رئيس التحرير
عصام كامل

كورونا ودعم الصناعة.. وأسبوع الرحيل

أكتب عن ماذا؟ أجد نفسى فى حيرة من كثرة الأحداث التى تتدافع حولنا، بدءا من تهديدات كورونا الوهمية، التى عجزنا عن فهم ما يحدث فيها وما إذا كانت حربا بيولوجية من أمريكا تجاه المارد الصينى، أم خدعة صينية بعد شراء معظم الأسهم فى السوق الأوروبية ومحاولة إخفاء المقلب الذى شربه الأوروبيون..

 

والحقيقة بالرغم من حالة الهلع التى حاول البعض خلقها فى العالم إلا أن البعض نسى أو تناسى ان وباء سارس كانت نسبة الوفاة 10% فى حين كورونا الجديد من 2 -3% فقط، ولكن مؤكد هناك أسباب غير معلنة أو خفية لا نعرفها حتى الآن، وإن كان البعض ذكر العالم بالفيلم السينمائى الأمريكى الذى قدمته هوليوود فى التسعينيات وهو بالضبط ما يحدث الآن..

 

وأذكر رأى أحد الخبراء فى كورونا قال: هذا الفيروس موجود فى كل الدنيا هو فيروس الإنفلونزا العادية ولكن عائلة كورونا فيها الطيب والشرير، الفيروس الموجود طيب ومؤدب أما الموجود فى الصين فشرير وغير مؤدب! وأضاف مبتسما: دائما كل عائلة فيها المؤدب وقليل الأدب! حدث هذا على قناة النيل الدولية!

 

اقرأ ايضا : نداء السيسى.. وصمت رجال الأعمال

 

*من الموضوعات الجديرة بالاهتمام، قرار دعم المصانع المغلقة قيل بمبلغ مائة مليار جنيه ثم قيل بمائة وثمانين مليار جنيه، هذه المصانع يصل عددها إلى 5300 مصنع، أى ثروة وتشغيلها يمكن أن يحدث ثورة صناعية، وتشغيل الشباب، ورفع مستوى المجتمع، إلا أن مبادرة الرئيس السيسى المبدعة لم تجد العقلية أو الإدارة التى تنتفض من أجل تحقيقيها على أرض الواقع..

 

هذه المليارات ليست بالضرورة تتوقف على المال، لأنه ممكن أن يكون منها ما يتم دفعه للمصانع من خلال عناصر أخرى قد تتوفر فى مصانع الدولة، أو عن طريق الاستيراد عن طريق الدولة، لابد من خلق مناخ إيجابى لإعادة هذه المصانع للعمل، من مظاهر المناخ الإيجابى هو فرص العمل الجديدة التى يمكن أن تتوفر للشباب، ويجب الإعلان عنها..

 

أيضا لابد من الإعلان عن دورات لرفع مستوى العاملين السابقين الذين ابتعدوا عن العمل سنوات، يجب أن يحدث تنسيق بين هذه المصانع وغيرها لمواجهة المنتج المستورد، والتنسيق لا يلغى المنافسة من أجل الارتقاء بمستوى المنتج من أجل المواطن والوطن.

 

اقرأ أيضا : غزل المحلة من انفتاح "السادات" الى خصخصة "مبارك"

 

*وسط القضايا الكبرى، رحل فى ثمانية وأربعين ساعة الفنانة الكبيرة نادية لطفى والشاعر الكبير جلال عابدين، وكلاهما فى سن الثالثة والثمانين، وطبيعى ان يحزن الملايين على النجمة النموذج نادية لطفى، فلم تكن مجرد ممثلة تؤدى اداورا ثم تمضى، بل إنها نموذج للفنان المرتبط بتراب وطنه والمنتمى إلى قضاياه العربية، وعلى المستوى الشخصى كانت الأقرب إلى قلبى منذ الستينيات..

 

فهى تمثل لى الوجه المصرى وصاحبة الروح والصوت القادم من القلب، وربما لا أضيف جديدا، ولكن إذا كان الكثير يتحدث دورها الاشهر مع العندليب عبدالحليم حافظ فى فيلم "الخطايا" الا أننى لا أستطيع نسيان عبقريتها فى فيلم "قاع المدينة"، ولا أنسى دعمها للقضية العربية الفلسطينية وسفرها إلى بيروت لزيارة الفدائيين الفلسطينين فى مواجهة العدو الصهيونى والمؤامرة العربية لتصفية القضية فى بداية الثمانينيات.

 رحم الله النجمة الإنسانة نادية لطفى التى تستحق الكثير والكثير فهى آخر عنقود نجمات نادرا أن يجود الزمان بمثلهن، سعاد حسنى، سناء جميل، فاتن حمامة، هند رستم..إلخ .

 

الحقيقة لم أكن أقصد الكتابة عن النجمة نادية لطفى لأن الملايين كتبوا وسيكتبون عنها، ولكن من سيكتب عن الشاعر الكبير جلال عابدين وهو النموذج الذى ظل يعطى لمصر حتى أيام من رحيله، ياترى كم قلم سيتذكره أو كم تلميذا يتذكره إلا بكلمات مبعثرة ربما غير صادقة على صفحات التواصل الاجتماعى؟

 

أعرفه منذ ربع قرن تقريبا،عندما بدأت أتابع نشاطا غير عادى ومنتظم فى مركز النقد والإبداع بمتحف أحمد شوقى، لاحظت انتظام غير عادى لجماعة أطلق عليها فضفضة، وهى  تهتم بالشعر والشعراء، وعندما سألت ماهية هذه الجماعة، عرفت أن الشاعر جلال عابدين أسسها من أجل الشعر والاهتمام بالشعراء خاصة القادمين من أقاليم مصر، وربما لاول مرة أقول إننى رشحته فى ذلك الوقت ليكون مسئولا عن النشاط الثقافى بمركز النقد والإبداع خاصة أن النشاط فى ذلك فى الموقع ارتبك بل تلاشى منذ رحلت عنه النابهة منى غويبة مفضلة العمل الخاص ..

 

اقرأ أيضا: تخاريف شاب فى الستين!

 

وحتى الآن ضاعت معالم طريق هذا المركز المهم أو الذى يجب ان يكون مهما فى حياتنا الثقافية، واستمر الشاعر الكبير فى عطائه واحتضان الشباب والكبار فى أمسياته الأسبوعية على مدى سنوات وبدون انقطاع، حتى عندما تآمر عليه الموظفون فى قطاع الفنون، سخرنى الله لخلق نافذة لجماعة فضفضة من خلال سينما الحضارة بالأوبرا يقدم نشاطه من خلالها..

 

وعندما فقد زوجته شريكة عمره منذ شهور شعر بأن الدنيا ضاقت عليه، وأعتقد أن تراجع حالته النفسية من أسباب هجوم المرض عليه حتى سلم روحه لبارئها، رحم الله الأستاذ الإنسان الشاعر الكبير جلال عابدين.

 

*وكأن القدر أراد إلا ينتهى الأسبوع حتى رحل الكاتب المسرحى الكبير لينين الرملى، وهو الكاتب العبقرى الذى أرى أنه صاحب الفضل الكبير على تألق النجم محمد صبحى، فقدم له: انتهى الدرس ياغبى، تخاريف، وجهة نظر، الهمجى، وقدم أيضا أهلا يابكوات، سك على بناتك، اعقل يادكتور، عفريت لكل مواطن،...إلخ وقدم للسينما بخيت وعديلة، العميل 13...إلخ، غير الأعمال التليفزيونية العديدة..

 

عاش بعيدا عن الأضواء برغم نجومية أعماله ونجاحها جماهيريا وفنيا، وحتى عندما مرض ودخل المستشفى لم يعرف أحد وكطبيعة الإعلام  تجاهل السؤال والاهتمام بأخباره سواء معافى أو مريضا، رحم الله النجم الكبير لينين الرملى وأدخله فسيح جناته.

وتحيا مصر بحفاظها بتراث مبدعيها

تحيا مصر.. تحيا مصر.

الجريدة الرسمية