رئيس التحرير
عصام كامل

المطرب عمر كمال : عملت في كل المهن لإنتاج ألبومي.. "حمو بيكا" حاول الحصول على حقه في الغناء.. وهذه قصتي مع محمد فؤاد

المطرب عمر كمال مع
المطرب عمر كمال مع محرر فيتو

كنت بمسك "المقشة" وأنا عامل نظافة في شركة وحلمي أمسك "المايك" 

ضيعت 50 ألف جنيه ورثي من أبويا وكل ما أملك على أول "ألبوم" طبعته ووزعته فى الشارع

  تم رفضي في معهد الموسيقى العربية لأني حاصل على "دبلوم" 

"بيع الشرائط الدينية" أمام المساجد كان الحل الوحيد لموافقه والدي على عملي

 أول حفلة عملتها قبضت العازفين وقعدت مفيش معايا "جنيه" 

وأنا فى الطائرة رايح حفلاتي "دبي" بفتكر لما كنت برجع من القاهرة للسويس ومفيش معايا "جنيه" 

تنازلت لهاني شاكر عن أغنية "أبويا".. وأرفض قراره بمنع مطربي المهرجانات

  ما فعله حمو بيكا فى النقابة خطأ لكنه كان يريد الحصول على حقه الشرعي 

أصحابي هربوا مني عشان كنت أوزع شرايط الأغاني بصوتي في الشارع

عاشق للفن، ذاق "المرار والعذاب" من أجل تحقيق حلمه والوصول لهدفه على مدار 10 سنوات مضت، الأمر لم يكن سهلا كما يعتقد من حوله، لنشأته فى أسرة دينية متشددة، فكان دخول "شريط كاسيت أغاني" لغرفته مثل تهريب "المخدرات"، كل هذا لم يكن أزمة فى بداية حلمه الذي حارب من أجله، فلم يخجل من العمل لجني المال وطبع "شرائط كاست" ونشر أغانيه فى السوق، فبعد الإنتهاء من عمله كعامل نظافة في إحدى شركات السويس، يذهب في محاولة للغناء بالقاعات الصغيرة مجاناً، استمرت هذه الرحلة حتي وفاة والده الذي كان يفعل كل هذا دون علمه.

 

يقول المطرب عمر كمال إنه لم يترك مهنة صغيرة أو كبيرة إلا التحق بها دون تردد: "اشتغلت فى كل حاجة وشيلت شنط فرق غنائية ومعدات صوت على كتفى، وفى الديسكوهات، والمطاعم والكافيهات، عشان أجمع فلوس أول ألبوم وفشلت فى توزيعه بس كنت واثق إني بعد ما مسكت مقشة وحامد ربنا إني همسك مايك وأوصل فني".

 

يكشف "عمر" فى حواره لـ"فيتو"، عن كواليس كفاح سنوات كثيرة مر بها، بداية من وفاة والده وصرف ورثه على الألبوم، وحتى نجاح حفلاته في "دبي".. كل هذا وأكثر فى الحوار التالي:   

*في البداية ماذا عن رحلة ما قبل دخولك عالم الفن من السويس للقاهرة؟ 

بداية تحقيق حلمي، لم تأت بالساهل، فكانت معاناتي على مدار 10 سنوات حاولت الغناء بكل الطرق، لكنني فشلت، ولم أتمكن من الوصول بسهولة كما يعتقد كثير من المطربين الصاعدين مثلي بالمجال، فكنت دائماً أحاول الغناء بقصور الثقافة والحفلات الصغيرة لتقديم موهبتي التى كنت مقتنعا بها تماماً.

*وماذا كان رد فعل أسرتك من اختيارك طريق الغناء المخالف لقواعدهم؟ 

الغناء فى منزلنا كان مثل تهريب "المخدرات"، لأن أسرتي متشددة دينياً، فكان الحل الوحيد من أجل موافقة والدي على عملي هو "بيع الشرائط الدينية" والكتب والسبح أمام المساجد، ومن هنا بدأت فى تهريب "شرائط الأغاني" وسماعها بعد ذهاب أبي للعمل.

*دائماً تتحدث مع جمهورك على السوشيال ميديا عن فترة عملك قبل الغناء .. لماذا؟

  الكثير من الناس لا يعرفون ما كنت أفعله من أجل الوقوف على المسرح، أو طبع تسجيل أغان فى "شريط" وتوزيعها فى الشوارع بنفسي بعد رفض المنتجين مساعدتى، فكنت أعمل وأنا عمرى 24 سنة فى كل المجالات دون كسوف، من عامل نظافة فى شركة بـ"20 جنيها" فى 12 ساعة يومياً، ثم الغناء فى القاعات الصغيرة  بالليل من جنيه واحد، بجانب العمل فى المطاعم والكافيهات والديسكوهات بالقاهرة، وحامل لمعدات الفرق على كتفى، لذلك يجب أن أتحدث عن هذه الفترة الطويلة فى حياتي لأنها سبب ما وصلت إليه الآن.

*كيف كان أول شريط قمت بالغناء فيه؟ 

كانت هناك جمعية خيرية، تحدثت معي لغناء ألبوم أطفال، وكان وقتها تكلفته تصل إلى 8 آلاف جنيه، وبالفعل سجلت أول 4 أغان لكن انتهى المبلغ الذى كان معي، ثم بدأت الرحلة من جديد فى العمل بالشركات للحصول على مبلغ آخر وتسجيل باقى الألبوم الذى فشلت فى توزيعه أيضاً.

*ماذا عن قصة الورث وأول ألبوم لك وصراعك مع المنتجين؟

 قصة ورثي من والدي طويلة، فبعد وفاته حصلت على 50 ألف جنيه، ونصحتني والدتي بشراء شقة وسيارة قسط لكنني لم أفضل ذلك، من أجل صناعة ألبوم ومزاحمة نجوم القاهرة وطباعة بوسترات فى الشارع، وهو ما دفع أصدقائي للهروبي مني فى وقت من الأوقات، وبعد كل هذا لم أرى صدى لما فعلته.

*لماذا تغضب دائماً من إنتقاد البعض لدخول عالم المهرجانات؟

أهاجم دائماً بمن يصفني "مطرب مهرجانات" لأنني أغني طرب فى بدايتى ولن أتنازل عن هذا اللون مهما حدث، ليس تقليل منهم، ولكن لأن كل شخص له أسلوبه، أما غنائي للمهرجان أساسه التواصل مع طبقة محددة من الشباب، وأيضاً فى كل مهرجان أقدمه أحمل رسالة بطريقتي

*ماهي قصة أغنية الغربة؟

أغنية "الغربة" من أشهر الأغاني التى إنتشرت فى الشارع بشكل سريع، وجعلتنى علامة مميزة عند الجمهور، لأنها تلمس فئة المغتربين فى الدول الخارجية بسبب معاناه الحياة

*هل كانت هناك أزمة بينك وبين الفنان محمد فؤاد فى البداية؟

الفنان محمد فؤاد أعتبره منذ طفولتي هو مطربي المفضل، وأرى دائماً أنه من نفس الطبقة الذى نعيش فيها، وكنت أحاول فى سن 25 سنة الوصول إليه ليساعدني، فكنت أذهب من السويس للجلوس أمام منزله والاستوديو مايقرب من عشر ساعات من أجل الحديث معه ومطالبته بالمساعدة فى الوصول لهذا العالم، وبعد سماع صوتي قال نصاً :"عمر إنت صوت جميل بس مفيش حد بيساعد، والموهبة بتفرض نفسها على الساحة وفى هذا اليوم شعرت بالحزن لإنني شعرت بأن الحلم ينتهي".

*وماذا عن تشابه الأصوات بينكما؟

تشابه الأصوات تسبب لي فى أزمة كبيرة معه بعد شهرتي، وأعتقد البعض أنني أقلد، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق لأن الإنسان الذى يريد النحاج يجب أن تكون له شخصية مستقله، ومحمد فؤاد تحدث معي بالفعل بسبب بعض الأغاني المنتشرة على "اليوتيوب" تحمل صوتي واسمه، وأكدت له أنني ليس لي أى علاقة نهائيا.

*بحكم إحياءك للكثير من الحفلات خارج مصر ما الفرق بينهما؟

الحقيقة الأمر مختلف من الجانب المادى تماماً، لأنني أتعاقد على العمل شهرياً وبالتالي الأجر مناسب، أما فنياً فمن المعروف أن مصر بلد عمالقة الفن، و دول الخليج لها نجومها أيضاً.

*ما هو شعورك عند إحياء أول حفلة غنائية خارج مصر؟

بعد صعودى على سلم الطائرة، مر أمامي شريط الذكريات وسنوات الشقي والألم، لكنني شعرت أن ربنا يكافئنى على صبري واجتهادي، ولدي ثقة أن هناك أكثر من ذلك الفترة المقبلة.

*وماذا عن أغنية "أبويا" الذى طلبها منك هاني شاكر؟

تحدث معي صديق شخصي، لإبلاغي بأن الفنان هاني شاكر قدم أغنيتي "أبويا"، فى الأوبرا، ولم أصدق وقتها لأنه شرف كبير، حتي طلبها بنفسه خلال مكالمة هاتفية معه، وبالفعل تنازلت عن حقوقها له.

*هل أنت مع أم ضد قرار هاني شاكر بمنع مطربي المهرجانات من الغناء؟

الفنان هاني شاكر له مني كل الإحترام والتقدير، لأنه نقيب المهن الموسيقية، وهي نقابة إلتحق بها عمالقة الفن أمثال عبد الحليم وعبد الوهاب وأم كلثوم، لكن بالنسبة للقرار لا أؤيده، لأن هذه الأغاني لها جمهورها ومن الصعب إغفالها، ومن الممكن معالجتها من خلال المراقبة على الكلمات وقنوات "اليوتيوب" ومن يخرج عن الشروط يتم اتخاذ الإجراءات القانونية معه.

*وما رأيك فيما فعله حمو بيكا داخل نقابة المهن الموسيقية؟ 

كل من يتعامل مع حمو بيكا، يعلم جيداً أنه إنسان طيب جداً، وكان يحاول الحصول على حقه فى الغناء، لكنه أخطأ عندما حاول بهذا الشكل، وأتمني حل الموضوع سريعاً.

*هل ترى أن مطربي المهرجانات يتعرضون للظلم؟

من الصعب أن نضع جميع المطربين فى جملة مفيدة، فكل مجال يتواجد فيه السيئ والإيجابي أيضاً، وهناك بعض المطربين يحاولون تقديم رسالة وجملة مفيدة فى الأغنية، والبعض الآخر يفسد ذلك. 

*ما هي خطتك الفترة المقبلة؟

أسعي جاهداً لتوصيل رسالة فى جميع الأغاني التى أقدمها للشارع، لأن هناك شبابا وفتيات يستمعون لنا، لذلك يجب أن أكون حريصا جداً على عدم فقد هذه الثقة التى اكتسبتها بعد كل هذه السنوات. 

الجريدة الرسمية