رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا أوجدنا الله فى هذه الحياة؟ شيخ الأزهر السابق يجيب على السؤال المحير

الدكتور محمد سيد
الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الازهر الشريف السابق

سؤال ردده الفلاسفة والشعراء من قديم الزمان ، وسيظل يردده من لا يعرفون حقيقة الخلق الإلهى للإنسان والكون والخلق أجمعين .

ويجيب على السؤال فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الشريف السابق فيقول: إن الله تعالى لم يخلق الناس عبثا ، فقال سبحانه وتعالى "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون " ولقد أوجدنا الله فى هذه الحياة لكى نخلص له العبادة والطاعة، لكى نؤدى التكاليف التى كلفنا بها عن طريق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .

أوجدنا سبحانه فى هذه الحياة لكى نتعارف ونتزاور ونتبادل المنافع التى أحلها الله تعالى فيما بيننا ، بنية طيبة وسلوك قويم وأخوة صادقة ، وصدق الله تعالى إذ يقول :" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير ".

 

وهذا التعارف والتواصل والتلاقى يحبه الله تعالى ويرضاه ويؤدى إلى قوة المسلمين وإلى رقيهم وإلى سعادتهم فى دينهم وفى دنياهم وآخرتهم .

أوجدنا الله فى هذه الحياة لكى نتكاتف ونتراحم ونتعاطف، وهذا التعاون بين بلاد المسلمين من الأمور التى اوجبها الله تعالى حيث قال :"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " المائدة “.

ما حكم الشرع في التوسل بالأنبياء والصالحين؟.. دار الإفتاء تجيب

والتعاون بين المسلمين إذا كان واجبا فى كل زمان ومكان، فهو فى هذا العصر الذى تشابكت فيه المصالح أوجب وألزم .

أوجدنا الله تعالى فى هذه الحياة لنتناصر وليشد بعضنا بعضا ، لكن التناصر الذى نقصده هو التناصر الذى يقف الى جانب الحق حتى ينتصر ، ويقف فى وجه الباطل حتى يندحر .

التناصر من أجل أن يحصل كل صاحب حق على حق ، التناصر من أجل تقديم كل العون لإخواننا فى فلسطين ولغيرهم حتى يظفر الجميع بقوتهم كاملة غير منقوصة .

هل يخفف الدعاء من المصائب؟

لقد أوجدنا الله تعالى فى هذه الحياة لكى نعمرها بكل ألوان الخير والحق والقضائل ، نعمرها بالمحافظة على التكاليف التى جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند ربه ..فإننا متى فعلنا ذلك فتح الله علينا بركات من السماء والأرض . نعمرها بالعلم النافع الذى يزيد المؤمنين ثباتا على ثباتهم، وقوة على قوتهم ، وعزة على عزتهم، وغنى على غناهم .

نعمرها بتقوى الله تعالى وباتباع رسوله الكريم الذى أرسله ربه شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا .

الجريدة الرسمية