رئيس التحرير
عصام كامل

كيف كان النبي يؤدي عمله.. المفتي الأسبق يجيب

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق أن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وصفت عمل سيدنا النبي ﷺ فتقول: «كان عمله ديمة» أي دائمًا ،كان لا يترك صغيرةً ولا كبيرةً ابتدأها ؛ لأنه ﷺ كان يُحب الزيادة في طريق الله لا النقصان والعياذ بالله، وكان يقوم الليل فلما سألته ألم يغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: «أفلا أكون عبدًا شكورا» ، وينصح عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه «لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل وتركه».  

وأضاف المفتي السابق، أمرنا بالديمومة في العمل، وقال ﷺ: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل»، فليست العبرة بكثرة الأعمال سواءٌ ما نُعمِّر به آخرتنا، أو نُعمِّر به دنيانا، بل الأصل في ذلك الدوام، وإن قل؛ فإن ذلك حبيبٌ إلى رب العالمين سبحانه وتعالى؛ فحتى تكون في نظره سبحانه وتعالى يجب عليك أن تُديم العمل و علمنا رسول الله ﷺ وهو يبني فينا الجدية والإتقان؛ فقال ﷺ: «إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملًا أن يتقنه» ولذلك فلابد علينا أن نتقن أعمالنا، وعلمنا رسول الله ﷺ أن نعمل في روح الفريق، ولذلك أمر بالجماعة، وأمر أن نلين في أيدي إخواننا سواءٌ أكان في الصلاة، أو في المجتمع، أو في العمل، أو في أي جماعةٍ كانت، وقال ﷺ كلمةً عجيبةً لمن تدبرها وتأملها، ولمن أراد أن يترجمها إلى برنامج عمل «الدين النصيحة» قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم» فأمرك أن تقبل النصيحة، وأمرك أن تستمع إليها، وأمرك أن تتكلم بها، ولا تتكلم بها إلا عن علم وعن إخلاص لأن هناك فارقًا بين النصيحة والفضيحة.

 

المفتي السابق يبين الفوائد العظيمة للدعاء

وأردف: إذا أردت أن تفضح أخاك قال لك: «أترى القذاة في عين أخيك وتدع جذع النخلة في عينك» وقال: «ابدأ بنفسك ثم بمن تعول»، أما إذا أردت نصيحةً خالصةً لوجه الله مبنية على الحق فإن هذا هو روح الفريق والجماعة التي أمر بها رسول الله ﷺ حتى تكون جادًا في حياتك تعبد الله {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، وتُعمِّر الأرض {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} أي طلب منكم عمارها، وتُزكِّي النفس حتى تتخلق بأخلاق رسول الله ﷺ الذي كان يقول: «يا عائشة إن الرفق ما دخل في شيءٍ إلا زانه، وما نُزع من شيءٍ إلا شانه».

الجريدة الرسمية