رئيس التحرير
عصام كامل

سلام على المتمردين


اقترب عام على صعود ممثل جماعة الإخوان المسلمين لرأس السلطة في مصر، لم تتوانى خلاله تلك الجماعة في تصعيد هجومها ضد معارضيهم؛ رافضين جميع الحلول السلمية والتسويات السياسية لضمان تحقيق الثورة لأهدافها؛ وسعت لزرع بذور الفتنة والانقسام بين جميع أطياف الشعب؛ ونفى وإقصاء الآخر؛ وتدويل الثورة واستقطاب أنظار الجميع إلى أن الصراع في مصر ما هو إلا صراع سياسي ومحاولات لإسقاط "مرسى" وإفشال مشروع نهضته من ناحية؛ أو حرب شرسة يشعلها من يحارب الله ودعوة رسوله من أخرى.


العام الأول يقترب، وقد خسرت فيه تلك الجماعة كثيرا من حلفائها؛ وكل أخلاقها؛ ودفعت بمن نادي طويلا بسلمية الثورة لضرورة استخدام كل ما هو ممكن ومحال لحماية الثورة وعدم استقطابها لفصيل واحد؛ وإيقاف مشروعات التمكين؛ وهدم مؤسسات الدولة؛ واللعب بالقوانين؛ وإهدار كرامة الوطن وحريته؛ وبيع تاريخه في مزادات أسواق النخاسة.

العام الأول يقترب بحكومات فاشلة غير فعالة؛ وجهاز شرطى لم يتعلم من سقوطه الكبير بجمعة الغضب أن بقاءه بيد الشعب وليس بيد السلطة؛ وقضاء أقحم نفسه بنفسا راضيا لملهى السياسة؛ وجيش تلاعبت به عصابات إرهابية وقف أمامها عاجزا وغير قادر على حماية أبنائه وردع المتلاعبين بدرعه وسيفه.

العام الأول يقترب، ورغم محاولات قتل الثورة الإ أن ثوراها صامدون؛ متمردون؛ مواجهون لقمع الحاكم وجماعته؛ مصممون على الحرية وكسر قيود السلطوية والاستمرار في طريق النضال وإعلاء قيم الكرامة.

أيها الرفاق؛ النظام الحاكم الآن يملك السلاح والأموال والمؤسسات؛ وأنتم تملكون الثورة والشرعية؛ هم لديهم قتلة وكهنة يدبرون المكائد ويسعون في الأرض فسادا؛ وأنتم تملكون مبادئكم وتحملون أكفانكم وصور إخوانكم الشهداء؛ هم معهم السلطة وأنتم معكم الله والفقراء.

أيها الرفاق عليكم أن تعلموا أنه رغم تمردكم الذي أصاب السلطة في مقتلها؛ إلا أن حشدهم سيكون أكبر؛ ولكن عزمكم سيكون أقوى وأشد؛ عليكم أن تعلموا أن مطامحكم ستصطدم بمطامعهم؛ وأن الصراع سيكون مريرا؛ فالتحموا بقوى الشعب العامل وعليكم بفقراء الوطن فهم حجر الزاوية ووقود الثورات؛ فتقدموا صفوفهم؛ وأحذروا عجائز المعارضة وبصاصين السلطة.

أيها الرفاق المتمردون.. لكم السلامة ولكن الوطن يحيا بموتكم.
الجريدة الرسمية