رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أردوغان.. بطل من ورق

   حتى وقت كتابة هذا المقال كنت أعتقد أن البطولة شيء إيجابي، إلا أنني فوجئت بأنها تحمل المعنى السلبي أيضا، فتكاد المعاجم العربية تجمع على أن البطولة هي الشجاعة الفائقة التي لا يتصف بها إلا قليل من البشر، ويقول ابن منظور في «لسان العرب»  «سمي بطلا لأن الأشداء يبطلون عنه، أو أن دماء الأقران تبطل عنه، فلا يدرك لهم ثأر»..

 

أما معجم أوكسفورد فيرى أن البطل Hero هو «المحارب العظيم والمقاتل الشجاع»، وإذا ما دققنا في هذا التعريف لابن منظور فإننا سنكتشف حقا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو بطل حقا فالرجل استطاع تحقيق أحلامه علي حساب خصومه..

اقرأ أيضا: "أردوغان" وبناته

 

وتجلت هذه البطولة في العديد من المواقف، نذكر منها أنه خاض العديد من الانقلابات الفكرية والسياسية بدأها بالانضمام إلى حزب الخلاص الوطني بقيادة نجم الدين أربكان في نهاية عقد السبعينيات، ثم إلى حزب الرفاه الإسلامي في الثمانينيات،ونجح من خلاله في الوصول إلي منصب عمدة  إسطنبول، ثم انضم إلي حزب الفضيلة وسرعان ما انقلب عليه، وأسس  حزب العدالة والتنمية  الذي يترأسه حتى الآن.

 

 أردوغان خلال جولاته هذه انقلب كثيرا على رفقاء الماضي، فالرجل يبدو أن شخصيته متقلبة ومزاجه أيضا، فقد انقلب علي العديد من أصدقائه القدامي أربكان وأوغلو وعبدالله جول وأخيرا كولن أستاذه الذي اتهمه مؤخرا بتدبير الانقلاب العسكري في تركيا.

 

 ولم تتوقف بطولات الرجل علي شخصيته فقط بل امتدت إلي المحيطين حوله فزوجته أثارت جدلا في تركيا لاقتنائها شنطة يتجاوز ثمنها الـ50 ألف دولار، في الوقت الذي تعاني فيه تركيا تدهورا وتراجعا افتصاديا كما ظهرت بطولات نجلتيه، الابنة الكبرى " إسراء" بالزواج من وزير الخزانة التركي الحالي والابنة الصغرى "سمية "، من خلال عملها كمستشارة مسئولة عن العلاقات الخارجية لحزب العدالة والتنمية، واتهامها في قضايا فساد، كما أنها صارت ذائعة الصيت دوليا، بسبب تضامنها مع المحاربين في سوريا، حتى طلب أحد أعضاء الجماعات المتشددة في سوريا يدها للزواج، لكنها رفضت الزواج منه، وتزوجت بابن أحد أصدقاء والدها.

 واقرأ أيضا: الوجه الأخر ل" اردوغان"

ابنا أردوغان كان لهما من البطولة أيضا نصيب فالابن الأكبر لأردوغان متهم في قضية قتل ويقال إن نفوذ والده هو من أنجاه من المحاكمة بعد أن تم منح القاضي الذي حكم بالبراءة منصبا في إحدى الشركات،ويقال إن شركة "أحمد" للنقل الملاحي (سفران 1) ما زالت تحمل البضائع إلى إسرائيل،  أما بلال الابن الاصغر فهناك اتهامات جاءت من روسيا وعلى لسان مسؤولين كبار بالدولة تقول إنه يتاجر بشكل مباشر في نفط تنظيم "داعش"، إضافة إلي اتهامه في قضايا فساد عدة لا تزال دائرة حتى الآن.  

Advertisements
الجريدة الرسمية