رئيس التحرير
عصام كامل

هل رؤية الله ممكنة فى اليقظة والمنام؟

فيتو

هل رؤية الله ممكنة؟ يردد البعض عبارة رأيت الله فى المنام ، وتعارضت الآراء الفقهية حول إمكانية رؤية الله ، سواء فى اليقظة أم فى المنام . وأجابت أمانة الفتوى بدار الإفتاء على هذا السؤال بأنه يجوز عقلا وشرعا رؤية الله عز وجل بإجماع أهل السنة والجماعة، رؤيته فى الدنيا فلا نزاع فى وقوعها مناما صحة ذلك أما فى اليقظة فاختلف الصحابة ومن بعدهم فى حصول ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم من عدمه، أما غير رسول الله فلا تصح دعواه الرؤية فى اليقظة ومن زعمها فهومن الضالين .

واختلف المتكلمون فى تحديد معنى الرؤية ، والذى عليه أهل السنة والجماعة انها قوة يجعلها الله فى خلقه وهى نوع من الادراك يخلقه الله تعالى متى شاء ولأى شئ شاء . اما رؤية الله فى الاخرة فمعناها انكشافه لعباده المؤمنون ، وقد استدل أهل السنة على إمكانية رؤية الله فى الآخرة بالكتاب والسنة وبالإجماع . واستدلالهم بالقران قوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة ، إلى ربها ناظرة ) القيامة 22 ، وقوله تعالى (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ،قال رب أرنى انظر اليك ، قال لن ترانى ولكن انظر الى الجبل فإن استقر مكانه فسوف ترانى ، فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ، وخر موسى صعقا ،فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وانا اول المؤنين ) الاعراف 143. اما الاستدلال فى السنة قال النبى (ص) :انكم سترون ربكم عيانا ) رواه البخارى  ويقول الشيخ عطية صقر امين الفتوى بالازهر ــ رحمه الله ــ :اتفق علماء الكلام على أن الله سبحانه ينحو أن ينكشف لعباده انكشافا علميا تاما بأن يخلق فيهم علما تاما ضروريا بذاته . واستدل أهل السنة بقول الله تعالى فى شأن طلب موسى عليه السلام لرويته (قال رب أرنى انظر اليك ، قال لن ترانى ...) حيث قالوا لو لم تكن ممكنة لما طلبها موسى وأن الله تعالى علقها على ممكن وهو استقرار الجبل،  وقال غيرهم إن الله نص على ذلك بقوله "لن ترانى " وهو نفى يفيد التأييد كما يقولون ، وكذلك قوله "لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار "الانعام 103

لماذا أوجدنا الله فى هذه الحياة؟ شيخ الأزهر السابق يجيب على السؤال المحير

ومناقشة الادلة محلها كتب الكلام والتفسير  وهذا الخلاف هو فى الدنيا ، أما رؤيته فى الاخرة فقد جاء فيها قول الله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة لربها ناظرة )وعليها حمل قوله تعالى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) يونس 26 ، والزيادة هنا هى رؤيته سبحانه وتعالى فى الجنة . وفى حديث البخارى ومسلم ان الناس يرون ربهم يوم القيامة كالشمس لا شك فيها والقمر ليلة البدر لا شك فيه . وقد رأى رسول الله ربه ليلة المعراج لأنه كان فى حالة غير عادية حيث كيفه الله تكييفا خاصا اخترق به السموات ولم تؤثر فيه قوانين الأرض والسماء ، والرؤية فى الآخرة ممكنة وواقعة لأن قوانينها غير قوانين الدنيا . وانصح كما قال القرطبى فى هذه المسألة وعزاه لجماعة من المحققين وقواه بأنه ليس فى الباب دليل قاطع وغاية ما استدل به الطائفتان المحبزة للرؤية والمانعة لها ظواهر متعارضة غير قابلة للتأويل فقال : ليست المسألة من العمليات ــ غير العقائد ــ ويكتفى بالأدلة الظنية ، وإنما هى من المعتقدات فلا يكتفى فيها إلا بالدليل القطعى . أما أنا فأنصح بعد إطالة النقاش فى هذا الموضوع بالاستعداد بالعمل الصالح للقاء الله يوم القيامة وستعرف بحق ويقين ما نتنازع فيه .

الجريدة الرسمية