رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس الجاهل

فيتو

أيام قليلة ويقف "محمد مرسى"، رئيس الإخوان، ليؤكد للعالم فى خطابه بمناسبة مرور عامين على ثورة يناير التى سرقها هو ومرشده وجماعتهما؛ بأن مصر الآن قد عرفت طريق الديمقراطية وبأن دماء الشهداء دين فى رقبته؛ وبأن مصر لن تركع؛ وبأن المحتجين على سياسته الإلهية هم أبناء الشيطان؛ وسيظل طوال كلمته مستمرا فى كذبه وتضليله وضلاله؛ معتقدا بذلك أن مصر يناير التى أطاحت بمبارك تصدق هذا العبث السياسى والثورية المزعومة.

ولكن ما يغيب عن مرسى هو أن الشعب المصرى ليس هو جماعة الإخوان المسلمين؛ فلا الشعب تربى على السمع والطاعة العمياء ولن يصدق بأن مصر قد عرفت طريق الديمقراطية بعدما رأت ما حدث فى دستور لا يحمل الخير إلا للمرشد؛ ولن تهتز عواطفهم بحق الشهداء بعدما رأوا الدماء تسيل فى عهده غير السعيد على أيدى ميليشياته المسلحة أمام الاتحادية؛ وسيضحك الشعب بملء فمه على عدم ركوع مصر برغم ركوعها منذ حكم المجلس العسكرى أمام الدب الأمريكى وركع الجنيه أمام الدولار.
مسلسل الكذب الإخوانى المستمر لا يصدقه سوى الرئيس ومرشده؛ ويحاول إظهار تصديقه الجماعات المكفرة لاعتقادهم بأن الفرصة قد تواتيهم بين أونة وأخرى للقفز على كرسى السلطة؛ وأمام كل هذا يقف أبناء صهيون على بوابة مصر فى انتظار تأشيرة الدخول التى يحاول "عريان" الإخوان منحها إليهم؛ بعد أن يتبادل معهم صك الاعتراف بشرعيتهم.
ما يجول الآن بخاطر الرئيس ورجال جماعته أن الأصوات المتعالية بأحقية الشعب فى امتلاك حريته؛ هم قلة مندسة تحمل أجندات خارجية تعمل على إغراق مصر وإحراقها لصالح الأعداء.
ولكن ما يغيب عن خاطرهم أن كل هذا قيل فى فترة حكم المخلوع؛ وكان المنادين بالحرية هم بالفعل قلة ولكنها من أبناء هذا الوطن الحر؛ وبالفعل يحملون أجندات تعمل على ازدهار مصر ومنحها حقها المسلوب؛ وحريتها المكوبته بقيود السلطة البوليسية والميليشيات المسلحة؛ ومقيدة بقيود الجهل بالأديان وسماحتها.
ما يجهله الرئيس أن مبارك خلع من منصبه بعد الدماء التى أريقت والتى توجه أصابع الاتهام الآن إلى الرئيس وجماعته بإراقتها؛ فالشباب الآن يعشق الموت فى سبيل المبادئ الثورية لحرية هذا الوطن؛ كعشق الإخوان فى التمكن من السيطرة على مقدرات الدولة.
ما يجهله مرسى الآن أن نهر الثورة الهادر مستمر فى الجريان ولن يستطيع أحد اعتراضه أو إعادته مرة أخرى إلى مصبه.
فالثورة اشتعلت فى يناير وسينهيها شبابها فى يناير؛ وأغلب الظن أن مرسى سيستمر فى جهله إلى أن يرى نفسه فى قفص الاتهام مخلوعا من منصبه ومتهما بالقتل وبالتزوير وانتحال صفة رئيس ثورى.
الجريدة الرسمية