رئيس التحرير
عصام كامل

حملة "تمرد" رسالة بسيطة ضد استبداد جماعة الإخوان


تبدو حركة تمرد أحد مظاهر الضيق والتبرم المتصاعدة ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين وممثلهم في مقعد الرئاسة الدكتور محمد مرسي بعد هذا الفشل الذريع على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية. 


وإيصال البلد إلى حافة الحرب الأهلية والصراع الدموي بسبب محاولات الإخوان الاستفراد بالسلطة وضرب كل المبادئ القانونية والدستورية وهدم كل مؤسسات الدولة. 
وجاءت هذا الحملة العبقرية بسبب رفض قطاعات كثيرة من المصريين وخاصة ممن الذين شاركوا في احتجاجات ثورة يناير لما تقوم به جماعة الإخوان من انفراد بالسلطة وإقصاء لكل القوى السياسية الأخرى. 
ليس هذا وفقط فالإخوان يسعون إلى هدم كل مؤسسات الدولة ـ التشريعية والقضائية والعسكرية ـ التي بنتها مصر عبر كل السنين ونتيجة لنضالها السياسي واستبدالها بمؤسسات وأشخاص تدين بولائها للإخوان ويتضح ذلك في محاولات السيطرة على الإعلام والجيش والقضاء والشرطة .. ومؤسسة القضاء الذي بنى استقلاله عبر عشرات السنين بعد إلغاء المحاكم المختلطة.. وشيد قضاء وطنيا يفرض احترامه على كل المواطنين في مصر سواء مصريين أم أجانب. 
أزمة الإخوان أنهم يسعون لخلق الدكتاتور البديل لاستبداد نظام مبارك مما يمكن وصفه بالدكتاتور الأب الذي يفرض كلمته على الجميع من خلال جماعته وقبيلته. 
إذن حملة تمرد جاءت من قلب حركة كفاية وشباب الثورة الذي رأى أصدقاءه يستشهدون ويسجنون ويعذبون من نظام وجماعة مرسي وشرطته الملاكي، وذلك بمبادرة مجموعة متميزة من شبابها بعدما بدا أن الحركة وهنت كثيرا.. كما أسهمت الحملة في ضخ الدم داخل الأحزاب المدنية من خلال تنشيط وتفعيل دور تلك الأحزاب بفتح مقراتها وأبوابها لاستضافة الحملة وموقعيها. 
حملة تمرد لا تطلب سوى فعل بسيط ولكن تأثيره عال ورسالته واضحة للحاكمين وهو توقيع المصريين على بيانها بالتواصل مع ملايين المصريين الرافضين لاستبداد جماعة الإخوان ومرسي الذي أثبت فشله يوما بعد يوم. 
وذلك من خلال أداة بسيطة وهي التوقيع على استمارة بسحب الثقة وهو إجراء ديمقراطي مائة بالمائة.. حيث يؤكد الدستور على أن السيادة للشعب، وطلب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة إجراء ديمقراطي وقانوني خاصة في ظل ما تقوم به الجماعة من ضرب كل المبادئ الديمقراطية عرض الحائط وأولها الفصل بين السلطات وهدم مؤسسات الدولة المصرية التي يمكن أن تقف في وجه مشروعها السياسي من خلال شعارات فارغة المضمون مثل التطهير، رغبة في إعطاء الجماعة كارت على بياض لتقوم بما تريده. 
إذن حملة تمرد جاءت للرد على مخطط التمكين الذي تتبناه الجماعة بشكل واضح، وجاءت لتؤكد على أنه لا فارق بين نظام مبارك ونظام مرسي فكلاهما مستبد. 
والحملة امتداد للحركات الشبابية المعارضة لحكم الإخوان وأصبحت فعاليات الحملة تمارس بشكل عفوي في كل المحافظات، فما عليك سوى طباعة استمارتها الموجودة على الإنترنت أو استعارة استمارة من صديق ما وتصويرها وتوزيعها على أصدقائك ثم جمعها موقعة مرة أخرى، وستجد أعضاء الحملة موجودين في كل مكان "إشارات المرور، ومحطات المترو والميادين الرئيسية والأحياء المختلفة" في كل المحافظات. 
وهي تتلافى أي ملاحظات تخص أفعالا يراها البعض غير سلمية مثل قطع الطرق واستخدام المولوتوف. 
حملة تمرد استمدت نماذج من التاريخ السياسي للشعب المصري بداية بالتوكيلات التي وقعها المصريون تأييدا للوفد المصري وسعد زغلول ورفاقه ضد الإنجليز.. ثم مطالب الجمعية الوطنية للتغيير بقيادة البرادعي في ظل النظام السابق والتي مهدت للثورة.
عبقرية الحملة التي أدت لا نتشارها مثل النار في الهشيم هو بساطتها ووضوحها وإمكانية مشاركة الآلاف فيها من الشباب الذي يتملكه إحساس بضياع وسرقة الثورة التي كان وقودها الأساسي.. حيث وصلت التوقيعات إلى ما يزيد على سبعة ملايين توقيع. 
وتستخدم الحملة أحد أأأأشكال النضال السلمي البسيط ضمن أشكال أخرى لحث المصريين على الاحتجاج السلمي ضد سلطة الإخوان وتحترم القضاء باعتبار أن تلك التوقيعات ستكون تحت عين المحكمة الدستورية العليا الذين يسعون لهدمها. 
ويسعى البعض إلى بلورة الموقعين في تنظيم كبير يجمع كل الغاضبين والرافضين لاستبداد مرسي والإخوان. 

الجريدة الرسمية