رئيس التحرير
عصام كامل

مرسي يعترف: بعد أن نظرت لنفسي في المرآة وقعت استمارة «تمرد»!

فيتو

فجأة ودون مقدمات وجدتنى محاطًا بثلاث دبابات بشرية، تستوقفونى أمام باب شقتى ويطلب من فيها منى التحرك معهم بدون شوشرة، فالرئيس مرسى يريدنى حالًا.. أكثر من سؤال طرحته على المحيطين بى ولم أجد منهم أي رد سوى: اتفضل اركب العربية.. اتفضل انزل.. ثم اتفضل ادخل.. وصولا إلى اتفضل سعادة الرئيس جاهز لاستقبالك..دخلت للرئيس وسلمت عليه..

فقال: اتفضل اقعد ياعمنا !
قلت: هي أسطوانة اتفضل دى مش هتنتهى ولا إيه.. خاطفنى كده ليه ياريس.. على فكرة أنا تحركاتى مرصودة والشباب في درب الفشارين عارفين حاليا أنا فين.. أنت مش خاطف فرخة.. دا أنا أبوطقة كبير "فشارين" مصر والشرق الأوسط مش أي حد !
ضاحكا قال: طبعا ياعمنا كل دا مفهوم.. وثانيا مين قال إن احنا خاطفينك  -لا سمح الله - دا أنت عمنا كلنا يا كبير وإحنا عايزين نستفيد من خبراتك..بس هما العيال بتوع الحراسات الخاصة ليهم حركات كده في تنفيذ الأوامر تحسسك أنك بتتخطف.. معلش حقك علينا ياكبير !
قلت: طب هات من الآخر ياعم مرسى وقول جايبنى هنا ليه؟!
قال: أبدا علشان نتغدى سوا.. أصل أنا عازمك على كباب النهاردة !
قلت: جديدة دى ياعم مرسى.. بقى بتخطفنى علشان تغدينى.. ياعم هات من الآخر وقول المصلحة إيه.. دا احنا دفنينو سوا !
قال: شوف ياسيدى ولا سيدك إلا أنا.. احنا كلنا عارفين أنت خدمتنا قد ايه ، لغاية ما وصلنا للحكم ، ولن ينسى مكتب الإرشاد مجهودات درب الفشارين في الدعاية لنا سواء في انتخابات مجلسى الشعب والشورى أو انتخابات الرئاسة ! قلت: لخص ياريس..أنا عارف كل ده وعارف أنكم أكلتم علينا الحلاوة اللى كنا متفقين عليها.. لكن عادى.. أنا خلاص ابصم بالعشرة أن الإخوان يأكلون مال النبى.. ياللا بقى ادخل في أم الموضوع ياريس !
قال: أنا عارف أن الشاطر كان مقصر معاكم وأكل عليكم الاتفاق..بس اوعدك أن المرة دى هتاخد كل اللى هنتفق عليه.. أنا كلمتى واحدة ، ولن أفعل معك ما يفعله الشاطر والمرشد !
قلت: طب إيه هو الموضوع ياريس..أنا مش حمل المتاهات اللى بتعملها في خطاباتك دى والناس مابتفهمش حاجة.. أنا لازم افهم علشان أنفذ اللى أنت عايزه !
قال: خلاص ماشى.. كلامك صح ياعمنا.. أنا بقى عايز اسألك الأول سؤال.. هو أنت مضيت على استمارة تمرد ؟! قلت: طبعا مضيت.. دا أنا بعد الحوار اللى داير بينا لو وجدت أمامى مليون استمارة تمرد سوف امضى عليها وابصم بالعشرة !
قال: خلاص ياعم أبو طقة أنا فاهم.. أنا نفسى وقعت على الاستمارة لأنهم قدموها لى أثناء وقوفى أمام مرآة القصر.. وبمجرد أن نظرت لنفسى وقعت على الاستمارة..حتى أن الشاب الذي قدمها لى أخذ يضرب كفا بكف ولم يصدق تصرفى هذا..فهو فقط كان يعرضها بعد أن طلبت رؤيتها للاطلاع على بنودها!
قلت: طب إيه الموضوع بقى ياريس أنا تعبت !
قال: أنت ليه خلقك ضيق كده ياعم أبوطقة.. خليك صبور وكل حاجة هاتيجى بالصبر والحب !
قاطعته قائلا:أيوه أيوه بالحب والأحضان والذي منه.. وحياة أبوك لا تدخلنى في هذه المنطقة التي لن تنتهى.. هات من الآخر ابوس ايدك ياريس ،  قل لى أنت جايبنى هنا ليه ؟! ضاحكا قال: طب وأنت مستعجل وزعلان كده ليه.. دا أنت قاعد مع الريس.. اعتبر نفسك بتتونس ياسيدى !
قلت: طب واعتبر نفسى ليه.. مش كفاية خليتوا الشعب يتخيل أنه شبعان ويتخيل أنه عنده كهرباء ، ويتخيل أنه مافيش أزمة بنزين ويتخيل أنه بيشرب مياه نظيفة ، وأخيرا الشعب بيتخيل أن سد النهضة لن يتم بناؤه.. عايزنى اتخيل أنا كمان ليه ياريس وسايب ناس قلقانة هناك في درب الفشارين ممكن لو اتأخرت يعملوا أي حاجة تزعلك..وفى النهاية نرجع ونقول إن الناس بتتجنى على الإخوان.. كان من الممكن أن تقول لى تعالى كى أأتنس بك وساعتها كنت سأترك كل شيء كى اتشرف بمؤانسة أول رئيس مصرى منتخب في تاريخ مصر !
قال: خلاص ياعم أبوطقة.. دى ماكانتش كلمة قلتها لك..
الريس "  ياراجل أنت مالك نرفوز كده ليه وماعندكش صبر !
قلت: ولاعندى حب ولا أي حاجة.. ياعم قل لى عايزنى ليه.. خاطفنى ليه وجايبنى هنا؟
قال: أنا مش خاطفك ياسيدى !
قلت: ياربى ارحمنى من الريس مرسى.. مااااااااشى ياريس عايزنى ليه..جايبنى هنا ليه..عازمنى على الغدا ليه ؟!
قال: آه فكرتنى بالغدا.. تحب تتغدى على مزاجى ولا على مزاجك؟!
قلت: مش المهم هانتغدى ايه.. اللى ييجى سوف أأكله معك ياريس.. يكفينى شرفا أنى هاتغدا مع الريس.. ها.. قول سيادتك كنت جايبنى هنا ليه ؟!
قال: أنا ياسيدى جايبك هنا علشان تقول لى هانعمل ايه في الموضوع ده !
قلت: موضوع ايه ياريس ؟!
قال: تانى يا أبوطقة.. أنت عايزنى اعيد اللى قلته تانى ياراجل أنت ؟!..
وهنا أغمى عليّ ولم أشعر بنفسى إلا وأنا في إحدى غرف قصر الرئاسة وبجوارى الريس مرسى الذي قال لى: ماتقلقش أنت بخير وأنا بلغت سحلول القاضى زميلك أنك عندنا في القصر بتتونس شوية.. شوف ياسيدى أنا هاقول لك جبتك هنا ليه..بس بعد ما تشرب الليمون ده بالهنا والشفا !
وفى العدد القادم سوف احكى لكم..مرسى كان عايز منى إيه..وإلى اللقاء يا أصدقاء !
الجريدة الرسمية