رئيس التحرير
عصام كامل

التغييرات وحديثها!


يموج الشارع المصرى الآن بحديث لا ينقطع عن تغييرات حدثت أو سوف تحدث قريبا ليس في الحكومة وحدها أو في الهيئات الإعلامية والصحفية، وانما في مؤسسات وأجهزة وهيئات أخرى عديدة.. والحديث يتناول أسماء تركت أو تبدلت مواقعها، أو في سبيلها إلى ذلك..


ولا أحد يعرف على وجه اليقين ما هو حقيقى وما هو كاذب مما يتحدث عنه بعض الناس حول هذه التغييرات، خاصة وأن قنوات وصحف ومواقع الإخوان الإخبارية تعد مصدرا أساسيا لبعض هذه الأحاديث، بينما يؤكد بعض من يرددون هذه الأحاديث أنهم سمعوها من مصادر مطلعة وموثوق بها!

ولعل سبب ذلك هو السكوت على هذه الأحاديث دون أن يخرج أحد ليؤكدها أو لينفيها ويكذبها.. وهذا من شأنه أن يحدث بلبلة لدى الرأى العام، فضلا عن اضطراب العمل في هذه المؤسسات والأجهزة والهيئات التي طالها حديث التغيير.. فإن الاستنتاجات تكثر والاجتهادات تتعدد وتتنوع والتخمينات تزيد وتتسع، وهذا ليس مناخا صحيا لعمل سليم، ولا مناخا مناسبا لصياغة تماسكا اجتماعيا ننشده ونسعى إليه، بل على العكس هو أمر يشجع على شيوع الاضطراب والفوضى وتضليل الرأى العام.

ولأننا نعانى من ضعف واضح وملحوظ في إعلامنا وصحافتنا، وفى ظل عدم قيامهما بالدور الأساسى لهما، وهو تقديم المعلومات الصحيحة والسليمة للناس بعد التأكد من دقتها، فقد استمرت أحاديث التغيير في الشارع وتنوعت ما بين التوقعات والتكهنات والشائعات.. وأيضًا ما بين ما هو صحيح وما هو كاذب.. وهذا أمر خطر ومضر ومؤذٍ لنا، ولا يفيدنا لا في معركة مواجهة المؤمرات التي تحاك لنا ولا في معركة البناء.. فهل آن لنا أن نتنبه لهذا الخطر؟!
الجريدة الرسمية