 

شعور بالحسرات وزفرات مستعبرة.. نعم.. لا يوجد في بيت الله الحرام سوى فرق التعقيم.. لايوجد معتمرون.. لا يوجد زوار. لا من داخل السعودية ولا من خارجها .

 

إيران مهددة تهديدا صريحا فى صحة قياداتها، السياسية والعسكرية وأسواقها خالية والاصابات تتضاعف والموتى يتزايدون ونائبة الرئيس الايراني مصابة. روحاني رئيس ايرانى عقموه وعزلوه خشية الاصابة. ايطاليا زاد عدد المصابين ٥٠٪؜ في ٢٤ ساعة.

 

بابا الفاتيكان اخفوه. تعتيم كامل على اخبار مرضه. انفلونزا موسمية ام كورونا قاتلة؟ لا اخبار ولا معلومات. شفاه الله وعافاه وكل البشر. مباريات كرة القدم تأجلت. الجامعات والمدارس أغلقت. رعب كامل في ايطاليا.

 

اقرأ ايضا: تبا لكم كم تغيرنا

 

رفض الأتراك إرسال فريق طبى لمساعدة الإيرانيين. قالوا لهم نساعدكم عبر سكايب! لا تأتون ولا نأتيكم! ندالة عريقة. الأمريكان عرضوا مساعدة إيران. المفاجأة المريبة إعلان وزير الصحة الأمريكي بحضور رئيسه دونالد ترامب عن توصل العلماء الأمريكيين الى لقاح فعال يتم تطبيقه سريريا، وأنهم توصلوا إليه منذ ثلاثة أيام فقط.

 

نتذكر ان هذا الوزير نفسه كان قبل عشرة أيام تقريبا أعلن ان الموقف خطير لكنه قد يتغير بسرعة، مما ألقى بظلال على مدى نزاهة الولايات المتحدة فى صنع المرض وتوفير علاجه. أما الروس فإنهم يعقمون القيصر بوتين ويتخذون الإجراءات كافة لحماية رئيس يعرف فنون مناوأة الغرب وحماية بلاده.

 

المفارقة فعلا أن عدد المصابين والمتوفين في الصين يتراجع لليوم الثالث على التوالى. أيضا بلغ عدد المتعافين فوق ال ٤٥ الف مصابا، نصف الرقم الاجمالى تماما. يبدو ان الفيروس نقل نشاطه الى إيران، ومنها الى الخليج، اللهم احفظ اخوتنا هناك، وهاجرت سلالات منه الى ايطاليا.

 

اقرأ ايضا: ربوا عيالكم.. عيب عليكم!

 

بريطانيا وفرنسا تلاحقان الفيروس لكنه أسرع من قدراتهما في اللحاق بضحاياه. لأول مرة يشير زعيما دولتين الى احتمال الاستعانة بالجيش لفرض العزل وحماية الشعب. إيران ربما تنزل ١٠٠الف جندى لتطهير وتعقيم البيوت والمنشآت. الجيش البريطاني يمكن ان يقوم بدور مماثل لو تفشى كورونا الماكر.

 

المفارقة الثانية تكمن حقا فى موقف الشعب المصرى، موقفنا من كورونا. فعلى الرغم من أن مصر خالية والحمد لله حتى الآن من الفيروس، بإقرار من منظمة الصحة العالمية وبقسم غليظ من الحكومة المصرية، إلإ أن الشعب مصم على إستدعاء الفيروس ويتبادل الأكاذيب، ويساهم فى الدعاية السوداء المسمومة للاخوان والعملاء.

 

اقرأ ايضا: مشروعي الاستثماري الأول (3)

 

عجيبة حقا هذه الموجات من السخرية والتهكم وترويج الشائعات، لم تسلم منها وزيرة الصحة هالة زايد رغم مهمتها الإنتحارية فى بلاد الفيروس الصين. بفضل هذا الموقف اللاعقلانى صمد الدولار امام الجنيه وإرتفع.. وكان من قبل يتراجع والجنيه يتقدم. ترويج أكاذيب الإخوان يعنى ضرب السياحة والعمل والمدارس والمصانع وكساد الاسواق. يعنى لا دولارات. يعنى عودة الى السعر المتوحش القديم. الدولار بعشرين جنيها .

 

العالم فى خطر، ونحن كذلك. الفيروس الطبيعى يضرب.. والفيروس المصرى المصطنع.. يتبادله المصريون على سبيل التخويف والنكات معا . ووسط هذا الرعب في بلدان العالم تتفسخ علاقات أسرية وعلاقات عاطفية وبات الجميع يخشى العدوى.. من أنفاس أو رذاذ الآخر. حتى السلام والقبلات.. مصادر حية للموت!

اللهم إعف وإرحم .

 

الجريدة الرسمية