رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يحرم السلفيون إقامة قمم إسلامية دون مصر والسعودية ؟.. داعية: تجمعات تسعى للانقلاب على منظمة المؤتمر الإسلامي .. وتختصر الدعوة في البلدان المؤيدة للإخوان

تجمع حلفاء الإخوان
تجمع حلفاء الإخوان

ما زالت تداعيات قمة كوالامبور الإسلامية المصغرة، التي انعقدت بمشاركة ماليزيا وتركيا وإيران وانسحبت باكستان منها في الوقت الضائع، تثير الجدل بشكل غير مسبوق، وتطور الأمور لدرجة أن بعض السلفيين أفتوا بحرمانية مثل هذه الدعوات التي تفرق الأمة، وتضعها على بداية تشرذم غير مأمون العواقب. 

يعرف السلفيون، أن القمة بالإخراج التي ظهرت عليه، هي أول تجمع إسلامي منذ تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1969، ولا يتم تحت إشراف هذه المنظمة الكبرى، التي تحتضنها مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، ما يعني للبعض أن هناك محاولات للانقلاب عليها، سواء بمحاولة إبعادها عن مقرها الدائم في السعودية، حيث عقدت في العاصمة الماليزية كوالالمبور قبل أسبوع، أو بتقديم حوافز للدول الكبرى للانضمام للحلف، وترك الدول الصغيرة بدون أي حماية، وهو أمر خارج نطاق الفكرة الإسلامية ومضمونها وأهدافها. 

 

السودان يعتزم مخاطبة الإنتربول للقبض على مدير مخابرات البشير

 

أحد الأسباب التي تبني عليها التيارات السلفية بمختلف أطيافها موقفها من القمة، حصر المدعوين في حلف، يعادي أغلب الدول العربية الكبرى، وبالتالي دعوة تركيا وإيران وقطَر إضافة إلى ماليزيا، وإحضار 450 من الشخصيات الدينية المحسوبة على الإخوان أو الموالية لها، يعني سكب للمزيد من الحطب على النيران المشتعل بالأساس، وينذر بتشكيل البلدان الإسلامية الأخرى، تحالفات مضادة للحلف التركي.  

  كما تبنى التيارات السلفية، رفضها الشرعي للقمة المصغرة، على غياب كل البلدان العربية عنها ــ باستثناء قطَر ــ  وهو أمر يخالف صحيح الإسلام، ويمثل تفرقة بين المسلم الأعجمي والمسلم العربي، ويعني نقطة البدء في تقسيم المسلمين إلى محورين، إسلامي عربي، وغير عربي، ما يزيد من الخلافات الموجودة أساسا داخل هذه المنظمة.  

وتأني النقطة الفاصلة في عدم تناول قمة كوالالمبور الأخير لأي من الأزمات التي تؤرق المسلمين، فلم تشهد أي نقاشات عن قضية فلسطين، ولا مسلمي الروهينجا أو الإيغور، ولا قضية كشمير ومسلميها، أو كيفية حل الصراعات المشتعلة بين البلدان الإسلامية، مما يعني إن إقامة مثل هذه القمم مستقبلا، سيعني ضياع القضايا الإسلامية للابد. 

 سامح عبد الحميد، الداعية السلفي، والقيادي السابق بحزب النور، يعتبر مثل هذه القمم جريمة شرعية، ليست بجديد على  قطر وتركيا وإيران، الذين يقترفون كل الموبقات في حق العالم الإسلامي.

 

ويرفض الداعية السلفية إقامة مثل هذه الفعاليات مستقبلا، مؤكدا أن قمة كوالالمبور أحدثت فتنة خبيثة مقصودة، بعد دعوة الحلف المعادي لمصر والسعودية إلى تجمع لا يفهم منه إلا تزكية الصراعات في بلدان العالم الإسلامي، على حد قوله.

 

ويؤكد عبد الحميد، أن هناك محاولات منظمة لهدم منظمة التعاون الإسلامي، لافتة إلى أن قمة ماليزيا ضربت أول معول في جدار الوحدة الإسلامية، موضحا إن السماح بإقامتها لا يعني إلا مواجهة الشعوب الإسلامية ذاتها مردفا: اجتماع مثل هؤلاء يضع العراقيل أمام المسلمين، ولا يهدف لحل أزماتهم. 

الجريدة الرسمية