رئيس التحرير
عصام كامل

غضب برلماني بسبب العبارات الخارجة في قصص الأطفال.. ورئيس دار المعارف: صادرنا كتاب "شلحني من فضلك"

مجلس النواب
مجلس النواب

شهد اجتماع لجنة الثقافة والآثار والإعلام بمجلس النواب برئاسة محمد شعبان وكيل اللجنة ، مناقشات واسعة اليوم، حول تداول قصص للأطفال تحتوى على عبارات وإيحاءات جنسية ومحتوى يدفع إلى العنف في المكتبات وأسواق بيع الكتب.

 

وجاء ذلك على خلفية طلب الإحاطة المقدم من النائبة داليا يوسف، وحضور ممثلين عن المجلس الأعلى للإعلام ورئيس جهاز حماية المستهلك ورئيس دار المعارف.

 

وكشفت النائبة داليا يوسف عن شرائها لعدد من قصص الأطفال من دار المعارف بفاتورة شرائية، وهو ما استبعده في البداية سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين - رئيس مجلس إدارة دار المعارف المصرية، قائلا "القصص دى مش بتاعتنا" وذلك بعد أن تصفح محتوى القصص فعاودت "يوسف" كلامها لتؤكد أن هذه القصص تم شراؤها من مكتبة دار المعارف وهى متداولة أمام الجميع.

 

وأمام اعتراضات النواب اضطر رئيس مجلس إدارة دار المعارف إلى توجيه سؤال لرئيس اللجنة البرلمانية: “إيه المطلوب منى عشان أرد .. مش جايز تكون الفاتورة فعلا من عندنا ولكن الكتب تم شراؤها من مكان آخر”، وهو ما أغضب جميع أعضاء اللجنة البرلمانية، ودفعت مقدمة طلب الإحاطة إلى الاعتراض مؤكدة أن ممثل دار المعارف يتهمها بالكذب “وهذا عيب كبير”.

 

اقرأ أيضا: 

البرلمان يعلن خلو مقعد النائب الراحل على الكيال بالمنيا

 

وقالت النائبة جليلة عثمان عضو اللجنة :”لما تكون مسئول عن تشويه جيل بالكامل ،فيجب عليك إذا ثبت تورطك تقديم استقالتك” .

 

وحاول سعيد عبده رئيس دار المعارف الدفاع عن نفسه قائلا :”هناك لجنة برئاسة يعقوب الشارونى تقوم بمراجعة محتوى القصص قبل نشرها وحرصنا خلال معرض الكتاب على مراجعة كامل المحتوى ،وتم إبلاغ جهاز المصنفات الفنية بوجود بعض الكتب المخلة والتي تتعارض مع قيم المجتمع مثل كتاب (شلحنى من فضلك) وهو ما تم ضبطه ومصادرته”.

 

من جانبه أكد عصام فرج أمين عام المجلس الأعلى للإعلام، مسئولية المجلس في الرقابة على كتب الأطفال المطبوعة والمنشورة في مصر.

 

وأوضح عدم وجود نص في اللائحة التنفيذية يمنح المجلس سلطة الرقابة على المطبوعات المطبوعة في مصر.

 

وأشار إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات ألغى الرقابة السابقة على المطبوعات التي تطبع في مصر، وبموجب القانون يتولى المجلس الرقابة على المطبوعات الواردة من الخارج فقط. 

 

وأشار إلى وجود لجان تابعة للمجلس في المنافذ والمطارات تمنع المطبوعات التي تتضمن المواد الإباحية أو التي تتعرض للأديان أو التي تحض عل التمييز أو العنف والكراهية، مستندا إلى نص قانون المجلس الأعلى للإعلام الذي منحه اختصاص الموافقة على المطبوعات الأجنبية التي ترد من الخارج قبل توزيعها في جمهورية مصر العربية. 

 

وقال فرج: "يوجد جيش يتولى قراءة الصحف والمطبوعات الواردة والتدقيق فيها"، لافتا إلى إحالة المواد التي تنطوي على أمور تتعلق بالأمن القومي أو الأمور الدينية للجهات المختصة، وقال "كل كتب الشيعة يتم مواجهتها". 

 

وأضاف فرج : "المطارات كلها في مندوبين ومسئوليتي ضبط ما يأتي من الخارج"، وتابع "في مصر لا توجد رقابة السادات ألغى الرقابة على الصحف والكتب قبل النشر، أي شخص ممكن يعمل كتاب للفلسفة أو الطفل".

 

وقال فرج إن: "المشكلة أكبر من الاستيراد في فترة كان فيها فوضى في مصر"، مشيرا إلى الفترة التي تلت ثورة 25 يناير، وأضاف: "وجود هذه المطبوعات في سور الأزبكية لا يعني أنها دخلت اليوم". 

 

وأمام اعتراض عدد من النواب على حديث فرج وعدم وجود ضوابط للنشر قال إن الأمر يحتاج لتحريك دعوى وشكوى للنيابة حتى تتحرك المصنفات الفنية التي تمارس هذا الدور وتصادر المطبوعات بأمر من النيابة". 

 

فيما قالت النائبة جليلة عثمان عضو لجنة الإعلام إن المادة الرابعة من قانون المجلس الأعلى للإعلام تنص على سلطة المجلس في منع تداول المطبوعات التي تتضمن مواد إباحية أو تتعرض للأديان أو تحض على العنف أو العنصرية أو الكراهية، مضيفة "اختصاص المجلس بموجب القانون يمنع التداول".

 

فيما نفى فرج وجود نص في اللائحة التنفيذية للمجلس الأعلى للإعلام ينظم هذه المادة، ويوضح كيفية ممارسة المجلس لهذه السلطة. 

 

أكد النائب نضال السعيد وكيل لجنة الثقافة والإعلام ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة في هذا الملف، ولاسيما أنه في ظل معرفة الجمهور بوجود هذه القصص قد يؤدى إلى زيادة الطلب عليها ،من باب الفضول 

 

ويأتي ذلك في الوقت الذى أكد فيه اللواء راضي عبد المعطى رئيس جهاز حماية المستهلك استمرار محاولات استهداف مصر وذلك من خلال تشوية النشء والشباب ونشر ثقافات مختلفة عن مجتمعنا المصري واخلاقه . 

 

وقال "عبد المعطى "هذا الموضوع لا يعد اختصاص أصيل لجهاز حماية المستهلك، ولكن الدافع الوطني دفعني إلى تشكيل ضبطيه قامت بمراجعة الأسواق بموجب نص المادة "13 "من قانون حماية وتبين بالفعل تواجد هذه القصص في العديد من المكتبات وسور الأزبكية .

واستطرد قائلا: لاحظت تهرب كثير من المسئولين في الرد على هذا الملف منذ مناقشته في البرلمان، وبالتالي كان لا بد من التصدي له، ولكن في النهاية لسنا جهة مسئولة عن مراجعة الأعمال الفنية . 

 

وشدد "عبد المعطى "على ضرورة تحرك المجلس الأعلى للإعلام لمواجهة هذه الظاهرة وإبلاغنا لنقوم بحملات ضبطية على الأسواق. 

 

من جهته شدد النائب جلال عوارة، عضو لجنة الثقافة والإعلام والأثار على مسئولية المجلس الأعلى للإعلام وسلطته في مراقبة الكتب المتداولة بموجب المادة الرابعة من قانون تنظيم المجلس الأعلى للإعلام، وطالب المجلس بتقديم تقرير إنجازات عن تطبيق المادة الرابعة من هذا القانون وقال "أريد تقرير يوضح كم مرة نزلت في حملات وعدد الكتب التي صادرها".

 

وبشأن تدخل جهاز حماية المستهلك قال عوارة: “ليس عندك قسم أدب تفعل ذلك بدوافع وطنية"، وأضاف "اختلفنا في رواية عزازيل وهناك قلق من توهان المسئولية فيجب أن تكون محددة".

 

وأضاف :" المسألة لا تحتاج لف ودوران نتحدث عن التداول يعز على شكر اللواء وهو مسئول عن جهة تابعة لوزارة التموين يتدخل في شأن الثقافة، بتاع أرز وبتاع زيت يدخل في شأن الثقافة، لذا أتمسك بحقي في تقرير إنجازات للمجلس الأعلى للإعلام بشأن المادة الرابعة". 

 

وكانت النائبة داليا يوسف قد أشارت في بداية الاجتماع إلى وجود قصص تمجد القوة وأخرى إباحية وأخرى تحرض على العنف، ولفتت إلى قصة "خاتم السلطان" إحدى قصص سلسلة المكتبة الخضراء التي تصدر عن دار المعارف موضحة أنها احتوت على أجزاء تتضمن عنف، ومنها جزء من الأحداث عن قطع رقبة السائق.

 

واستشهدت أيضا بقصة "الرفيق المجهول" من سلسلة المكتبة الخضراء التي تتضمن جزء منها نص يتحدث عن إخراج ميت وإلقائه على الأرض للكلاب.

 

وأوضحت في طلب الإحاطة أيضا وجود نصوص غير مناسبة للأطفال في سلسلة سمير، مستشهدة بقصة تشجع الأطفال على العنف وعدم الرحمة والرفق بالحيوان، تدور أحداثها حول رجل عذب نمر ليثبت أنه أقوى من النمر. 

 

ومن بين القصص المتداولة التي أشارت لها يوسف في طلب الإحاطة قصة "الشيخ والموت" لسعيد جودة السحار، عن الموت الذي ينادي الشيخ وقالت "لا أعتقد أنها مناسبة لأطفال". 

 

فيما أوضحت داليا يوسف، وجود نصوص وعبارات إباحية صريحة في قصة هل الأولاد يعلمون لسعيد جودة السحار. 

 

وعلق وكيل اللجنة النائب محمد شعبان قائلا "وارد ألا تكون من تأليفه" مشيرا إلى أزمة تزوير الكتب والأغلفة. 

 

وقالت داليا يوسف:” لموضوع شامل، داعش تسخر الأطفال من خلال الألعاب التي تطرحها"، وأضافت " نحن نستهدف التصدي للأفكار المتطرفة وكتاب المختار الثقفي الصادر عن دار في بيروت يشجع على العنف"، وعرضت لصور من الكتاب بها شخص يحمل رأس اثنين بعد قتلهما. 

 

وتساءلت داليا يوسف "أين الرقابة؟ أين أدب الأطفال؟ كيف يمكن التعامل مع الإنترنت؟ هل نحتاج لقانون لحماية أطفالنا؟"، وأضافت "الدولة لابد أن تمارس رقابة بطريقة أشد، هدفنا حماية أطفالنا".

الجريدة الرسمية