رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى رحيل أشهر عانس في السينما المصرية

زينات صدقي
زينات صدقي

من مواليد حى الجمرك بالإسكندرية عام 1913، أطلق عليها اسم بنت بحرى، اسمها الحقيقى زينب محمد سعد، واختار لها نجيب الريحانى اسم زينات وأضيف إليه اسم صدقى مقتبسا من اسم أقرب صديقاتها إليها خيرية صدقى.

ورفض والدها استكمال تعليمها منتظرا العريس المناسب، وبالفعل تم زواجها وهى فى الخامسة عشر من عمرها، لكن تم الطلاق بعد أقل من عام، ثم تزوجت من موسيقى ناشئ اسمه إبراهيم فوزى وتم الطلاق أيضا.

بدأت الفنانة الكوميدية خفيفة الظل التى اشتهرت بأشهر أدوار العانس والخادمة زينات صدقى حياتها الفنية مبكرا بالغناء فى إحياء بعض الأفراح مما أغضب أسرتها، فسافرت إلى الشام بصحبة والدتها وصديقتها وعملت مونولوجست فى إحدى الصالات هناك.

وكما يحكي الصحفى أشرف غريب فى كتابه "العصر الذهبى للكوميديا" أن زينات التقت بديعة مصابنى للعمل بفرقتها كمطربة لكن بعد سماع بديعة لصوتها قررت تعيينها راقصة فى مجاميع الفرقة.

وتعرفت على نجيب الريحانى عن طريق سليمان نجيب ثم انتقلت بعد ذلك إلى فرقته واعتبرته أستاذها الأول.

وكما كتب حسن إمام عمر فى مجلة الاستديو عام 1948: كانت أول أدوارها مع الريحانى دور خادمة دلوعة فى مسرحية "الجنيه المصرى" التى عرضت لأول مرة عام 1931، ثم ابتدع لها بديع خيرى دور العانس الذى استمرت تؤديه فى المسرح وانتقلت به إلى السينما حين شاركت له فى أول أفلامها السينمائية وهو فيلم "الاتهام" فى مارس 1934.

واستعانت بها فرقة يوسف وهبى وفاطمة رشدى، وفى الخمسينات شكلت ثنائيا ناجحا سينمائيا مع الكوميديان إسماعيل يس واشتهرت بافيه "كتاكيتو بنى" فى معظم أعمالها، ثم انضمت عام 1960 إلى فرقة "ساعة لقلبك" بالإذاعة ولم تستمر طويلا لتتجاهلها بعد ذلك الفرق المسرحية فتدهورت أحوالها.

وكتب الصحفى جليل البندارى فى جريدة الأخبار عام 1966 يقول: “لم أصدق أن فنانة عظيمة من تلميذات الريحانى يحدث لها ذلك خاصة وأنها أخف الممثلات دما حتى أنها باعت عفش بيتها قطعة قطعة من أجل الطعام وإذا كان لا يوجد مخرج واحد فى التليفزيون يعرف قيمة هذه الفنانة التى أضحكت الملايين ولا تجد من يمسح دموعها الآن فى مأساتها .. فماذا تفعل غيرها من أصحاب المواهب غير المعروفين فى ظل خلو برامج التليفزيون من الضحك؟!”.

 

ورغم مناشدات الصحافة مساعدة الفنانة الكوميدية زينات صدقى إلا أنه استمر تجاهلها إلا من أدوار سينمائية بسيطة خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة من عمرها، وفى عام 1976 كرمها الرئيس السادات فى عيد الفن بمنحها معاشا استثنائيا. 

23 عاما على رحيل الفنان محمد عوض

وعلقت زينات على هذا التكريم فقالت: “ياريت أهلى وعائلتى الذين تبرأوا منى بسبب عملى فى الفن وامتهان التمثيل أن يشاهدوا لحظة تكريم الرئيس لى حتى يعرفوا أنهم أخطأوا فى حقي”، واشتد عليها المرض حتى رحلت فى 2 مارس 1978.

الجريدة الرسمية