رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تواجه الإخوان الحقائق التاريخية لـ«ممالك النار» بالتشويه والتضليل؟

مسلسل التاريخي ممالك
مسلسل التاريخي ممالك النار

دشنت جماعة الإخوان الإرهابية، حملات تشكيك كبرى، تبث في توقيت متزامن، على جميع فضائياتها، وتروج لها أذرعها الإعلامية، منذ إذاعة الحلقة ‏الأولى للمسلسل التاريخي ممالك النار، لضرب العمل الدرامي الكبير، بتقديم صورة مغلوطة، عن واحدة من أهم مراحل التاريخ العثماني، ‏بالمنطقة العربية، والتي يتناولها العمل.


الحضرات المجمعة.. أحداث مواجهات الطرق الصوفية مع التطرف والإرهاب ‏

وتروج الإخوان لمجموعة من الأباطيل والأكاذيب، وتسوق لمغالطات، ‏بعيدة كل البعد عن الواقع التاريخي، لخلق حقائق جديدة، عن أسباب القضاء على دولة المماليك، غير تلك التي ‏يعرفها المؤرخون، والتي يتناولها «ممالك النار»‏

وتقفز الإخوان في تقاريرها، على أسباب قتل السلطان العثماني سليم الأول لأخوته جميعا، ولا تتناقش مطلقا في ‏هذه الجزئية، التي تكشف دموية السلطان العثماني، وتكفي بالإشارة للدعم الذي قدمه السلطان المملوكي قنصوه الغوري، حاكم مصر، لأشقاء سليم الأول، الذين تتبعهم وقتلهم جميعا هم وأبنائهم حتى لاينازعه أحد على الملك، واعتبرت الجماعة، شهامة قنصوه وحمايته لهم من القتل، موقفا عدائيا للسلطان العثماني، ‏كان يستدعى قتال الغوري وتأديبه.

دافعت الإخوان عن أسباب سليم، لاحتلال الأراضي التابعة للسلطة المملوكية بدعوى إقامة الشريعة، وكأن ‏قتله لإخوته جميعا كان من الشريعة في شيء، وحتى تغسل سمعة "العثماني"، اتهمت السلطان الأشرف «طومان باي» الذي خلف ‏قنصوة الغوري على عرش مصر، بأنه لم يلتزم بالطَّاعة للدولة العثمانيَّة؛ فمن وجهة نظر الجماعة، كان يجب على قائد ‏عسكري كبير، التفريط في شرفه العسكري، وتسليم البلاد لغازي محتل، طالما يدعي حماية الدين والشريعة. ‏

وتتاجر الجماعة، في مقالات قياداتها، بالنصر الذي ‏حقَّقه العثمانيُّون على المماليك في معركة غزَّة، ثم معركة الريدانية، زاعمة أن أحد أسباب نصر الأتراك، تربيتهم ‏الجهادية، واقتناعهم بأنها يخضون حرب عادلة، بعكس قوات المماليك التي كانت تبحث عن المكسب المالي، دون غيره، ولم تكن تلتزم ‏بالشّرع في جميع نواحي حياتها.

ويبدو أن الإخوان لن تتوانى عن الكذب، لتشويه العمل الذي يحظى بجماهيرية كبرى في البلدان العربية، ونجح بقوة في تغيير وعي المشاهد العربي، وأجبره على فتح كتب التاريخ من جديد، لمعرفة ماذا تعني الخلافة، وهل كانت لله ورسوله، أم للحكم والسلطة وحب الشهوات والمال !
الجريدة الرسمية